ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 09/01/2012/2012 Issue 14347

 14347 الأثنين 15 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

في جلسة فكرية نظمتها جماعة «فكر» بأدبي القصيم:
جدل حول مشروعية تهجير مصطلح (لاهوت التحرير)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بريدة - عبدالرحمن التويجري

أقامت جماعة فكر بنادي القصيم الأدبي ثالث جلساتها الفكرية لهذا الموسم يوم الأحد الماضي وكانت عبارة عن قراءة في كتاب «لاهوت التحرير» لمجموعة من المؤلفين حيث قام باستعراض الكتاب الأستاذ طريف السليطي وأدار اللقاء الدكتور إبراهيم الدغيري.

قام الأستاذ السليطي باستعراض أهم الأفكار التي تضمنها الكتاب وكان من أهمها نشأة مصطلح لاهوت التحرير عام 1967م ومفهوم هذا المصطلح وكيف ساعدت الأفكار التي طرحها منشئ هذا المصطلح وهو جوستاف جوتييريز في مواجهة التحديات التنموية التي تواجه العالم الثالث وخصوصا في أمريكا اللاتينية.وقد استعرض السليطي أهم الأفكار التي تدخل في إطار هذا المصطلح وكانت تدور حول ترسيخ فكرة دور الإنسان في التغلب على الواقع الضعيف والانعتاق منه في تحرير كامل وإصلاح للأوضاع الفاسدة سواء كانت استعمارية خارجية أو ذاتية داخلية، وذلك من خلال عدد من المبادئ وهي: مبدأ إيقاظ الوعي ومبدأ التحرر ومبدأ المشاركة.

ثم حاول السليطي وضع مقاربة بين مصطلح لاهوت التحرير اللاتيني والواقع الإسلامي من حيث التشابه في الظروف ومحاولة الانعتاق من الواقع السيئ. وضرب أمثلة بمحاولات التجديد التي سلكها الأفغاني ومحمد عبده وغيرهم من المهتمين بتجديد الفكر.

ولم يخف السليطي بأفكار جوستافو جوتييريز، فقد استطاع إذابة الجمود الكنسي والنفاق القائم في أمريكا اللاتينية، وهو أيضاً قد كسر احتكار الماركسية والمادية الجدلية في النطق باسم المظلومين والمعذبين في الأرض.

إن الفكرة الأصيلة عند جوتييريز لم تكن في الدفاع عن المستضعفين وهي بالأساس فكرة أوضح حسن حنفي أنها قديمة بقدم الحضارة، وإنما أصالة جوتييريز تكمن في الغوص وسط النقائض وتوليف فكرة جديدة: الجمع بين الكلمة المقدسة والحس التاريخي، الجمع بين المتعالي والواقعي، الجمع بين المثال والتطبيق الحي، وهذه هي مهمة جسيمة لم يقدر لكثيرين أن يوفقوا فيها. وحتى وإن كان في هذا الجمع نوع من التلفيق المؤقت أو الاضطراب الذي قد يراه المتلقي لهذه الأفكار، إلا أنه جهد عظيم طالما أنه أريد به الانتصار للغاية الإنسانية والقيمة المهدورة بسبب الهيمنة الطبقية وفساد النخب.

غير أنه يضيف ملحظاً مهماً في هذا المجال وهو أن تجربة جوتييريز قابلة للعبور والانتقال لا كفصل مسرحي أو مشهد سينمائي يعاد تكراره باستمرار بل هي ذات مضمون عابر: وهذا المضمون له سمة الانتقال والتجاوز من جغرافية إلى أخرى ومن حيز تاريخي إلى آخر، وما قراءة هذا الكتاب إلا محاولة لاستلهام منبع التجربة بحرية، فالحرية أساس الخبرة والتجربة، وأيضاً، وعلى نفس المستوى من الجدارة: هي أساس الفكر ورئته التي يتنفس بها.

ثم تتابعت بعد ذلك المداخلات من الحضور:

- حيث داخل المشوح متسائلاً عن فائدة الاستعانة بأفكار مستوردة وما الذي تضيفه مثل هذه الأفكار على مستوى الأمة الإسلامية.

- كما داخل الدكتور سليمان الخاطر وقال إن أهداف القراءة غير محدودة ولا يصح أن تتكرر قراءة عربية أو إسلامية أو مسيحية لأن الذين قرأوا الكتاب لا يمثلون إلا وجهة نظرهم الشخصية.

- كما داخل الأستاذ خلف الخلف وأثار نوعاً من الجدل حول علاقة الواقع في أمريكا اللاتينية بالواقع العربي.

- كما تحدث الأستاذ النصار عن الفكرة نفسها من خلال تأييده لما ذهب إليه جوتييريز من حيث مناصرة المستضعفين والمطالبة بحقوقهم.

- وأخيراً داخل الدكتور الدغيري حول مشروعية تهجير مصطلح لاهوت التحرير حيث تم نقل المصطلح من واقع له معطياته الخاصة التي لا تتطابق تماماً مع الواقع الذي نتحدث عنه مما يحتم نوعاً من التوطين للمصطلح وفق معطيات الواقع الذي نريد أن نستنسخ إليه التجربة.

وقد قام الأستاذ السليطي بالرد على المداخلات وانتهى اللقاء بوجبة عشاء خفيفة شارك فيها الجميع وسط تداول لأذيال الحديث حول الكتاب والمؤلف والملقي.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة