ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 09/01/2012/2012 Issue 14347

 14347 الأثنين 15 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

كعادتي كل صباح أتابع شريط الأخبار الذي تضعه معظم المحطات الفضائية التلفزيونية، وأمس وقبل أن أتناول فطوري، توقفت عيناي عند خبر مر ضمن شريط الأخبار (وفاة القاص والروائي المصري إبراهيم أصلان) توقفت عن تناول الفطور وسرحت بعيداً وأنا أتذكر هذه القامة الأدبية الكبيرة.

تعرفت على الفقيد في مناسبة احتفائية أقامها الدكتور محمد شومان أستاذ الإعلام في جامعة عين شمس وعميد المعهد الدولي للإعلام، وكانت (عزومة الاحتفاء) تضم الزميل الأستاذ المرحوم -بإذن الله- علي الخرجي رسام الكاريكاتير السعودي الشهير وعدداً من الأدباء والصحفيين المصريين، وكان من حظي أن مقعدي يتوسط الفقيدين علي الخرجي وإبراهيم أصلان، يومها كنت بين ضفتين من السخرية و(القفشات) التي لا تحصل إلا بوجود ساخرين بحجم الخرجي وأصلان، فالأول يجسد سخريته بالرسم والثاني يجسدها برسم الكلمات، فالأديب الراحل إبراهيم أصلان كان بحق أفضل من يصور الواقع بالكلمات وكان بحق (كاتب الكاميرا) الصادق في نقل الواقع كما قرأناه في (الكيت كات) و(حكايات فضل الله عثمان) و(عصافير النيل) و(بحيرة المساء) و(يوسف والرداء) إذ إن إبراهيم أصلان يجسد موهبة عفوية صادقة، والذي لا يعرفه الكثيرون بأن هذا الكاتب الرائع والنموذج المتوقد لفنان السرد كان قد بدأ حياته العملية (ساعي بريد) يوزع الرسائل على البيوت والمكاتب، ينتهي به المطاف إلى (ساعي أدب وثقافة) يوزع وينثر الحكمة والكلمة المنمقة في الكتب. وصل من إحدى قرى محافظة الغربية من قرية مجاورة للمحلة الكبرى ليقيم في أحد أحياء مدينة القاهرة ويقضي أول أيامه في هذه المدينة الكبيرة بين البسطاء والفقراء الذين يصنفون بأنهم يعيشون على هامش الحياة في مصر، ومصر هنا القاهرة، لأن المصريين يعدون عاصمة المعز هي مصر.. وبين المهمشين ظهرت براعة ونبوغ أصلان التي أثارت انتباه كبير الروائيين وأبي السرد في مصر والعرب نجيب محفوظ الذي كتب له توصية لوزارة الثقافة المصرية لإعطائه منحة تفرغ جعلته ينتقل من ساعي بريد إلى ساعي أدب.

رحم الله الفقيد إبراهيم أصلان وأخانا الفنان علي الخرجي اللذين رحلا دون ضجيج وبلا صخب، طائران كلاهما غنى، واحد من خلال اللوحة وآخر عبر القصة والرواية.. فالمواهب طيور في هذه الدنيا مآبهم إلى رحاب الله.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
رحيل الطائر الحزين
جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة