Tuesday 27/12/2011/2011 Issue 14334

 14334 الثلاثاء 02 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أعلن رئيس القائمة العراقية إياد علاوي أن ما يحدث في العراق هو تصفية خلافات, وقال: إن سلسلة التفجيرات الأخيرة في بغداد، والتي أودت بحياة العشرات من القتلى والجرحى تعود لفشل جميع الحكومات بعد سقوط نظام صدام حسين في السيطرة على الملف الأمني.

علاوي يمثل الكتلة العراقية الفائزة التي تم الالتفاف على استحقاقها السياسي، وإخراجها من اللعبة السياسية لصالح الطرف الاقوى على الارض، ليبقى المالكي في إدارة شؤون البلاد وعلاقاته مع الجيران والحلفاء.

لكن هذا جزء من حكاية العراق المضللة اليوم مع الديمقراطية، فيما يعيش حالات متردية في التنمية والخدمات، ودائما المشكل الثابت، الامن، إشكالية يصعب قراءتها منفصلة عن الوضع العراقي العام منذ العام 2003، وسقوط صدام حسين الدكتاتوري والذي قبض على أنفاس العراقيين وحرياتهم وحقوقهم لسنوات طويلة مليئة بالحروب والمذابح الجماعية، وتهديد العرب في منتدياتهم المعلنة وخلف الستار!.

بعون دولي رحل صدام حسين وحوكم، وأعدم بإشراف الحكومة العراقية الحالية ورئيسها نوري المالكي، وهذا امر لا خلاف عليه سوى بعض ما أحدثه من جدل في الشكليات.

لكن مهما كان التحفظ على الحكومة الحالية، ومهما كانت التفاصيل التي تثار وتقدم حول التوغل الايراني في قرارها ومكوناتها السياسية والامنية وكذا الاقتصادية، وتحكم طهران بجوهر التوجهات السياسية للبلاد فإنه يصعب استيعاب أو فهم كيف لنظام جاء من المعارضة إلى الحكم عبر حرب كبرى ونظام انتخابي أن يدير ظهره تماما للتاريخ ولمبادئ المعارضة الاساسية التي جاءت به إلى السلطة، ويجد في وضع النظام السوري وسلوكه الأكثر عنفاً ودموية، ويقود حربه ضد شعبه، ثم تجد بغداد له أعذاراً فتتخذ مواقف داعمة للنظام في دمشق بلا تردد.

ندرك ان السياسة رمال متحركة في تحالفاتها ومصالحها، لكن الحالة العراقية المربكة بل والمخجلة تجاه الشعب السوري الذي يقتل يوميا، تعني ان هناك معياراً غير متزن ووضعا سياسيا غير مريح لشعوب المنطقة.

تناقض إنساني وأخلاقي وسياسي لابد ان يرتد بقوة على الساسة في العراق في ظل مشاكل معقدة تواجهها البلاد، بدءا من الوضع الامني المتفاقم، إلى جانب الفساد وإشكاليات في عمق الإدارة المركزية، ورئاسة يراهن مراقبون كثر أنها لن تترك السلطة بسهولة، حيث تتضح معالم تأسيسها لدكتاتوريتها الخاصة.

مؤشرات سلبية جدا، لكنها ترفع الحظوظ بربيع على الطريقة العراقية الخاصة على ما يبدو، ربيع مختلف، قد لايأتي من الكتل السياسية المتصارعة التي قد تزج بالطائفية متى ما راق لها الامر.

 

ربيع العراق القادم!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة