ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 02/01/2012/2012 Issue 14340

 14340 الأثنين 08 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لم نكن، قبل التوسع في إنشاء الجامعات الجديدة في السنوات الأخيرة، نستخدم مصطلح أو مسمى «الجامعات الناشئة».. والمقصود بهذه التسمية الجامعات الجديدة بما في ذلك فروع الجامعات التي كانت قائمة من قبل، ربما ما عدا جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي انطلقت بقوة منذ البداية كجامعة للبحوث والدراسات العليا. ولا أعرف من اخترع هذه التسمية.. ولكن من الناحية الفعلية تُعتبر كل جامعاتنا ناشئة بحساب الزمن إذا ما قارنَّاها بالجامعات العريقة التي أنشئت قبل مئات السنين في بعض البلدان الأخرى، وخصوصاً في أوروبا وأمريكا.. ولذلك أرجو أن لا يُصاب منسوبو الجامعات الجديدة بالإحباط عندما توصف جامعاتهم بشكل متكرر بأنها «ناشئة»، وهم على حق لأن المسميات يصعب زوالها عندما ترسخ في الأذهان.

هذه الجامعات الجديدة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في خلق حراك اقتصادي وثقافي في المناطق التي أقيمت فيها بما يشبه الدور الذي تلعبه الجامعات في بعض البلدات والمدن الصغيرة التي يُطلق عليها في أمريكا «بلدة كلية» college town حيث تعتمد البلدة أو المدينة الصغيرة إلى حد كبير على ما تخلقه الجامعة أو الكلية من فرص اقتصادية واستثمارات ووظائف بالإضافة إلى دورها في الحياة الثقافية والعلمية والاجتماعية.. وبعض هذه البلدات والمدن الصغيرة تأسست، هي نفسها، بعد تأسيس الجامعات أو أنها كانت مجرد مواقع جغرافية هامشية على الخريطة.. وهو ما يختلف عن المدن والمناطق التي احتضنت الجامعات الجديدة لدينا حيث إن إنشاء هذه الجامعات، في حقيقة الأمر، تأخر كثيراً.. وكان من الضروري أن تقام منذ وقت طويل، ليس فقط لأهمية دورها التنموي في الأماكن التي أقيمت فيها وإنما أيضا لأنها تسهم في إيقاف الهجرة إلى المدن الكبرى المختنقة بالسكان والازدحام.

منذ أيام أقامت جامعة حائل، وهي واحدة من هذه الجامعات الجديدة، ورشة عمل مهمة تحت عنوان «الجامعة والمجتمع» حضرها أمير المنطقة ومديرو الإدارات الحكومية وأعضاء مجلس المنطقة وأصحاب الأعمال من القطاع الخاص بهدف بلورة رؤية تتعلق بالتنمية والشراكة بين فعاليات المجتمع المختلفة وبين الجامعة لتحقيق هذا الهدف. وقد تحدث أمير المنطقة الأمير سعود بن عبدالمحسن عن أهمية «تكريس مفهوم الإنتاجية والإنجاز في كل مفاصل المجتمع»، وتم طرح أفكار عديدة في إطار تعزيز دور الجامعة للنهوض بالتنمية من خلال مشروعات عملية محددة.

هذه المبادرة يمكن أن تتكرر في كل المناطق التي شهدت مولد جامعات جديدة. وإذا استطاعت هذه الجامعات الجديدة أن تتفاعل مع محيطها الاجتماعي وتلبي احتياجات مجتمعاتها فإنها بذلك تكون قد نجحت في الخروج من البرج العاجي الذي طالما اتهمت به الجامعات.. فالجامعات مثلما هي مطالبة بإجراء البحوث النظرية التأصيلية هي أيضا مطالبة بالتطبيق العملي وخدمة مجتمعها المحلي.

هناك من يعتقد أن التوسع في إنشاء هذه الجامعات ينطوي على مجازفة بأن لا تكون مخرجاتها بالمستوى المطلوب وذلك لافتقار بعضها إلى متطلبات البنية الأساسية الأكاديمية التي يجب أن تتوافر في أي جامعة عصرية كي تقدم الحد الأدنى من مستويات الجودة المطلوبة. ومع أهمية وضرورة تحقيق ذلك، فإن بإمكان هذه الجامعات أن تسهم في إثراء مختلف جوانب أنشطة الحياة الثقافية والاقتصادية والعلمية وخصوصاً في مجتمعاتها المحلية، وهذا دور مطلوب جداً في هذا الوقت الذي أصبحت سياسة التنمية المتوازنة هدفاً رسمياً معلناً للدولة، مع ضرورة استمرار تطوير هذه الجامعات باعتبار أن التطوير عملية مستمرة في جميع الأحوال ولكل الجامعات سواء الجديدة أو التي سبقتها.

alhumaid3@gmail.com
 

على وجه التحديد
جديدة.. لكنها مهمة للمجتمع المحلي
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة