ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 09/01/2012/2012 Issue 14347

 14347 الأثنين 15 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

بدأ بالمنشطات وانتهى بالهيروين
مدمن يتسبب بانفصال والديه وطلاق أخته

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كانت مرحلة المراهقة المتزامنة مع دخول الثانوية من أخطر المراحل في حياة (م.د) الذي كان يعاني من معاملة والده الصارمة والتي كان يحسبها قسوة وشدة عليه، لكنه أدرك فيما بعد أنها كانت حرصا عليه ومن أجل مصلحته، وبينما كان صدره مشحوناً تجاه المعاملة القاسية التي كان يحس بها من والده، ومن خلال الأجواء التي عايشها، انزلقت قدماه في طريق المخدرات بتشجيع من رفاق السوء الذين كان يلتقيهم للمذاكرة، حيث اقترح أحدهم تناول الحبوب المنشطة، تحت وهم مساعدتهم على النشاط والسهر، ووقع فيها دون أن يعي خطورة مضاعفاتها، وكان يتعاطى مع هذه الحبوب كبسولات لم يفصح عن طبيعتها في حينه.

كان يعيش حياة مريرة، وواقعاً بائساً كونه بات ثقيلاً وعالة على أصدقاء السوء، حيث إن هناك قانوناً أوجده مدمنو المخدرات وساروا على نهجه، وهو إذا أردت أن تواظب على حياة الإدمان فعليك بالعمل الذي يؤمِّن لك المال، ومن ثم يمكنك من شراء المخدر ودون المال لا مكان لك، بهذه العبارات صرح (م) ومن خلالها انطلق للعمل بأي شي لتأمين حاجته من المخدرات، وتقبل فكرة وامتهان الترويج بلا تردد وساعده على ذلك الإغراء المادي، كما أصبح يشارك رفيقه في تحضير الحشيش لكن حبل الشيطان لم يكن طويلاً بما يكفي لكي يمنعه من ممارساته هذه لأن رجال مكافحة المخدرات كانوا له بالمرصاد فقبضوا عليه وزجوا به في السجن الذي يدخله لأول مرة في حياته، وقضى في السجن عامين ثم خرج على استحياء لما واجه من ازدراء أقاربه ومعارفه وأصدقائه وهذا دفعه للسفر خارج المملكة حيث لا رقابة ولا نظرة مجتمع.

هناك تعرف على ما هو أشد فتكاً وخطراً (الهيروين) الذي يعرف بأنه أداة تدمير الشباب، وقد سقط في فخه وهذا قاده إلى عالم الاحتيال والسرقة والاختلاس لتأمين حاجته من هذه المادة السامة باهظة الثمن، ويقول عن ذلك: المدمن أرعن في البحث عن طريقة تأمين المخدرات، ويضيف: قد لا يصدقها أحد ولكنها الحقيقة كانت الضحية الأولى لعملية الإدمان والدتي إذ احتلت عليها وأخذت ما كان بحوزتها من أموال وذهب، ولم أكتف بما قدمته لي برضاها بل سوَّلت لي نفسي سرقة حليها، وبعدها هربت للسفر خارجاً، وكان لإلحاح الوالدة على الوالد لكي يرسل لي المال نتائج وخيمة أدت في خاتمة المطاف إلى انفصالهما.

وبقي «م د» في الخارج يعيش حياة المجون والمخدرات بلا رقيب أو حسيب، وعاد وهو يحمل معه السوء والعار الذي جلبه لأهله لكنه لم يرتدع عن فعل السوء فقد فاجأ زوج أخته الذي كان ينصحه بالابتعاد عن طريق المخدرات بسرقة مبلغ من المال من سيارته وهرب به لتبديده على الهيروين وكان من نتيجة ذلك حدوث مأساة أخرى تمثلت في طلاق أخته المسكينة من زوجها بسبب سلوكه المشين.

ويضيف المدمن «م. د « قائلاً: رتبت ميعاد سفري غير آبه بما حدث وأمضيت فترة من الزمن وأنا على حالي حتى نفذت النقود وبت أعيش عالة على الآخرين.

لكن هؤلاء أعادوه محمولاً على الأكتاف ليجد نفسه داخل توقيف المخدرات ليبوح لهم بمعلومات كثيرة، ثم يدخل مستشفى الأمل من أجل العلاج، لعل مياه الصلاح تعود إلى مجاريها بينه وبين أهله، بعد أن أمضى ثلاث سنوات في السجن، تغيرت خلالها نظرته للحياة، وندم كثيراً على ما جرى منه، وتمنى لو كان مولودا جديدا، أو حتى طفلا يافعا، حتى يبدأ حياته ناصعة بيضاء من غير سوء، وبعد أن تعافى يتساءل «م د»: هل يقبلني المجتمع ويفتح لي صفحة جديدة؟.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة