ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 13/01/2012/2012 Issue 14351

 14351 الجمعة 19 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فنون تشكيلية

      

كثيرًا ما يكون هناك سجال واختلاف حول مفهوم القيم بين الأجيال، فتارة نجد جيلاً سابقًا ينعت جيلاً جديدًا بالخذلان وعدم فهم هذا المبدأ أو ذاك العرف، فعندما يتطور الشيء بنمو الحضارات نجده طبيعي , بيد أن التقليديين؛ أي الأجيال السابقة، أشبه بحراس عصر الظلمات، (إلا ما رحم ربك ) مجابهين لكل تطور، واستشهد هنا السجال الحاصل بين الحروفية والخط العربي؛ أو ما يسمى خط القاعدي، فالقاعديون يرفضون أي مساس بقيم خط القاعدة، وينعتون الحروفيين بأنهم تشكيليون لا أكثر، وأن الحروفية لا تمتُّ إلى قيم الخط العربي بشيء، بيد أن الحروفيين يجعلون من الحرف الجامد جمالا وإبداعا فينطق بلوحة المعنى، وهو التطور برؤاهم يجدد فنون الحرف العربي، كاسرين كل قاعدة أمام الإبداع، فالمبدع لا ينطوي تحت أي قواعد وقيود، فيترك العنان لخياله ليبدع كيفما يشاء.

علماً أن الخط القاعدي تطور إلى العديد من أنواع الخط، مثل الكوفي والفارسي والثلث والديواني، وعندما نتابع تطور الخط الديواني القاعدي تحديدًا نجده تجدد إلى الديواني الجلي.. ولم يؤمن القاعديون بالخط الديواني الجلي إلا بعد مرور مائة عام على ابتكاره تقريباً، وهو لا ينطوي تحت أي قاعدة..!

وعند الفن التشكيلي حالات مماثلة حين نسترجع ميلاد الدادية ومن ثَمَّ السيريالية والتكعيبية.. ثار جنون التقليديين والكلاسيكيين بأن هذه «الشخابيط» على حد قولهم لا تمت للفن بصلة، وأن الفن له قواعد وقيم لا يمكن أن تختل بظهور هؤلاء «التشويهيين»..!!

والآن وبعد مرور تلك السنين على ظهور المدارس الحديثة نجدها هي الفن المعاصر والحديث، واعترف التقليديون بقيمها وفكرها، بل إن كثيرًا من الكلاسيكيين اتجهوا إلى الفن المعاصر الذي أصبح في عصرنا الحاضر فنونًا تقليدية..! أمام المفاهيمية و»الفيديو آرت» والفن الرقمي و»الميديا»..!

الشاهد هنا.. أن لكل شيء نموًّا وتطورًا يواكب ازدهار الحضارات بكامل تطوراتها، فنجد صراع طبيعي بين الأجيال على مفهوم القيم، سواء كانت فنية وثقافية أم اجتماعية أم حتى سياسية يكون طبيعيًّا تحت دائرة الاختلاف في وجهات النظر، بشرط أن لا يتفاقم الأمر إلى خلاف و»إقصاء» ..!! ومن المؤسف إن معالم الإقصاء في الحركة التشكيلية السعودية باتت واضحة، ممن لا زالت عقلياتهم منغلقة على الذات، في وقت ظهر فيه عالم جديد من الفنون والطرح الحُرِّ وسرعة المعلومة, أظهرت عجز البعض بعدم فهم الأجيال الجديدة التي لم تعد تؤمن بشيء اسمه «الوصاية على الفن»، فالربيع العربي أرقى مثال لجيل قادم بـ»ثقافة..المستقبل..»!!

jalal1973@hotmail.com
 

البعد السابع
زمن الربيع العربي (التشكيلي)
جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة