ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 02/01/2012/2012 Issue 14340

 14340 الأثنين 08 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

أصفار الوزير وشجاعته في الحديث عن آلام التطوير

رجوع

 

يوم الجمعة 14 رجب 1431هـ كتبت مقالاً بعنوان «مزحة تطوير» وتناولت مشكلة من يتناول سلبيات أداء الأجهزة الحكومية حينما يترك منصبه وكان أبرز سؤال في مقالي «لماذا تولد الشجاعة فجأة؟»، وإكمالاً لذلك المقال أقول:

تناولت وسائل الإعلام حديث وزير التربية صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود وفقه الله وأعانه، وتكرار ذكره لأيام تطوير التعليم، حينما ذكر بأنه يحتاج لمائة يوم، ثم زاد صفرًا في فترة أخرى، وآخر الأخبار أنه زاد صفرين للمائة الأولى، وفي كل مرة يكون التناول سلبياً عن عفوية الأمير تجاه التطوير.

شعور الأمير بآلام التطوير ومراحل الانتقال إلى الأفضل والجودة في الأداء وتذكره ذلك وهو على رأس هرم وزارة التربية والتعليم، يشعرك بأنه يتحدث بأخوة وعفوية، فليس هناك ما يخفيه، وإذا لم يكن التواصل مع حديثه بنفس الروح فذلك يعني وجود قطيعة إعلامية مع المسؤول الحكومي.

أصفار الوزير المشهورة تعد شجاعة، إذ الشجاع من يتحدث عن سلبيات وزارته قبل أن يترجل، وليس الشجاع من يتحدث عن سلبيات وزارته حينما يترك كرسي المسؤولية في الصف الأول أو الثاني من المسؤولية الإدارية في وزارته، وليس الشجاع من يحاول لملمة فشله في قطاع آخر وسهام قلمه موجهة للقطاع الحكومي الأول، بل الشجاع من يعترف بالتحدي.

رسائل سمو الأمير يمكن أن تفهم من حديثه كوزير، فليست وزارة التربية والتعليم في منأى عن تقاطعات من يشاركونها في تدبير شؤون الوزارة، وتقصير معلم واحد وجمود طالب واحد يؤثر سلباً على مخرجات الوزارة، ولذا لو أعاد الوزير الحديث وزاد صفراً آخر للألف في ظل جوانب بعض التأخر التربوي والتعليمي فلا حرج من ذلك أيضاً، إلا في حالة الوصول إلى ما يشعر بالرضى عن الميدان التربوي، وليس عن ضبط الإجراءات والتوزيع الإداري وما شابه ذلك في الوزارة فما يبدو لي بأنها في الطريق الصحيح.

نحتاج للوقت لكي يتطور التعليم وليس الوزارة، إذ التشكيلات وما شابه ذلك في طريقها للتصحيح، ويخطئ من يصدق بأن التعليم يتوقف عند حد، وإذا وصلنا إلى مرحلة التطوير ثم التوقف عن التطوير، فذلك يعني أن من يفعل ذلك لا يدرك تماماً مهمة التربية والتعليم، إذ التربية والتعليم في تطور مستمر على مستوى العالم، ودق ناقوس الخطر تجاه التعليم قائم في كل بلاد العالم.

سمو الوزير لا يمزح أبداً بشأن التطوير ولا يجامل مواطناً ولا مسؤولاً، فالأعباء والمهام وآلام التطوير كبيرة ومزعجة وغير مرضية حتى وإن شعر المواطن بالعكس، وأيما مسؤول تربوي يشعر بالرضى تجاه أي إنجاز ويتوقف عن ذلك فالميدان التربوي ليس بحاجته، ولا ينتظر منه فضلاً ولا منّة وبالذات إذا كان من نوعية من يسلطون أقلامهم بعد ترك المسؤولية.

حينما يتحدث لك والدك عن همومه وديونه ومتطلبات حياته وأعباء الحياة وأنت في سن الرشد تقدر ذلك وتدرك بأنك في موقع الشراكة، فوزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، أدرك الحكمة وعرف كيف يجدد في بعض من الخطاب التربوي، إذ عشنا أياماً ماضية تحت سلطة خطاب تربوي منبري لا يغني ولا يسمن من جوع، وأعتقد أنه لا يزال البعض يعيش في عالم ذلك الخطاب المنبري المتكرر ولذا لن يستلطف أصفار التطوير.

لا أقول ذلك مجاملة، فمثلي يعرف جيداً كيف يؤثر الخطاب، ولولا قضية المستويات لما أخذ حديث سمو الأمير بحساسية مفرطة، وإذا كان المعلمون كل المعلمين سمعوا بالإيجابية والتفاعلية وما شابه ذلك، فالحدث المتوقع تقبل حديث الأمير عن التطوير بالاعتراف بالواقع.

من يستمع خطاب والده في مراحل المراهقة سينجو بإذن الله تعالى من أخطار الحياة، وحديث سمو الأمير رسالة لكل معلم ومعلمة: اختصروا الوقت لتطوير التعليم بهمتكم وتفانيكم والرسالة أيضاً للمسؤول التربوي أدرك ما تستطيع من التطوير لتأخذ بساعة الزمن للاختصار ولا تحول تطوير التعليم إلى مزحة فالجد الجد نحو المجد والعلا بالأفعال لا بالأقوال، وبالأداء وحسن التدبير، وإنا لمنتظرون تفهم الخطاب التربوي من سموه حتى وإن كان قاسياً.

شاكر بن صالح السليم

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة