ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 05/01/2012/2012 Issue 14343

 14343 الخميس 11 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

كنت قبل أمس الثلاثاء أتحدث عن أننا دائماً نتحدث عن حاجتنا إلى المزيد من المستشفيات وعدد الأسرة، وكلنا نتحدث عن حالة الفساد العام، لكننا لا نتحدث أبداً عن التنظيم الإداري في أي قطاع حكومي، من بينها الصحة طبعاً.

ففي بريطانيا على سبيل المثال، لا يمكن أن يذهب المريض إلى المستشفى مباشرة، ولا أن يبحث عن موعد بنفسه، ولا أن يبحث عن واسطة لأن الموعد بعد ستة أشهر، لا توجد في الدول المتقدمة ثقافة (تعرف أحد في...!)، فالنظام هو من يقود المجتمع، ذلك النظام المقدس تماماً، ولا يمكن اختراقه أو العبث به.

هناك مستوصفات في الأحياء، لكنها ليست مستوصفاتنا، مجرّد جدران وغرف فارغة، وطبيب غير موجود، بل هي مستوصفات أقرب إلى أن تكون مستشفى مصغّراً تتوفر فيه كل الأجهزة والإمكانات، ولدى كل أسرة طبيبها، فطبيب الأسرة أو العائلة (GP) هو الذي يملك التاريخ الكامل لكل فرد من أفراد الأسرة، وهو من يزوره أي فرد من أفراد الأسرة في مستوصف الحي، وحين يتم الكشف، يتم صرف الدواء المناسب في الحالات الطبيعية، أما في حالة الحاجة إلى طبيب أخصائي، فإن طبيب الأسرة يقوم بتحويل المريض إلى مستشفى المدينة العام، دون أن يذهب المريض ويراجع ويطلب التوسط لأخذ الموعد، فقط يجد الموعد في صباح لاحق وقد وضعه ساعي البريد تحت باب المنزل، عند مراجعة الطبيب الأخصائي بالفحص والتشخيص، فإما أن يتم معرفة الحالة وصرف الدواء، أو أن يكون الأمر يحتاج إلى إجراء عملية جراحية، بعدها يتم تقييم الحالة، هل هي إسعافية عاجلة، أم عادية، فإن كانت عاجلة يتم تحديد موعد في ظرف أسبوع، وإن لم تكن كذلك يتم تحديد موعد العملية حتى لو بعد ستة أشهر... الأمر الجميل أن المريض الذي يمنح موعداً بعد ستة أشهر، لا يمكن أن يطارد الآخرين للتوسط من أجل تقديم الموعد، لسببين اثنين، أولهما هو ثقة المريض بتشخيص الطبيب وقراره، وأن عمليته ليست مستعجلة، والسبب الثاني أن ثقافة الواسطة ليست موجودة إطلاقاً، هناك ثمة صدق وأمانة وإخلاص في العمل.

ومن أجل تنفيذ مثل هذا الأمر لدينا، سنصطدم في البدء ليس بالأنظمة فحسب، ولا بتوفر الأجهزة والمقرّات، بل حتى توفر كواد طبية يعد أمراً صعباً، وسنلجأ إلى استقدام الأطباء من دول عربية، يكون معظمهم يحملون شهادات غير مقنعة، فمن الطبيعي ألا يتوفر أطباء سعوديون، إذا كان الطالب يحتاج أن يحصل على نسبة 99.99% في الثانوية العامة، كي يتم قبوله بكليات الطب، رغم أن الطالب في دول أخرى، أمريكا مثلاً، لا يحتاج إلا إلى رغبة صادقة وتعامل أمين ومخلص وصبور مع المريض، بعيداً عن تقديره في الثانوية العامة، فلماذا يخسر طلابنا وطالباتنا حلم الانتظام في كليات الطب بسبب نقص معدلاتهم في الثانوية بنسب طفيفة؟ أعتقد أن كثيراً من مشاكلنا الخدمية، وبرغم البيروقراطية التي قادت إلى الفساد المالي والإداري، هي مشاكل ترتبط بالشأن الإداري، فتوفر إدارة متميزة ستنقذ كثيراً من القطاعات المتنوّعة.

 

نزهات
ميزانية خير... لا تكفي!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة