ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 08/01/2012/2012 Issue 14346

 14346 الأحد 14 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

أحياناً أتمنى أن لدينا هيئة إحصاءات يتمثَّل دورها في تقديم أرقام وإجابات لبعض الأسئلة، من قبيل: كم عدد الكلمات التي كتبت في الصحف والإنترنت في شتم قرار تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية أول ما صدر؟ كم متراً مكعباً من الحبر المسكوب في اتهامات من كان وراء هذا القرار وعلى رأسهم الراحل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله؟ كم نسبة الذين سيوظّفون بناتهم وزوجاتهم في مثل هذه المحلات ممن كانوا يقذفون الآخرين آناء الليل وأطراف النهار؟

ولو تخيّلنا هذه الأسئلة قبل عقود طويلة، قبل معرفتنا بعلم الإحصاء، فستكون الأسئلة من قبيل: كم عدد الذين تقاطروا إلى الرياض ونصبوا خيامهم اعتراضاً على تعليم البنات؟ وكم دعوة أطلقها هؤلاء على من كان وراء هذا القرار؟ وكم نسبة من أصبحت بناتهم الآن يقدن المدارس والتعليم ممن هاجموا فكرة خروج البنت من البيت إلى المدرسة؟

وإذا كان ذلك الأمر ينال كل ما هو جديد وحديث، من البرقية زمن الملك عبد العزيز طيَّب الله ثراه، إلى تأنيث المحلات النسائية، مروراً بالمذياع وتعليم البنات والتلفزيون والأطباق الفضائية وجوال الباندا وبطاقة المرأة و...و...إلخ، فإن الأمر يصيب الإنسان بحيرة شديدة، أي مجتمع هذا الذي لا يتعلَّم من أخطائه؟ ما الذي يجعله يرضع التشدّد والمبالغة والغلو؟ ومن أين؟

سأطرح سؤالاً جذرياً، قد يكون مؤذياً إلى حد ما، لكن سأضطر أن أفكّر بصوت مسموع، وليحتملني القارئ، ويفكّر معي بجرأة أيضاً: هل نحن مجتمع منافق؟ قد يكون السؤال صادماً، لكنني أرى كثيراً ممن حولي، كيف يتحوّل الشبّان من التشدّد ومطاردة آبائهم في تصرفاتهم وسلوكهم، ويمنعون دخول الأطباق الفضائية إلى منازلهم، بل بعض الأبناء قد يهجر منزل والديه بسبب طبق فضائي مع بداية القنوات الفضائية، لكنه الآن يتابع القنوات الفضائية من جواله المحمول، بل تجد الشاشات في منزل الزوجية لهذا الشاب، في كل زاوية من البيت، وعلى كل جدار، حتى على سيراميك الحمام أعزّكم الله!

لو اعتمدنا القياس مثلاً بين زمنين، وفي حالتين إحداهما وقعت والأخرى متخيَّلة، فمثلاً الرجل الذي جاهد - كما يزعم - ونصب خيمته منافحاً تعليم البنات، عاد وأدخل ابنته إلى المدرسة، وأصبحت معلّمة ثم مديرة مدرسة، وربما إحدى القياديات في قطاع التعليم، فهل سيأتي يوم مثلاً ويستعين أحد المنافحين ضد قيادة النساء للسيارات بابنته، كي تنقله إلى مدينة أخرى، أو إلى مستشفى.

لماذا نحتاج كل هذه السنوات كي نقرّر أمراً عادياً جداً، حسمته الدول المجاورة في أشهر؟ لماذا احتجنا كل هذه السنوات الطويلة، ومارسنا شتم رجال مخلصين وتخوين آخرين، كي نقرَّ أخيراً بأن عمل المرأة في المحلات هو خير لها، كبائعة وكمشترية؟ لماذا نحتاج أكثر من ربع قرن كي نقرَّ قيادة المرأة لسيارتها، وكأننا نخطّط لها بأن تغزو الفضاء لا شوارعنا الآمنة؟

الأمر أبسط مما نتخيّل في كل أمور دنيانا، فقط علينا أن نسن قوانين تنظّم عملها أو قيادتها، ونعلنها ونطبّقها، وستكون حياتنا أكثر هدوءاً وطمأنينة!

 

نزهات
تأنثتْ أخيراً دكتور غازي!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة