تكريت - د ب ا:

اتفق عراقيون على أن القوات الأمريكية غادرت العراق لكنها تركت البلاد في دوامة العنف والتناحر بين القوى السياسية تثير القلق والفزع بين العراقيين من مخاطر العودة إلى أيام العنف الطائفي التي تركت آثاراً سيئة في حياة العراقيين. ومثلما كان الاختلاف سيد الموقف عند دخول القوات الأمريكية الى العراق عام 2003 فإن نقاط الاختلاف ذاتها فضلاً عن نقاط أخرى تسود بين أوساط العراقيين هنا في محافظة صلاح الدين التي ينتمي إليها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتشير آراء العراقيين الى اختلاف واضح في النظرة الى انسحاب القوات الأمريكية لكنها تتفق في شيء واحد هو أن الأمريكيين دمروا كيان الدولة العراقية وصنعوا كياناً هزيلاً لا يحمل من مسميات الدول والحكومات إلا الاسم فيما هي بعيدة عن كل نظم الدول وقوانينها وكيانها. وقال ليث محمود (40 عاماً) وهو ناشط في منظمات المجتمع المدني «لقد خربوا البلاد بعد أن كنا ننتظر منهم بناء دولة عصرية كما صدعوا رؤوسنا قبل مجيئهم الى هنا». فيما قال جاسم خالد (52 عاماً) ويعمل في قوات الشرطة العراقية «إن الانسحاب الأمريكي جاء على وفق رؤية الحكومة الأمريكية وليس لأي اعتبارات أخرى لأنهم وبحسب ما يرون قد أنجزوا ما جاؤوا من أجله وفق مخططاتهم الإستراتيجية». وذكر «ليس المهم الانسحاب ولكن الأهم هو كيف ستدار الأمور في العراق، وهل سيتمكن السياسيون الضعفاء الطائفيون الذين جلبهم الاحتلال من حكم البلد بطريقة عقلانية رغم أن المعطيات لا تسر ولا يمكن التكهن بأي شيء مطلقاً؟!». كانت الولايات المتحدة احتلت العراق في مطلع عام 2003 تحت مسوغ امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل دون الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي. ويعتقد مروان جبارة (35 عاماً) شاعر «أن الانسحاب الأمريكي له علاقة بما يجري في المنطقة من أحداث بعد الربيع العربي الذي تقوده الولايات المتحدة لترتيب أوضاع المنطقة وفق الرؤية الأمريكية بعد أن أصبحت الولايات المتحدة قادرة على تغيير الأنظمة العربية بوسائل الإعلام دون أن تتدخل عسكرياً كما حصل في العراق». وقال» إن الولايات المتحدة لن تكون بعيدة عن العراق لأنها باقية في الكويت وقادرة على التأثير في وضعه الداخلي ولن تترك العراق بسبب احتياطه الهائل من النفط الذي هو عصب الحياة ليس في أمريكا وحدها بل في العالم أجمع».