ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 10/01/2012/2012 Issue 14348

 14348 الثلاثاء 16 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

العنف ليس من شيم النفوس، وما أعرفه أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكون بالعنف، ولو كان كذلك لانفض الناس من حوله، وحول من ينادي به، وأنا أحترم الهيئة ورجالها، وأُجِلُّهم، وأقَدِّرهم، وتربطني ببعضهم علاقات أخوة، وصداقة، ومحبة في الله، وأختلف معهم ويختلفون معي، وأنتقدهم، وأجد في تقبُّل كثير منهم للنقد ما يدفعني للنقاش، والمصارحة، والمكاشفة، واللوم، والعتاب، ولا أعرف منهم من يستخدم العنف، أو النهر، أو الإيذاء، ومن هنا أعتب بل ألوم الشيخ الفاضل د. تركي بن عبد الله الشليل (المتحدث الرسمي للهيئة) الذي أقر بأنها تستخدم العنف في بعض المواقف، وذلك أثناء حلقة نقاش عن «الهيئة والشباب» نظمها نادي علم النفس التابع لعمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود بالرياض، حيث قال: «نسعى جميعا لأن يكون التعامل جيدا، ولكن يكون هناك بعض المواقف، التي تُجْبِرُ بعض رجال الحسبة، على استخدام العنف فيها، وهذا من ضمن البنود المعمول عليها في المركز» (صحيفة الجزيرة، 23 المحرم 1433هـ ص 31).

فأيُّ عنف يعنيه الشيخ الفاضل؟ والعنف كما يعلم أنواع، وهو - وَفْقَاً لعلماء النفس- «كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، جسديا، أو نفسيا» وذهب بعضهم إلى اعتبار السخرية والاستهزاء بالفرد، وفرض الآراء بالقوة، وإسماع الكلمات البذيئة، نوعا من العنف.

ولكي أكون منصفا مع الرجل، أنقل ما قاله في حلقة النقاش:

- «نظام منع الشباب من دخول الأسواق، يتم بأمر من أمن السوق، وليس من الهيئة».

- «الهيئة لا تعمل على الأقمار الصناعية، لكي تشاهد ما يحدث بنفس الوقت، ولكن من نراها متبرجة ننتظر».

- «معالجة قضايا الشباب تتم من قبل رجال الهيئة، أما العقاب فيكون من قِبَل الجهات المختصة، التي يُحَوّل لها الشاب».

- «لا يوجد لدى الهيئة، التشدُّد في الشَّعْر، واللِّبْس، وإنما يكون التشدُّد في الأمور المخالفة للدِّين والمجتمع».

- «لا تقوم الهيئة بتوظيف أي فرد لديها، إلا بعد إعطائهم دورات، في كيفية التعامل مع الجمهور، ومقابلة المجتمع».

- «لا نقوم بضرب أي شخص مهما كان».

- «رجال الهيئة مثاليون في المكاتب والميدان».

أعود إلى موضوع العنف، وأستعيد هنا ما أعلنه الرئيس العام للهيئة (فضيلة الشيخ عبد العزيز الحمين) بعد اللقاء الأخير مع الأمير نايف بن عبد العزيز (ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية).

من أن معاليه استمع لتوجيهات سموه «بالتأكيد على أداء رجال الهيئة لأعمالهم، وَفْق الأنظمة والتعليمات، والتقيد بالحكمة، والرفق، واللين، ومراعاة حقوق من يتم التعامل معهم، ويحقق المصلحة، في جو تسوده المحبة، وإرادة الخير للناس» (صحيفة عكاظ، 17 محرم 1433هـ، ص6).

في ضوء هذا، لا أرى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يكون بالقوة، أو بالعنف، بل بالكلمة الطيبة، التي وصفها الله عز وجل في كتابه بأنها مِثْل» شجرة طيبة أصلها ثابت، وفرعها في السماء» وأرجو من معالي الرئيس العام للهيئة أن يُفَعِّل ما أوصى به الأمير نايف: «الحكمة، والرفق، واللين، وتنفيذ الأنظمة، والتعليمات» لا التعنيف قولا، أو فعلا، أو عملا، أو إلحاق أضرار مادية، أو معنوية، أو نفسية بأي فرد، قسرا أو تعسفا.

وظائف الهيئة لا ينبغي أن يشوبها عنف، فلا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر بالغلظة { وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ }، أو بالقسوة، أو بالأذى، أو بالإهانة، و»الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزِع من شيء إلا شانه» ولتكن الهيئة كما ينبغي أن تكون: حكيمة، ورفيقة، ولينة.

Badr8440@yahoo.com
 

العنف في الهيئة
بدر بن احمد كريّم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة