ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 03/01/2012/2012 Issue 14341

 14341 الثلاثاء 09 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الجوكر في اللغة الإنجليزية هو المهرج الذي يضحك الناس ويسليهم بحركاته ونكاته ومواعظه. ولكن قلة يدركون أن الجوكر شخصية شديدة الجدية ممتلئة بالحزن والألم. وربما نراها في مسرحيات شكسبير «هاملت» و»حلم ليلة صيف» أقرب إلى حقيقتها المتعاملة مع أحزان الناس وليس أفراحهم.

قبل أمس شاركتكم التصنيفات المتفاوتة لعام 2011؛ موسم مخادع كسراب في صحارى العواطف العربية: ابتدأ بالتهليل مثل حلقة رقص تسارعت إليها الشوارع بملايينها تحدوها موسيقى صخب واعد بتحقق أحلامٍ كل يضع لها تفاصيل رغباته الخاصة. هذا الموسم الذي شاب سريعا متحولا إلى تساقط خريفي. موسم وعد بالبراعم.. وانتهى بالهشيم!

أما أنا فرأيته قبل عشرين عاما قبل أن يحدث فعلا بعيني الشاعرة والرائية ورسمته في قصيدة «الموت في الساعة التاسعة؟» عام 1992.

تسأل تونس شط طرابلس من سيموت؟

وترسل غزة آخر أخبارها

حذافير أحجارها لا تفل الحديد

ولا تستعيد البيوت

ولا من جديد

من الموت للموت جسر طويل مديد

ولا من جديد..

يهدِّئ غم المسافر في الحزن بين الرباط, المنامة

يمر بسرتَ, أغادير, بر الصعيد,

دمشق, البقاع, تخوم تهامة

تراوح في أمسها حضرموت.. وترعد صنعا وتشكو عدن

«بمأرب كان زمان سعيد.. وحالت جفافا نخيل اليمن

من الماء للماء دمع يفيض ونوح الثكالى ملامة.

شبعنا وقوفا بكاء على طلل ومحن

تزلزلنا في هدوء البيوت

في ربكة الساعة الموجعة

كأن العروبة حمل كفن!

والقلب هم ووهم وطن

هنا في تقاطع أصدائك الذائعة

تفاصيل أخبارك اللاذعة

بصوت المذيع الحزين الشريد الطريد

يا وطن الموت في نشرة الساعة التاسعة!

أراه الآن بعد انتهائه عام «الجوكر» المهرج الباكي.

عام 2011 كان عام الجوكر بامتياز. انكشفت فيه عورات أنظمة, وخلعت أقنعة حكام وكمامات جماهير , وتعالت أصوات آلاف إن لم يكن ملايين تتحدى قوانين خيار الصمت أو خيار التصفيق. وانتشرت كل التفاصيل والتسجيلات على الشبكات الاجتماعية وأعيدت صياغتها في شبكات الإعلام الرسمية والفضائية بما يناسب توجه المالك أو الممول أو المستفيد. عام اختلطت فيه الأحزان بالدموع والثواب والعقاب والتصفيق والرفض والتأجيج لأحداث متشابهة بناء على موقع الرائي والممثلين ومخرج المسرحية في مسارح العالم. اتسم بتقلبات سياسية ومجتمعية في دائرة واسعة من العالم كأن محورها في منطقة الشرق الأوسط وإن رأينا أحداثاً مشابهة المذاق والتوجه في دول آسيوية وأوروبية وحتى الولايات المتحدة، وكما هي احتمالات وجود الجوكر في أوراق لاعب ماهر أو بلا تجربة انتهى العام ونتائج أحداثه مازالت في عالم الغيب.

 

حوار حضاري
عام.. «الجوكر»!
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة