ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 07/01/2012/2012 Issue 14345

 14345 السبت 13 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بالأمس قبل أكثر من ثمانية أعوام جاءت الولايات المتحدة الأميركية بقضها وقضيضها، ورمت بفلذات أكبادها في أتون غزو العراق بدعوى امتلاكه أسلحة الدمار الشامل، التي تهدّد أمن الولايات المتحدة والسلم العالمي، ثم بحجة

إسقاط الطاغية صدام وفرض دولة الحرية والإنسانية، واليوم في العام 2011م الذي سقطت كل أوراقه من تقويم الزمن، تعلن الولايات المتحدة رحيل قواتها عن العراق بحجة نجاح المشروع السياسي الديمقراطي، رغم أن السبب الحقيقي يتمثَّل في إعادة ترتيب المنطقة وفق المصالح الأميركية، التي تتقاطع حتماً مع المصالح الصهيونية.

بين عامي الغزو والرحيل انهارت الدولة العراقية تماماً بمؤسساتها السياسية والعسكرية، وتفككت أجهزتها الأمنية والحكومية، وعمّ الخراب وسادت الفوضى، وتحولت أرض الرافدين إلى غابة من الأسلحة، وميادين لرجال استخبارات العالم، ولك أن تعجب من بلد يتباهى بالديمقراطية والتفجيرات الطائفية في كل مكان. بلد يتحدث عن الاستقرار السياسي والحياة الأمنية وحكومته لا تستطيع أن تتجاوز المنطقة الخضراء في بغداد.

ما الذي تغيَّر من العهد البعثي إلى العصر الطائفي؟ ما الذي تغيَّر من صدام الذي كان يقتل الناس بدم بارد وتحت ذرائع حماية الحزب والولاء للعراق العظيم، وبين المالكي الذي يستبد بالقرار ويمارس الطائفية ويخيّر خصومه بين الولاء له أو مواجهة الاتهام بدعم الإرهاب؟ ما الفرق بين صدام الذي كان رئيس الدولة والحزب ويتحكّم بالأمن والاستخبارات والجيش، وبين المالكي الذي هو رئيس الوزراء ورئيس الاستخبارات، ووزير للداخلية والدفاع، وشؤون الأمن القومي، إضافة إلى مسئولية وحدة مكافحة الإرهاب؟ ما الفرق بين خيانة الأمة كما فعل صدام، وبين العمالة للغرب كما يفعل المالكي؟ ما الفرق بين عهد صدام حيث يضيع نفط العراق في الحروب والمغامرات السياسية المجنونة، وبين عهد المالكي حيث يُنهب نفط العراق لصالح الغرب ثمناً لسكوته عن جرائمه الطائفية؟ بتقديري أنه لا فرق! فصدام كان يحكم العراق من خلال حزب البعث، والمالكي يحكم العراق من خلال النزعة الطائفية! بدلالة سياسته الداخلية تجاه خصومه السياسيين وسكوته على جرائم أجهزته الأمنية، بل حماية (جيش المهدي) كي يجعله رأس الحربة في مطاردة خصومه من أهل السنة، والاستعداد للحرب الطائفية التي يذكي نارها بسياساته الداخلية وسيطرته على الجهاز القضائي، ومثال ذلك مذكرة التوقيف التي أصدرها في حق نائبه طارق الهاشمي بتهمة دعم أعمال إرهابية ما لم يرفض الهاشمي دعوة أهل السنة إلى أقاليم ذات حكم ذاتي في مناطقهم.

لقد كان صدام حسين دكتاتوراً لا يؤمن بالديمقراطية، واليوم نوري المالكي ديمقراطي يؤمن بالدكتاتورية، والاختلاف بينهما يكمن في أن الأول كان بعثياً مستبداً لم تسلم طائفة في العراق من جرائمه حتى أهل السنّة وهو منهم، أما المالكي فقد حدّد وجهته وكشف عن نفسه بطائفية مقيتة، بدلالة ارتمائه بحضن الإيرانيين، والتوافق معهم بشأن سوريا ولبنان، وتأييده لما جرى في البحرين، ناهيك عن حرب الحوثيين التي وقعت باليمن قبل الثورات العربية.. ببساطة عاد صدام البعثي طائفياً.

kanaan999@hotmail.com
تويتر @moh_alkanaan
 

صدام البعثي يعود طائفياً!
محمد بن عيسى الكنعان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة