ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 01/01/2012/2012 Issue 14339

 14339 الأحد 07 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* فئتان في المجتمع؛ ليس بوسع أي أحد في كل أنحاء الدنيا، من ما كان ومهما كان؛ محاسبتهما ولا حتى مكافأتهما. هذا لله عز وجل. فئة المعلمين وفئة الأطباء.

* الأطباء يتولون سلامة وصحة الإنسان بعد الله جل جلاله -نفسياً وجسمانياً- من جُنَّة رحم أمه، إلى جُنَّة قبره. إذا الطبيب لم يقدر مسؤوليته، ولم يراع ضميره، فليس هناك

من رقيب يستطيع محاسبته على تقصيره وإجباره على أمر لا يريده.

* المعلمون يتولون تنمية حياة الإنسان -عقلياً وفكرياً ونفسياً- منذ نعومة أظفاره حتى اندماجه في عجلة الحياة العملية. لا يستطيع أحد مراقبة المعلم، صاحب هذه الرسالة العظيمة، ولا محاسبته، ولا حتى إكراهه على ما لا يرغب في أدائه من عمل. رسالة المعلم مكملة لرسالات الأنبياء، ولهذا لم يبالغ شوقي في قوله:

قم للمعلم وفّه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

* التطبيب والتعليم، من أخطر وأهم المهن في المجتمع، لأنهما تختصان بتنمية وسلامة وصحة الفكر والعقل والجسم في المجتمع كله. مجتمع سقيم ومريض جسمياً أو فكرياً أو عقلياً لا مستقبل له. بل لا مكان له في الحياة.

* دعونا اليوم من الكلام عن الطب والأطباء، وتعالوا نسأل أنفسنا: ماذا قدمنا للتعليم والمعلمين..؟

* الحديث عن العملية التعليمية بكل صورها وعناصرها يطول ويطول. تعالوا نتكلم عن المعلمين تحديداً، ماذا أعطيناهم ليعطونا..؟

* قبل أكثر من ثلاثين عاماً، جمعني وعدداً من زملائي الدارسين في كلية المعلمين في مكة أنذاك، لقاء مع الأمير خالد بن فهد بن خالد، وكيل وزارة المعارف، الأمير الخلوق، وصاحب الأفكار الرائدة. نقلنا إليه شكوانا من سلم الموظفين وتواضع مرتبات المعلمين، فقال لنا: في الطريق سلم خاص بالمعلمين سوف يكون فخراً لهم، ويتمنى كل موظف في الدولة لو كان معلماً.

* صدق الأمير خالد، وصدر سلم المستويات الذي كان مفخرة للمعلمين حقيقة وقتذاك، ومغبطة أو محسدة لهم من غيرهم، ولكن ما إن مضت عليه عشر سنوات، حتى تراجعت المفخرة، وتلاشت المحسدة، وحلت المغبنة، وراح المعلمون يلطمون ويندبون ويتحسرون على حالهم.

* حالة اللطم والتحسر ظلت قائمة حتى اليوم، بل أخذت في التصاعد، لأن التحسينات والحوافز المعنوية والمالية وغيرها، تتتارى على فئات وظيفية عدة، إلا فئة المعلمين، التي ظلت ربع قرن، تترقب تغيير الحال إلى ما هو أفضل، فالمعلم هو الموظف الوحيد الذي يدخل السلك الوظيفي، ويظل معلماً حتى يموت أو يحال على المعاش. لا جديد ولا حوافز في حياته الوظيفية، لا حوافز مالية، ولا حوافز معنوية، ولا ما يفرحون.

* بعد هذا الانتظار الطويل والممل، تدور اليوم تصريحات لمسؤولين في الوزارة، تتحدث عن تصنيفات وظيفية، وعن رتب للمعلمين والمعلمات، وعن حوافز مالية ومعنوية، ومن بينها تخفيض النصاب إلى نحو (25%).

* هذا أمر جيد أن يتدرج المعلم في حياته الوظيفية من معلم مستجد، إلى معلم مساعد، فمعلم أول، ثم خبير. والأفضل أن نتوسع في التصنيف ليشمل رتباً أعلى من معلم خبير، كأن يكون وكيل مدرسة، ومدير مدرسة، وموجه، ووكيل منطقة تعليمية، ثم مدير منطقة تعليمية، فوكيل وزارة.. إلى غير ذلك.. لم لا..؟

* هذا على ما يبدو، مما يدخل في باب الحوافز المعنوية، لكن لم نجد أحداً يفصل لنا ماهية الحوافز المالية التي ذكرت عرضاً.

* كل الذي أتمناه، أن تحقق وزارة التربية في عهد الأمير المخلص فيصل بن عبد الله بن محمد- وهو رجل المرحلة في عملية النهوض بالتعليم العام في المملكة- كل ما أتمناه، أن تحقق الوزارة تغييراً إيجابياً خالداً في سلم رواتب المعلمين، بعد هذه السنوات المملة والممظة من الحسرة والانتظار. لن يكون هناك أي حافز مالي ذي بال مهما كان، إذا لم يشعر المعلم أنه مقدر من وزارته في مستحقه الشهري الذي يدخل في حسابه. دعونا من أنصاف الحلول ومكافآت تسمى حوافز، لن يغير هذا من الأمر شيئاً.

* يحكى أن ثرياً طلب من (آرستيب) الحكيم؛ أن يقوم على تعليم ابنه وتثقيفه، وأن يربيه ويعده للحياة، فطلب منه (آرستيب) أجراً كبيراً، فنظر إليه الثري في استياء وهو يقول: يمكني يا سيدي (آرستيب)، أن أشتري بهذا الأجر عبداً أستغله في خدمتي مدى الحياة، فابتسم الحكيم في وداعة وهو يقول: أحسنت يا سيدي.. اشتر العبد الذي يروق لك، فيصبح لك بدل العبد عبدان..!

* بودي أن أهمس في أذني الأمير الوزير فيصل بن عبدالله على الورق: أكرم المعلمين والمعلمات يا سمو وزير التربية، ليكرموا (خمسة ملايين تلميذ وتلميذة) في قطاع التعليم العام.

assahm@maktoob.com - Assahm1900@hotmail.com
 

المُعلِّمون في (الأرض)..
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة