Thursday 29/12/2011/2011 Issue 14336

 14336 الخميس 04 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هي عاصمة للثقافة الإسلامية؛ بالدلالة المحققة لمعنى هذه المفردة: (عاصمة)؛ لما شهدته واحتوته من مفاصل ومراحل التحول التاريخي في مسيرة الإسلام والدعوة، ولما أسسه فيها النبي الأكرم عليه صلوات الله وسلامه من قيم في التعامل, والتعايش والتكامل بين الثقافات والعرقيات والأديان.

ففيها كان نظام الدين والدولة قد استقام بإرادة الرسول صلى الله عليه وسلم وإدارته، ورعاه من بعده خلفاؤه الراشدين رضوان الله عليهم, واستمر دورها الحضاري والعلمي الرائد عبر كل الأزمنة والحقب, وصولاً إلى هذا العهد الزاهر.

- وتأتي هذه الاحتفالية وكأنها تعيد المجرى والسياق إلى منبعه الأول وعمقه الأصيل. إذ تحفل المدينة المنورة بمقومات معرفية وحضارية, تسوِّغ الاختيار، وتعزز شرعيته ومشروعيته الموضوعية.

فثمة مدونات ورحلات ومشاريع معرفية رائدة، وآثار ومعالم تاريخية عريقة، ومنجزات ثقافية متعددة، وحركة أدبية خلاّقة، وتركيبة سكانية فريدة، وقبل ذلك وبعده -قيمة دينية تحتل مكانها العميق في وجدان المسلمين، وكل ما سبق يشكِّل رمزية ما، بالإمكان استثمارها وتوظيفها بما ينزاح بالمناسبة من الطابع الاحتفالي المحض؛ إلى التمثل الفعلي والتعبير الجاد عن كل تلك المقومات والعناصر.

- مناسبة كهذه.. وكأنها تختار مواقيتها في زمن طغى فيه الشكل والهامش على الجوهر والمتن الأصيل، ورانت فيه الأشياء والماديات على الروحانيات والمعاني ومقومات وقيم الحضور الحقيقي، وتغوَّلت عادات الاستهلاك والفراغ الروحي على قيم الإنتاج، ودور وفاعلية وقيمة الإنسان.

- فنحن في خضم صراع عولمي يكاد يفرِّغ الكيان الإنساني من كينونة القيم..! لتجيء هذه المناسبة؛ وكأنها تمنحنا فرصة ناجزة إلى إعادة تقديم المدينة (عاصمة للثقافة الإسلامية)، بكل ما يمكن أن يتأتى لهذه المناسبة من مواجهة طغيان المادة وتصحر الوجدان وجفاف المعنى وغيابه أحياناً.

- المدينة المنورة (مكان لكل الأمكنة) ووطن لكل المسلمين تستعيد اعتبارها ومكانتها الحقيقية في وعي المسلمين فتنفض عنهم غبار الهامش الطاغي وسلطان العولمة المتوحش.

المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية.. لاتبتدر بدءاً تشكيل أبعاداً لمعنى (عاصمة للثقافة) في أذهان الناس- العالم؛ وإنما تعيد استئناف دورها ومكانتها في أذهان ووجدان الناس، وتُجلِّي صورة فريدة للمدينة- المكان والمعنى.

وتعيد تقديم صورة (الثقافة والإسلام): المثل والقيم والمبادئ والسلوك والمعرفة؛ كما نشأت واستقامت في أفيائها المورقة ذات زمن.

md1413@hotmail.com
المدينة المنورة
 

عاصمة الثقافة الإسلامية
محمد الدبيسي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة