Monday 26/12/2011/2011 Issue 14333

 14333 الأثنين 01 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

السلفية.. نهج مملكتنا الغالية
د. عبدالله بن حمد الخلف(*)

رجوع

 

كرّم الله الأمة الإسلامية أن أبقى لها دينها، وتكفل بنصرتها بالحجة والبيان في كل حين، وبالقوة والسلطان أحايين، وقد قال الله - سبحانه وتعالى - في كتابه العزيز:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا استَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور 55)، وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر 9).

وقال رسولنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في حديث متفق عليه: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون)، وهي الطائفة الناجية التي كانت على مثل ما عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وفي رواية للترمذي قال - صلى الله عليه وسلم - : (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله، قال ما أنا عليه وأصحابي).

وقد قال شيخنا ابن عثيمين - رحمه الله -: (اعلم أن كلمة السلف تعني السلف زمناً، والسلف معتقداً، فإن أريد بالسلف معتقداً صح أن نقول لمن هم موجودون الآن على مذهب السلف؛ نقول: إن هؤلاء سلف، وإذا قلنا إن السلف هم السابقون زمناً فإنه يختص بالقرون الثلاثة المفضلة، الصحابة والتابعون وتابعو التابعين، وكلا الأمرين قد استعمله أهل العلم، فتارة يريدون بالسلف من كان على طريقة السلف وإن كان متأخراً زمناً، وتارة يقولون - أي يريدون بالسلف - القرون الثلاثة المفضلة، ولهذا تجدهم يقولون مثلاً: وهذا ما ذهب إليه سلف الأمة وأئمتها، ويريدون بالسلف هنا القرون الثلاثة المفضلة..).

إذاً الالتزام بمذهب السلف - منهجاً دينياً - من تمسك به نجا من الشبهات والشهوات، فكذلك الالتزام بالمنهج السلفي - مطلب وطني - قامت عليه مملكتنا الغالية، ونادت به، فلا مفارقة في هذه الدولة المباركة في اقتفاء منهج السلف (دينا ودنيا) و(منهجا ونظاما دنيويا) كما انه لا تثريب على من نادى إلى انتهاج مذهب السلف لأنه مطلب وطني صحيح كما انه منهجٌ شرعي صريح.

وهذا سرُّ علو ونصرة الدولة السعودية في كل مراحلها، وذلك بالسير على مثل ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وهم - السلف الصالح - فتبين بذلك أن الدولة السعودية دولة سلفية، قامت على (ما كان عليه نبينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) وبقدر موافقتهم لما عليه الرعيل الأول كان لهم من العزة والتمكين والعلو بالحق في الأرض.

حفظ الله مملكتنا الزاهرة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأمد الله في عمرهما، وجزى الله قائد جامعتنا المباركة معالي الأستاذ الدكتور مدير الجامعة خير الجزاء لتبنيه مثل هذه المؤتمرات الشرعية المتخصصة الموفقة، جعلها الله في موازين حسناته وصالح أعماله، ومتمنياً لصاحب الفضيلة أخي الأستاذ أحمد بن يوسف الدرويش وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية ورئيس اللجنة التحضيرية للندوة التوفيق والنجاح.

(*) وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة