ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 09/01/2012/2012 Issue 14347

 14347 الأثنين 15 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

في أوج الحقبة الذهبية لزراعة القمح في المملكة، يوم أن كان التوجه هو التوسع في زراعة القمح لأسباب قيل إنها تتعلق بالأمن الغذائي للبلد، شاركتُ في واحدة من ندوات الجنادرية مع الباحث القطري الدكتور علي خليفة الكواري والأمير عبد الله بن فيصل بن تركي رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع آنذاك.. وكانت الجلسة بعنوان «ماذا بعد النفط؟». وعندما جاء دوري في الحديث قلت إنني اخترت لورقتي عنواناً آخر هو «ماذا بعد الماء؟».

كان موضوع الندوة هو الخطر الذي يتهدد مستقبل البلد بعد نضوب النفط إذا لم نسارع إلى إيجاد مصادر بديلة للدخل ذات طبيعة متجددة لا تنضب كالنفط الذي تكوَّن على مدى ملايين السنين ولابد ان ينضب في المستقبل.. طال الزمن أم قصر. ويومها قلت ان الهاجس الحقيقي يجب أن يكون الماء قبل أن يكون النفط.. فنحن، حتى في أسوأ الظروف، يمكننا أن نعيش كما عاش أجدادنا في هذه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين لو نضب النفط.. أما نضوب الماء فهو، ببساطة، يعني توقف الحياة وانتهاءها.. وعلينا من الآن - إذن - أن نفكر كيف نستخدم ثروتنا المائية المحدودة بشكل رشيد!

أشياء قليلة تغيرت منذ ذلك الوقت.. فلا زال الماء يتم تبديده بشكل محزن أبعد ما يكون عن الرشد، ولا زالت جهودنا قاصرة في أن تكون المملكة هي المرجع العالمي في أبحاث ودراسات المياه. ومع ذلك تطل بوارقُ أمل بين الحين والآخر تنبئ عن اهتمام بعض الجهات الرسمية بالدراسات المائية. وقد أسعدني انطلاق «مؤتمر الموارد المائية في الوطن العربي» الذي بدأ أعماله في جدة بمشاركة عدد كبير من الباحثين من مختلف البلدان.

نحن عندما نتطلع إلى أن تكون المملكة رائدةً في أبحاث ودراسات المياه فإن هناك مبررات عديدة تجعلها جديرة بأن تكون في هذا الموقع، أولها أن المملكة تعاني من شح شديد في الثروة المائية في الوقت الذي يتزايد عدد السكان وكذلك النشاط الصناعي والزراعي والتعديني وغيرها من الأنشطة التي تتطلب كميات متزايدة من المياه. ويتواكب ذلك مع تزايد الإمكانات العلمية البحثية لدى جامعاتنا والإنفاق السخي على ميزانيات البحث العلمي وتوجه الدولة إلى إقامة كيانات علمية بحثية جديدة مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وهيئات متخصصة مثل مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة. كما أن المملكة هي في مقدمة دول العالم في مجال تحلية المياه المالحة، مما يجعل خبرتها المتراكمة في هذا المجال أكبر مما هو موجود لدى أي دولة أخرى.

إن الدول التي تتمتع بمصادر غنية من الثروة المائية تهتم أشد الاهتمام بإيجاد مصادر متجددة للمياه وتمارس أساليب ترشيد استخدام هذه الثروة المائية.. ومن باب أولى أن نكون نحن أكثر حرصاً منها.. نحن البلد الذي يعتبر من أشد دول العالم فقراً في الموارد المائية.

alhumaid3@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
ماذا بعد الماء؟
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة