ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 12/01/2012/2012 Issue 14350

 14350 الخميس 18 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

في احتفاليـة حضرهـا عدد مـن الأمـراء والـوزراء ورجـال الأعمال:
مبتعثو أمريكا في الستينيات يسطرون ملحمـة (وفاء) مستحقة للملحق عبدالعزيز المنقور

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

تغطية - ناصر السهلي / تصوير - مترك الدوسري:

في ليلة استثنائية لا تنسى حلّ فيها الأستاذ عبدالعزيز بن محمد المنقور الملحق الثقافي السابق بالولايات المتحدة الأمريكية ضيفاً على أبنائه وإخوانه الطلاب والطالبات الدراسين في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة توليه الإشراف على الملحقية الثقافية من عام 1381ـ1397هـ حفل التكريم أقيم مساء الثلاثاء الماضي عند الساعة 7:30 مساءً في قاعة الاحتفالات الكبرى في فندق الإنتركونتيننتال بالرياض والذي أجمع فيه طلاب الأمس -وزراء ورجال أعمال- ومسؤولو اليوم على مواقفه التربوية معهم إبان دراستهم وحزمه وعزمه للأخذ بيد المبتعثين والمبتعثات حتى لو كلفه ذلك أن يقطع غرب أمريكا إلى شرقها ولا ينام إلا ساعات قليلة في سبيل أن يطمئن بنفسه على أوضاع المبتعثين، ولو كلفه ذلك إيقاف البعثة عن بعضهم حتى يعود لجادة الحق والصواب.. كان مساءً تجلت فيه صور متعددة لمساحة الحب التي يحتلها المنقور في قلوب الآلاف، ويرى بريقها آلاف المبتعثين في عيون المنقور، حيث شرفوا بالحضور، ومنهم عدد من أصحاب السمو الملكي وأصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء ورجال الأعمال والمواطنين حضروا للسلام والتهنة والمشاركة في تكريم علم بار ومرب فاضت به ميادين التربية وأب حان غمر بحبه ومتابعته أبناءه، حيث حضر الاحتفال كلٌّ من: صاحب السمو الملكي سعود بن نايف بن عبدالعزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشئون البترول ومعالي رئيس المراسم الملكية الأستاذ محمد الطبيشي وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وصاحب السمو الأمير نواف بن محمد، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء وقبل بدء برنامج الحفل دون الحضور أسماءهم وتواقيعهم على لوحة تذكارية حملت صورة المكرم الأستاذ عبدالعزيز المنقور، ثم بدئ البرنامج بآيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز مازي عضو اللجنة المنظمة للحفل، كلمة أكد فيها أن حصاد الحب والوفاء والاحترام من جميع من أشرف عليهم من دارسين ودارسات هو حصاد يتجلى في أبهى صوره هذا المساء.. وقال لقد سعينا أن يكون الحفل أكثر بساطة كبساطة وتواضع الرجل المكرم معتذرين عن أيّ تقصير في ذلك.. مشيراً إلى أنفكرة الحفل كانت تراودهم منذ عشر سنوات ثم ألقى الأستاذ سليمان بن محمد المنديل عضو اللجنة المنظمة كلمة الحفل قائلاً: إن كلمته لن تكون تقليدية لتعدد مناقب المحتفى به ومآثره وخصاله ولكني سأنحو منحى مختلفاً، حيث سأتحدث عما لم يقم به الأستاذ المنقور، حيث تتضح الصورة فيما أعنيه عبر ثلاثة مشاهد رئيسية وأولها المشهد الاختلافي الثقافي والاجتماعي.. ويصف المنديل هذا المشهد بقوله أنه في فترة الستينيات والسبعينيات كان الفارق الثقافي والاجتماعي كبيراً جداً بين المجتمع السعودي والأمريكي مما خلق معه مواقف طريفة وقصص لطيفة رغم ما يتصف به هذا المشهد من صعوبات ومتاعب وعقبات كان للأستاذ عبدالعزيز أكبر الأثر في حلها.. وأضاف المنديل: إن المشهد السياسي خلفته هزيمة العرب في حرب 67م، من إحباطات وتحزبات أثرت على الطلاب هناك مما اضطر المنقور إلى وقف بعض البعثات لكي يعود أصحابها إلى جادة الصواب، وفي حالات قسرية اضطر إلى إلغاء بعثات.. ورغم ذلك لم ينس دوره كأب حان على أبنائه رغم المفارقة العجيبة أنه في ذلك الوقت لم يكن أباً بعد ولا زوجاً.. والمشهد الثالث مشهد تبرئته بأنه ليس صحيحاً أن عبدالعزيز المنقور هو من غير شيك الملحقية إلى شيك المنقور.

ثم توالت كلمات المشاركين في حفل التكريم حيث ألقى الأستاذ خالد بن إبراهيم البراهيم وهو أحد المبادرين والداعمين لهذا التكريم كلمة بهذه المناسبة أكد فيها أن تكريم المربي الفاضل عبدالعزيز المنقور شهادة للوطن ووسام عز وفخر لنا جميعاً، حيث غرس فينّاً حب المعرفة والعلوم بحزم القائد وحنان الأب ودراية المربي فلم يتعامل معنا من وراء حجب ثم ألقت الدكتورة مي بنت حمد الجاسر كلمة نيابة عن المبتثات السعوديات في تلك الفترة قائلة: إنه لشرف عظيم أن أقف أمامكم الآن نيابة عن المبتعثات في تلك الفترة وذلك إنني لم أكن أكبرهن قدراً بقدر ما أنا أوفرهن حظاً، وقالت إن علاقتها بالضيف المحتفى به تمتد لسنوات الطفولة حيث أشارت إلى عمق العلاقة والرابطة الحميمية التي كانت للأستاذ عبدالعزيز بوالدها الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- ضمن كوكبة من الرجال الساعين لهدف واحد وهو حب الوطن ودور التعليم في بناء الأمم لذلك فهو يعرفني منذ كنت طفلة صغيرة وإن كان سينكر ذلك بعد أن أصبحت جدة، وأضافت: إنه اقترح على والدي أن أذهب للدراسة في إحدى المدن الأمريكية التي يتواجد بها نخبه من السعوديات مع صديقتي شعاع عبدالمحسن المنقور، وبعد وصولنا كانوا يعتقدون أننا كطالبات يميزنا المنقور عنهم لذلك ظهرت إشاعه أننا نحصل على ضعف المكافأة، وهذا غير صحيح، فقد نحظى بما كان يحظى به أقراننا الطلاب من رعاية ودعم واهتمام. وعدّت هذا التكريم بأنه تكريم للعلم والمعرفة.. وأضافت: إن العنصر البشري له دور في نقل الأمة من مرحلة إلى مرحلة، وبدونه لن تتحق أيّ نجاحات لبرامج وخطط التنمية. بعد ذلك ألقى الأستاذ غازي محمود عبدالجواد كلمة أشار فيها إلى أن الكثير من الخواطر اختزلت في الذاكرة عندما تشكلت أول معرفتي بالمكرم كانت عندما ذهبت للدراسة في أمريكا في شهر أكتوبر من عام 1967م، ولم أبلغ حينها العشرين عاماً.. وقال عبدالجواد: إنه لمس إنسانية المنقور ولطفه للدارسين هناك مع كل زيارة يقوم بها، وأضاف: لقد كان صارماً معي حيث لم يوافق على تمديد بعثتي للدارسات العليا فواصلتها على نفقتي الخاصة، كذلك لم يوافق على تعويضي عن تذاكر سفر لحضور جنازة والدي، إلا أنه كان أحد الأسباب الرئيسية لاستقطابي للعمل في وزارة المعارف آنذاك، ويدور الزمان لأجد نفسي أعمل مساعداً له في الملحقية في نيويورك عندما كان عدد الطلبة المبتعثين لا يتجاوز 1200 طالب، لقد كان ولايزال أبو محمدنعم الأب والأخ والصديق. بعد ذلك ألقى المحتفى به الأستاذ عبدالعزيز المنقور كلمه قال فيها: (مرحباً بكم، شكراً لكم، أصحاب السمو والمعالي والسعادة.. وأضاف -مداعباً- بأنه سبب لقائه بالأصدقاء كتاب أهدي إليه عن الأعمار نقل إليّ ما نشرته إحدى الصحف بأنه لا يزال بذاكرة جيدة رغم أني تجاوزت الثمانين من العمر، ولا أتذكر أنني تجاوزتها بعد فيجب أن نفرق بين الوصول والتجاوز) وسط ضحكات وتصفيق الحضور، ثم ألقى ابنه (محمد) رسالة كتبها الأستاذ عبدالعزيز شكر فيها أصحاب السمو والمعالي والسعادة، أشار فيها إلى عظيم الامتنان للجميع على ما قدموه في هذه الأمسية الجميلة من وفاء وإخلاص يجسد ثمره المحبه خاصة من أصدقاء تحملوا مشقة السفر ليكونوا معنا الليلة، وهذا يعني أننا نتكئ على وطن يحترم أبناءه، رغم أني لم أقم بأكثر من الواجب لقد عشقت الفترة التي عملت معكم فيها في أمريكا حيث أرى مستقبل وطني، لقد آمنت بالله ثم بأن التعليم بوابة النمو والتطور لبلادنا، كنت أرى في كل واحد منكم لبنة من لبنات الوطن وتطوره، ولم أتوقع شكراً على واجب أديته ولم تخيبوا أملي فقد سعيتم وطورتم بلادنا وساهمتم في نهضتها. بعد ذلك فتح المجال للإهداءات للمحتفى به حيث قدم المهندس سعد إبراهيم المعجل عضو اللجنة المنظمة هدية تذكارية للمكرم، مستشهداً بما قاله الأديب الراحل محمد حسين زيدان في إحدى كتاباته: (ومالي نسيت الأستاذ عبدالعزيز المنقور الذي يقدم خدماته للمبتعثين وكأنه أخوهم الأكبر ولم يكن مسخراً لأحد ولم تركبه طبيعة الإنحياز لفريق من الطلبة دون فريق، كان أستاذاً سعوديّاً). بعدها قدم سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد درع وزارة التربية والتعليم تقديراً للدور القيادي والتربوي الذي تمثل في شخصية الأستاذ عبدالعزيز. وفي نهاية الحفل كشف د. عبدالرحمن نازي عن أن سمو وزير الشئون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز الذي غادر الحفل لظروف ارتباطه شرفه بالإعلان عن قرار سموه بوضع اسم عبدالعزيز المنقور في معجم أسماء لجميع مناطق المملكة دون استثناء، كما وجه سموه أمين مدينة الرياض بتسمية شارع يختاره الضيف المحتفى به إما بالشوارع القريبة من مسكنه أو بأي شارع رئيس في المخطط الجديد الذي سيقام على أرض مطار الرياض. وأضاف د. نازي أن المفاجأة الثالثة هي أن المكرمين عندما أجمعوا على تقديم الدعم المادي في هذا الحفل رت اللجنة المنظمة أنه من الأنسب عدم إغلاق الباب، وفكرنا في طريقة يخلد فيها اسم المنقور كواحد من الأعلام والرموز التي قدم للتعليم وللتنمية الشيء الكثير؛ فكان قرار جمع ما تم تقديمه من مساهمات من الأخوة المشاركين في صندوق سيتم الإعلان عن المبالغ التي جمعت به إلى جانب الإعلان عن نوع العمل الذي سيحدده الأستاذ عبدالعزيز بنفسه كما أوضح نازي أن المنظمين قرروا الاستمرار بالتكريم من خلال إنشاء موقع إلكتروني تخلد فيه الذكريات والمواقف والصور التي مرت على المبتعثين في تلك الفترة كما نوه نيازي في ختام الحفل إلى أنه تم الاتفاق مع أحد المتخصصين، وهو الدكتور أحمد الدعجاني لإعداد كتاب يتضمن مسيرة المنقور من الألف إلى الياء ودوره الرائد في البعثات السعودية. بعد ذلك داخل صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد الذي قال: شرف كبير أن أحظى بزمالة الأستاذ عبدالعزيز المنقور وهو ليس معلماً بل هو مرب ومفكر.. وأصبح لنا قدوة حينما زاملناه، فقد كان يعمل بروح النظام لا بنص النظام مما شكل الكثير من المواقف التي حققها للطلاب والطالبات، فله الشكر من الجميع وأرجو منه أن يكتب ولو قليلاً من ذكرياته وسيرته.

مشاعر ومواقف وانطباعات

وحول انطباعات ومشاعر المشاركين في حفل التكريم عبر عدد منهم عن بالغ سروره بهذا التكريم لرجل يستحق أكثر من ذلك وأجمعوا في أحاديث لـ(الجزيرة) على أن الأستاذ عبدالعزيز المنقور من المواطنين المخلصين، والذين وهبهم الله جلّ وعلا دراية وبصيرة وتصرّف في حكمةٍ وحزم، فهو قيادي من الطراز الأول بل هو مدرسة قيادية ومتابع جيّد، لا يمر عليه موضوع حتى يكاد ينهيه، حيث يؤكد سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله أن الذي جمع هذه الجموع المختلفة هي الروح التي يتمتع بها الرجل المحتفى به ببساطاته وقربه من الجميع، فقد كان الأخ والأب والصديق وخص سموه (الجزيرة) بموقف شخصي تعرض له فترة دراسته في الولايات المتحدة، فيقول سموه لم يتبق على زواجي سوى يومين وكنت قد شحنت السيارة من سان فرانسيسكو إلى نيويورك، وكنت أنوي قضاء شهر العسل فتعطلت السيارة وكان عبدالعزيز المنقور منقذاً لي من ذلك الموقف الذي لا ينسى حيث أرسل إليّ سيارة.

كما تحدث سعادة الشيخ خالد بن ابراهيم آل إبراهيم عن حياة المنقور فقال: الحقيقة إن هذا الرجل منارة من منارات العلم والمعرفة وهو المعلم الكبير الحنون والراعي لمصالح الطلاب.. وهو إداري ناجح، حيث يتفقد درجات الطلاب التحصيلية وجامعاتهم وتخصصاتهم ويقف بنفسه على مدارس اللغة وهو يعامل الطالب كما لو أنه ابنه فعلاً.. وأضاف البراهيم أنه ليس مستغرباً هذا التكريم، وبعض الأصدقاء تكبدوا مشقة السفر من مكة وجدة والشرقية ومن دبي، وهذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على أن الرجل وضع لمسات على كل إنسان من الطلبة الموجودين في أمريكا، وكان دائماً يتبنى مشكلات الطلاب العائلية والنفسية والاجتماعية والمالية.. كان يأتي إلينا من نيويورك متفقداً، وكان ينام عند آخر طالب ينتهي عنده اللقاء.. وأضاف: إن طريقته كانت أبوية بحته، متمنيّاً أن يحتذى به في طريقته وإداراته من الوزارات والجامعات. وقال خالد البراهيم: أتذكر على المستوى الشخصي أن والدي -رحمه الله- كان يعطيني أنا وأخي عبدالعزيز كل واحد 1000 دولار عندما تخرجت خلال أربع سنوات مثل الطلبة الأمريكان، اتصل بوالدي وأخبره أني تحصلت على علامات جيدة، فأرسل لي عشرة آلاف دولار عن طريق الأستاذ عبدالعزيز، رغم أنه كان يوصي والدي بعدم إرسال المبالغ إلينا خوفاً على مستقبلنا الدراسي، وكان لها وقع عظيم جداً على نفسي مما دفعني لأعزم أصدقائي السعوديين والعرب والأمريكيين بمناسبة التخرج في حفل وداع قبل نحو 40 عاماً. كما تحدث الأمير خالد بن فهد بن خالد عن يوم الوفاء لأهل الوفاء مشيراً إلى أننا مقصرون في حق هذا الرجل.. وأضاف: إن عبدالعزيز المنقور رجل يستحق التكريم فقد عمل بإخلاص مسؤولاً ومربيّاً ومواطناً مخلصاً لوطنه.. وهو لم يحسب لذلك التكريم حساباً؛ وواجبنا الآن أن نرد له الجميل.. وقال سموه: إنه يحتفظ في ذاكرته بمواقف إيجابية مع المحتفى به يصعب حصرها.

كما وصف معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين هذا اليوم بالتاريخي في حياة المخلصين وقال لـ(الجزيرة): أشكر المعدين والمنظمين لهذا الحفل الذي أقل ما يوصف بأنه حفل وفاء لرجل يستحقه.. وقال نحن تعودنا وللأسف أن نكرم البارزين والمخلصين في وقت متأخر، ولكن أشكر القائمين أن تقدموا بهذا التكريم لرجل يستحق التكريم، وهو رجل فاضل ومعلم قدير وإداري محنك، فمن خلال تجربتي منذ وقت طويل لم أرَ أحداً في قدرته لإستيعاب جميع الأطياف وإشعاره لكل واحد أنه محور اهتمامه.

وتحدث معالي رئيس هيئة مكافحة الفساد الأستاذ محمد الشريف عن هذه المناسبة بالقول: إن هذا اللقاء يجسد معنى الوفاء والتذكر لرجل أخلص لوطنه ولمواطنيه وأدى ما يجب عليه.. وهي لفته من الدارسين حيث لم ينسوا ما قام به.. وأضاف معاليه أنه في هذه المناسبة يتم تكريم عبدالعزيز المنقور تكريماً معنوياً يستحقه.

كما تحدث سمو الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى عن السيرة التي يتمتع بها المحتفى به عبدالعزيز المنقور بقوله إن الناس يمكن أن يختلفوا في أيّ شيء لكن في هذا اللقاء يجمعون على محبة هذا الرجل وحسن قيادته.. وقال إن قصصاً ومواقف كثيرة تجمعني بالضيف عندما كنت في الولايات المتحدة للدراسة أتذكر كيف كان يوجهنا ويجمعنا ويلتقي بنا؛ وأتذكر أنني سافرت وتنقلت معه في سفر قصير لأشاهد كيف يتنقل ويتفقد الطلاب بدقة متناهيه وببساطة متناهيه في آن واحد.. وأضاف سموه: إن الله إذا أراد بعبده خيراً أحبه وحبب الناس فيه وما تراه هنا من توافد الأمراء والوزراء ورجال الأعمال وغيرهم للمشاركة بالتكريم، رغم أن المحتفى به ابتعد عن العمل الحكومي منذ فترة لكن تبقى المحبة والتقدير.

كما تحدث عضو مجلس الشورى السابق د. محمد آل زلفة عن هذا اليوم واصفاً إياه بالمشهد الجميل الذي يعبر بصدق عن مكنون المجتمع السعودي النبيل، وقال إن هذه المناسبة من أسعد المناسبات التي جمعت أجيالاً وأجيالاً من أوائل من بدأوا البعثات وعادوا وتحملوا المسؤوليات ووصلوا إلى مراكز قيادية عليا أنا أعتقد أن تلك السنوات التي قضوها تحت إشراف المحتفى به عبدالعزيز المنقور هي السنوات الذهبية لهم لمسيرة التعليم في المملكة والبعثات المبكرة لأنهم عادوا للمساهمة في أكبر حركة تنمية وتحديث وتطوير تشهدها المملكة والمحتفى به كان عاملاً مهما في التحديث لهولاء فكراً وعطاءً والأجمل في هذا المشهد أن هذه الجموع رغم مسؤولياتها جاءت لتلقي السلام والمحبة بإجماع.

كما تحدث رجل الأعمال الشيخ سعد بن عبدالمحسن السويلم عن هذه المناسبة بقوله: إن ما يميز الأستاذ عبدالعزيز المنقور هو تعامله الراقي مع الجميع دون استثناء ولا يوجد طالب في تلك الفترة وواجهته مشكلة وعلم بها الملحق إلا وأنهاها.. وأنا أحد الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص تولى شخصياً الأستاذ عبدالعزيز متابعتي وتسجيل الجامعة لي وحل المشاكل التي تواجهني، وكأنني واحد من أبنائه، والدليل هذا الحضور الكبير للأمراء والوزراء ورجال الأعمال.

إلى ذلك وصف معالي نائب وزير الثقافة والإعلام د. عبدالله الجاسر شخصية الأستاذ عبدالعزيز المنقور بالشخصية الفذة، وهو من الرجال الذين قاموا بجهود مشكورة للطلبة في الستينيات ومنتصف السبعينيات وما قام به الزملاء اليوم من لمسمة وفاء ليست بمستغربة فقد تعلمناها من قيادتنا الرشيدة فأيّ شخص يعمل بإخلاص وتفانٍ فله التقدير من الدولة ومن المجتمع والأستاذ المنقور يتذكره الطلاب الذين درسوا في تلك الفترة جيداً يتذكرون تنقلاته من ولاية إلى ولاية عند مرضهم وعند احتياجهم للجامعات وعلى المستوى الشخصي عندما ابتعثت من وزارة الإعلام للدراسة في الولايات المتحدة كنت أتمنى ولاية معينة فكان أول لقاء لي مع الرجل فدلني على ولاية أخرى قائلاً: إنها أكثر جدية وبالفعل كان له الفضل بعد الله ولعل الموقع الإلكتروني والكتاب الذي سيطبع عنه يبين كثيراً من المواقف والذكريات مع هذا الرجل.

من جهته أكد محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الأستاذ سلمان الحميد على أن مواقف عبدالعزيز المنقور مع الطلاب لا تنسى حيث سجلت له مواقف داعمه لهم وكنا وقتها نصل إلى الولايات المتحدة دون إلمام باللغة، رغم أنه كان لديّ لغة جيدة ذلك الوقت إلا أن معظم الدارسين لم يكونوا كذلك وتحضرني واقعة لا يمكن أن أنساها في هذا المجال، وذلك عندما دلفت إلى مطار نيويورك في أكتوبر 27 عام 67م كان معي اثنان من الزملاء، وكانت رحلتنا من الرياض بيروت لندن نيويورك، ولما وصلت المطار كان معي فكة (عملة) لكي استخدم التلفون في المطار، وكنت أحمل هاتف الملحق المنقور فاتصلت به وأخبرته أني طالب مبتعث ووصلت لتوي إلى المطار بماذا تنصحني، فقال دبر نفسك وصباح اليوم التالي تزورنا بالملحقية ثم تدارك محذراً أن آتي بالشنط أنا والزميلين إلى الملحقية، وكانت بعض الشنط في ذلك الوقت (صناديق حديد) حيث تتكرر أن الطلاب يحضرون شنطهم سحباً إلى الملحقية، وأضاف المحافظ أن ردة فعل الملحق المنقور منحتني درساً بالاعتماد على النفس في رسالة أبوية وتربوية ولما التقيته صباحاً في الملحقية سألني عن سبب تأخرنا فقلت له أن وزارة المعارف آنذاك هي التي أخرت ابتعاثي رغم أني حاصل على الترتيب الأول في الثانوية العامة على مستوى المملكة.

وقال أمين الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الأستاذ حسين العذل: إن مشاعره لا يمكن اختزالها في تظاهره المحبة والوفاء للأستاذ عبدالعزيز المنقور.. وأشار العذل إلى أن في هذه الاحتفالية رسالة لكل مسؤول يتولى عملاً له علاقه بالجمهور، بأن الناس لا تنسى الرجال الأفذاذ، هي رسالة جميلة لوجدان الناس ورسالة شكر لأن الناس طبعهم الوفاء، وأعرف أصدقاء جاؤوا من أماكن بعيدة وبعضهم وصل لتوه من سفر ومع ذلك كان حريصاً على المشاركة في يوم التكريم، باختصار أنا أعتني بعائلتي الصغيرة في أمريكا وعبدالعزيز يعتني بعائلاتنا الكبيرة.

كما وجه د. علي بن طلال الجهني شكره وتقديره للقائمين على هذا التكريم فكرةً وتنفيذاً، وقال بالنسبة للمحتفى به الأستاذ عبدالعزيز المنقور فقد كان له فضل على جميع من درس في أمريكا خلال تلك الحقبة الزمنية.. ومضى د. الجهني بالقول في نظري أن أهم ما يميز المنقور هو ذكاؤه الشديد ومعرفته المعرفة الكاملة بالتركيبة الاجتماعية للطلاب السعوديين كان يجوب أمريكا شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً كما لو أنه بينهم ومعهم ببساطته، حيث يشاركهم حتى في الطبخ، وأتذكر أن هناك طلاباً إذا تعثروا دراسياً كان لهم العون بعد الله في إزالة ما يعيق طريق دراستهم.

وتحدث نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) د. عبدالله إبراهيم المعجل قائلاً: إن عبدالعزيز المنقور هو مثال المواطن المخلص لأبناء الوطن.. وعندما كنت وكيلاً لوزارة التعليم العالي لشئون البعثات كنت أنظر بعين الإعجاب، لما قام به الأستاذ عبدالعزيز المنقور ولما وصل له من إنجاز مع أبنائه.. وأضاف المعجل: إن تلك الليلة كانت من أجمل الليالي التي اتسمت بروح التفاني والإخلاص. وأشار إلى أن هذه الليلة لم تكن غريبة على مجتمعنا السعودي فقادة البلد وأهله يعرف عنهم النبل والوفاء والإخلاص.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة