Thursday 29/12/2011/2011 Issue 14336

 14336 الخميس 04 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

للمرأة دور تربوي وأهمية بالغة في التربية وبناء المجتمع، وهي المحضن الأول لتربية الأبناء وإعدادهم ومنحهم الحب والحنان والرعاية والتربية الصالحة، وتكوينهم تكويناً تربوياً سليماً روحياً وخلقياً وعلمياً، وتهيئة الجو الصالح والظروف الملائمة وتنمية الاستعدادات الذاتية الفطرية وغرس العقيدة الإسلامية، وتتبوأ المرأة في الإسلام مكانة عالية في الأسرة وفي المجتمع، وقد أوضح الإسلام بكل جلاء دور المرأة ورسالتها بخصائص خلقية وفوارق طبيعية، فهي تقوم بأعظم المهمات وأجلّ الرسالات وإعداد النشء للحياة وترسيخ المفاهيم الدينية والتربوية وتخريج أجيال تحمل الأعباء والقيام بالمسؤوليات تجاه الوطن.

فلا عجب إنْ افتخرت الأم بأبنائها وافتخر الأبناء بأمهاتهم، لأنهم يدينون لهنّ بالكثير من تربيتهم وتوجيههم، ولقد افتخر الشاعر لبيد بن ربيعة بأمه أمام ملك الحيرة النعمان بن المنذر في قوله:

نحن بنو أم البنين الأربعة

ومن خيار عامر بن صعصعة

ولقد حفظ الكثير من الأبناء لأمهاتهم جميل عملهن وحسن تربيتهم فأدركوا حقوقهن عليهم وواجباتهن نحوهم فعملوا على البر بهن، وتجلّى ذلك في عدة مواقف، ولقد قال حسان بن ثابت:

فدى لبني النجار أمي وخالتي

غداة لقوهم بالمثقفة السمر

كما جسّدت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما مثلاً أعلى للأم في شجاعتها وقوّتها، وضرب ابنها عبد الله بن الزبير مثلاً أعلى للابن البار الذي يهتدي بمشورة أمه في المواقف الصعبة، ذلك أنّ عبد الله لما حاصره الحجاج رأى أصحابه تخلّوا عنه وطلب منه الحجاج الصلح، فقصد عبد الله إلى أمه يطلب رأيها، وقال لها: يا أماه لقد خذلني الناس، وعرض عليّ خصومي صلحاً لحقن الدماء فماذا ترين؟ قالت: إن كنت تعلم أنك على حق وإنك تدعو له فامض له، فقد قتل عليه أصحابك، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت والله لضربة بالسيف في عزٍّ أحبّ من ضربة سوط في ذل، فقال لها: إني أخاف أن يمثلوا بي بعد قتلي، قالت: يا بني إنّ الشاة لا يضرّها سلخها بعد ذبحها، فدنا منها وقبّل رأسها وقال: هذا والله رأيي ولكني أحببت أن أعلم رأيك فزدتني بصيرة مع بصيرتي. وهكذا يتجلّى دور الأم ورسالتها في غرس المبادئ الخلقية وتنشئة الأبناء والبنات تنشئة صالحة وتزويدهم بما يحتاجون إليه من المعارف والعلوم، وإعداد الفتاة لتكون ربة بيت ناجحة وزوجة مثالية وأماً صالحة، وتأهيلها التأهيل التربوي والعلمي وإعدادها لتقوم بما يناسب فطرتها.

ومجال القول واسع في هذا الباب نحو إعزاز الأم وإكرامها ودورها التربوي الفاعل، كما أنّ الإسلام أعزّ المرأة وأكرمها ورفع من شأنها، وكان صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في العطف على البنات، وقد اقتدى به كثير من المسلمين في العطف على المرأة أماً وبنتاً وأختاً وزوجةً، فكانوا مضرب الأمثال في الحب والإيثار والتضحية والوفاء، ولقد قيل:

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعباً طيِّب الأعراق

* عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية

 

رسالة المرأة ووظيفتها التربوية
عبد الله حمد الحقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة