ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 09/01/2012/2012 Issue 14347

 14347 الأثنين 15 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كم أشفق على أبناء وطني من «الانتهازيين» الذين يتلاعبون بمشاعرهم، ويستغلون طيبتهم من أجل الانتصار للذات أو للتيار الفكري مستغلين المشاعر الدينية الجيّاشة التي جبل عليها أبناء هذا المجتمع المحافظ. خلال الأشهر الماضية فقط، لعب على هذا الوتر اثنان من مشاهير الانتهازيين، فأحدهم عزف على وتر «الليبرالية»، وهي المفردة التي تثير رعباً لدى الإنسان البسيط، والآخر عزف على ذات الوتر، وإن بطريقة عليلة مكشوفة. إن مشكلة هذين الانتهازيين أن تاريخهما محفوظ، وكان من الممكن أن يمر الموقفان بسلام، ولكن «مثيري الفتن» من المتلبسين بالدين تناسوا التاريخ، وألهبوا مشاعر الطيبين، ففي سبيل تحقيق «الهدف» الأسمى يهون كل شيء!.

أحد هذين الاثنين دعي إلى لقاء رسمي مبرمج سلفاً فأجاب الدعوة، وخلال اللقاء لم تسر الأمور كما يشتهي، ولم يعامل كما اعتقد أنه يجب أن يعامل، فقد ذهبت الأضواء وبريقها إلى غرمائه، فقرر حينها أن ينتقم من الجميع. تلفت يمنة ويسرة، وحك رأسه ثم تذكر زميله صاحب «الليبرالية»، فصرخ: «وجدتها»، فما كان منه إلا أن غرَّد معلناً تبرؤه من اللقاء المليء بالمنكرات، والذي انتفت منه كل شروط الفضيلة. لم يلتقط هذا الادعاء أي من علمائنا المعتبرين الذين يستلهمون سيرة سيد الخلق عليه السلام، وسيرة صحابته وتابعيه، والذين نجلّهم ونقدرهم، لأنهم يعلمون معنى الاتهام بلا تثبت، ويعلمون قيمة «العرض»، إذا من التقطها؟.

التقطها «أنصار الإسلام المسيس» من بقايا المد الإخواني وبعض القاعديين الصامتين فطاروا بها فرحا، وهم الذين يبحثون في كل حين عن إثارة الفتن وتمزيق الصف وخلخلة السلم الاجتماعي، فقد ولغوا في أعراض أخواتهم المسلمات، وتمادوا في الشتم، وكل هذا قبل أن يتبين أن أخونا لم يتمكن حتى اللحظة من إثبات أي مخالفة تستدعي حتى الإنكار اللفظي. قلتها سابقا وأكررها بأنني قطعت الفيافي والقفار وتعرفت على شتى أصناف البشر فما رأيت أحداً يحرص على أن تشيع الفتنة، ويستخدم من الألفاظ أسوأها ومن السلوك أقبحه مثل أتباع الإسلام السياسي، والسبب أنهم ببساطة يستخدمون الدين العظيم لتحقيق طموحاتهم، متناسين أنه دين السلام والمحبة والعفو والخلق العظيم.

أتفهَّمُ أن يكون هناك انتهازي يبحث عن أضواء، وأتفهمُ أن يكون هناك مثيرو فتنة، ولكن ما يستعصي على فهمي هو أحبائي وأبناء وطني، الذين يتم استغلالهم أبشع استغلال لتصفية حسابات لا علاقة لهم بها، وأتمنى أن يرتقوا بوعيهم، فليس هناك أسوأ من أن تكون رمحاً لأحد، يستخدمك كما يستخدم جهاز الحاسب أو شفرة الحلاقة، خصوصاً وأن لدينا من السوابق ما يدين أتباع الإسلام المسيس، فقد كانوا دوماً يبحثون عن إثارة البلبلة وإشاعة الفرقة بين أبناء الوطن الواحد..

وختاماً، نتمنى أن لا تشغلنا القضايا التافهة التي يُشعلها مثيرو الفتنة عن قضايانا الكبرى.

فاصلة: «اجعل عقلك دليلك ولن تندم».

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر alfarraj2@
 

بعد آخر
الانتقام المدمر!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة