ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 05/01/2012/2012 Issue 14343

 14343 الخميس 11 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

رن هاتفي، وعلى شاشته رقم لبناني، فإذا بصوت فتاة تسألني عن مقالي المنشور قبل 3 أسابيع في هذه الزاوية، بعنوان: «بيان الناشطين.. لا تضايقوا الإرهابيين»، عرفتني بنفسها أنها صحافية سعودية وتعمل في صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله. أجبتها: أن رأيي كاملاً جاء ضمن المقال، وليس لديّ أي إضافات. استدركتني متسائلة.. ولكن تقرير منظمة العفو الدولية الصادر مؤخراً أثبت أن السجناء الذين تحدثتِ عنهم في مقالك هم سجناء رأي وليسوا إرهابيين؟ أجبتها: أن المصادر التي تستقي منها المنظمة معلوماتها هي مصادر غير محايدة، والمنظمة للأسف اعتمدت على هذه المصادر في تقريرها!

نشرت هذه الصحيفة بعد المكالمة الهاتفية بيومين، كلاما محرفاً على لساني، بأنني أقول: «أن منظمة العفو الدولية تدين بالولاء إلى حزب الله وإيران!». بطبيعة الحال إن هذه الجملة أقل ما يمكن وصفها بأنها «غبية» جداً، فعدم الحياد شيء مختلف تماماً عن قضية الولاء! وهدف الصحيفة ومحررتها بلا شك، هو إظهار المنتقدين لذلك البيان أنهم مجرد «أغبياء» وينقصهم العمق، بدليل أن هذه الكاتبة (محدثتكم) هي نموذجاً لذلك، هذا عدا الهجوم الإنترنتي عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي التي جاءت بالجملة تجاه منتقدي البيان، والغريب أن هذا الهجوم أتى من خلال أشخاص يطالبون بتعدد الآراء وقبول الآخر، وحين لم تأتِ الآراء متماشية مع أهوائهم، مارسوا الإقصاء والتقليل والشتم وبعضهم تجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك!

أعود لذلك التصريح الذي تم نقله -كذباً- على لساني، وهذه ليست المرة الأولى فقد قامت من قبل صحف تصدر باللغة الفارسية بترجمة مقالات كاملة لي ترجمة مليئة بالكذب والتزوير! المهم، أنني اتبعت الإجراء النظامي وكتبت توضيحاً موجهاً لرئيس تحرير صحيفة الأخبار اللبنانية، شكرته في البداية على متابعتهم واهتمامهم بالشأن السعودي وذلك بلا شك لأن المملكة العربية السعودية هي قبلة المسلمين، إضافة إلى ما تحمله من ثقل إستراتيجي عربي ودولي. وأوضحت له موقع الجملة غير الصحيحة، وأنني ذكرت أن منظمة العفو الدولية غير محايدة وتستقي معلوماتها من أشخاص أو جهات أحادية الرأي وولاء هذه الجهات لإيران وحزب الله، وبذلك قد لا تكون صادقة في نقل الصورة الحقيقية لمنظمة العفو الدولية. وقلت له: كما يعلم سعادتكم، الفرق ما بين القول بأن منظمة العفو الدولية تدين بالولاء لحزب الله وإيران، وبين أن تستقي معلوماتها من أشخاص بهذا التوجه أو -متعاطفين- مع أصحاب هذا التوجه. وفي الختام طلبت منه نشر ردي هذا كما هو حرصاً على مصداقية الصحيفة،، مع وافر الشكر والتقدير.

مع ذلك، لم تنشر الصحيفة ردي ولا توضيحي! وما دام الحديث عن المنظمات الدولية فلا بد أن أعرج على أن آلية العمل، خصوصاً لدى المنظمات العريقة يكون بالبحث عن فعل الانتهاك وتسجيله بعد التأكد منه، للخروج بتقرير يصف الحالة بوضوح. ونحن في المملكة، وفي دول أخرى، أرى البعض ينتقد ما يرد في هذه التقارير معتقداً أن هذه المنظمات تعمل ضد الدول، والأصح أن هذه المنظمات ليست على عداء مع أي دولة إنما على عداء مع الانتهاك الإنساني، ولأننا سلمنا هذه المنظمات لمن يعطيها معلومات كاذبة، ولم نبنِ مؤسسات مجتمع مدني تعرف كيف تتواصل مع هذه المنظمات وكيف تجعلها أمام المعلومات الصحيحة، لذا فقد تم اختطافها بمن هم -أسرع- بنشر وتوزيع المعلومات الكاذبة، فإننا لا بد أن لا ننتقد المنظمات وتقاريرها، بل ننتقد أنفسنا، وتقصيرنا!

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
اختطاف منظمة العفو الدولية !
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة