ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 10/01/2012/2012 Issue 14348

 14348 الثلاثاء 16 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كمهتمة بالتنمية العامة تستنفرني للتفكير وإيجاد الحلول المستقبلية أسئلةٌ، لا أشك أنها تحاصر كل مسؤول عن تخير الوجهة المجتمعية القادمة؛ أي الإطار الثقافي الذي سيحدد معنى ومسؤوليات المواطنة، مثلما اتخذ الملك عبد الله بن عبد العزيز قراره واختياره ومنهجه لما يود أن يكون الإطار لثقافة المجتمع، متفائلا بقناعة ريادية أن يعود بالمجتمع لمنهج الاعتدال. وضمن هذا المنهج أن يكون للمرأة فرصة الحضور الفاعل والمشاركة في البناء والإنجاز. ولابد أن نقتدي بمنهج الرسول الكريم لنرتقي بتفكيرنا عن تأطير المرأة في إطار فتنة جسدها وتفاصيل ما يثبتها ممتلكا خاصا. والفتنة كلمة واحدة ولها أكثر من معنى عسى ألا نكون خرجنا من فتنة الجسد إلى فتنة الفرقة والشعارات المسيسة والاتهامات المصاغة لإقصاء الآخر وليس فقط رأيه وحقوقه.

ليست قائمة طويلة بل بضعة أسئلة أتمنى أن نفكر جديا في إجاباتها وتداعياتها لكي نفهم معنى توجه الوسطية ومنهج الاعتدال ونلتزم به كطريقنا إلى المستقبل:

1 - هل الأفضل أن يتولى ريادة ثقافة المجتمع المؤهلون رجالا ونساء لتسريع تحقيق تطلعات ومتطلبات المستقبل، أم أن يترك موقع التحكم في حركة المجتمع بأيدي فئة المتوجسين من احتمالات التغيير عن الأمس المعتاد؟ أ والمتمسكين بثقافة أنانية المصالح الخاصة بفئة دون فئة؟

2 - هل الانفتاح معادل لفقدان الهوية الثقافية؟

3 - وما هي الهوية التي نعنيها؛ المثالية الشعاراتية غير المنفذة؟ أم ممارسة الازدواجية والمسكوت عنه على أرض الواقع؟

4 - هل الممارسات والمعتاد الثقافي اليوم باسم الخصوصية الثقافية هي ما كان المعتاد الدائم في كل الفترات السابقة؟

5 - وهل المعتاد الآن هو فعلا الأفضل في حماية المجتمع رجالا ونساء من شرور «الانفتاح»؟

6 - هل هذا المعتاد الأكثر فعالية على المدى البعيد في تحقيق الأمن الفكري النفسي والاستقرار للوطن والمواطنين رجالاً ونساء في زمن تسارع الجديد علمياً والصدارة للأسبق في حيازته؟

7 - هل حضور المرأة ما يهدد استقرار المجتمع أم غياب الوعي العام بحقوق المواطنة؟

8 - هل المطالبة بمنهج الاعتدال والوسطية والتعايش والعدالة الاجتماعية ومشاركة المرأة هو « انفتاح « غير مرغوب؟

9 - هل تتطلب المحافظة على الهوية الإقصائية والانغلاق والانفصال عن التطور ورفض المستجدات؟

10 - ما هو الأقرب للقيم الإسلامية: أن تعمل المرأة في كل موقع في المجتمع من البيت إلى مكاتب الوزارات ومجمعات الأسواق والمصانع ومراكز النشاطات الثقافية والمهنية مع الاحتفاظ بقيم الإسلام من حيث احترامها وحمايتها وردع من يتجاوز بغض النظر عن من يكون؟ أو أن نفترض أن رجالنا ونساءنا غير قادرين على الالتزام بهذه القيم ولا يمارسون ثقافة الإسلام إلا بتغييب المرأة؟

لا ألوم المتوجسين فالتغيير نحو الانفتاح لا يتم إلا بامتلاك الوعي الثقافي الأكثر حضارية والتزاما بالقيم.. ولا يتحقق إلا عبّر التحرك بعيدا عن المواقف المعتادة وقد يحمل التحرك بعضنا إلى مواقع يفقد بها في طبقية المجتمع والسيطرة على ثقافته.

لا أشك أنه تحت الضغوط المفعلة من وزارة العمل سيلجأ الكثيرون إلى توظيف المرأة لكسب نقاط. وبعد القرارات الملكية الحاسمة سيتقبل بعضهم على مضض وجود المرأة بعضوية مجلس الشورى. وربما تسبق مؤسسات حكومية غيرها في توسعة الأقسام النسائية وتعيين امرأة في منصب يستدعي الملاحظة والتنويه. وسيكون الأمر مربكا في البداية.. ثم نعتاد الإطار الجديد. وأهنئنا مقدما قيادة ومواطنين على الخروج من الطريق المسدود.

 

حوار حضاري
المنهج .. وفتنة المصالح الخاصة 2-2
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة