ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 13/01/2012/2012 Issue 14351

 14351 الجمعة 19 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

السيدة آيس كريم
صالح الغازي

رجوع

 

تفتح عينيها أكثر لتضع الكحل كثيفاً ثم تقوِّم رموشها وتخط حاجبيها تتمنى لو تتخفى تحت جلدها من الأخريات كأنهن سيهددن حياتها يتعاملن معها كحقيقة تكرهها.

كانت مجهدة من السفر الطويل فعمل عقلها باتجاه تكوين صور يائسة لتخيل اجتماع سيدات العائلة عليها ،علمت من حماتها أنهن سيصلن تباعاً بعد قليل، أخذت تخفي التجاعيد بالفرشاة، كيف ستخفي همها وهي تجد الزائرات يردن كل دقيقة... إنه حفل زواج أخت زوجها وحتما لن تغيب أية واحدة.

هكذا ترى بأسى إجازتها السنوية تتحول إلى مهمة متصلة لعملها الذي طالما حلمت بالارتياح منه، ماذا لو كنت قضيت إجازتي في بيتي أرتاح قليلاً لأعود إلى عملي أكثر نشاطاً.. لكنه الواجب!»

تتخيل اجتماعهن عليها.. أفواه شرهة وأنفاس حارة تتوق للترطيب تنتفض بحركات مكرورة.. سريعة وهي قطعة الآيس كريم التي ما أن تفرغ من لسان حتى يباغتها الآخر وما أن يسكت فم حتى ينفتح آخر بسؤال وهي لا تكاد تُجمع سؤالاً وتفهمه حتى ينطق آخر بجديد في اتجاه آخر لتجد نفسها في مستنقع لزج من لعاب الأسئلة وفهم الاستفسارات والأفواه المصوبة بعشوائية متحمسة..

«لا بُد أن إقامة نوادٍ للمهن يجعل ذلك الأمر سهلاً.. ليقضي فيه أصحاب المهن المتشابهة أوقات فراغهم وإجازاتهم دون تطفل من أحد..»

تأخذ ساتراً حصيناً، تدافع به عن نفسها بعبارات وقائية دقيقة كافية لإغلاق أي موضوع يشار فيه للأدوية، حتماً ستسأل إحداهن عن دواء لم تجده وأخرى عن دواء تناولته ولم يكن له مفعول يذكر وثالثة عن حليب الأطفال، تشعر بآلام في قدميها من مفصل الكعب حتى عضلة السمانة ، كأنها الآن واقفة في الصيدلية وألم آخر في قلبها لأنها تحمل لقب الدكتورة لكنها تشعر بأنها مجرد بائعة في محل تنظر إلى عينيها محاولة أن تبعد عن نفسها تهمة أنها متكبرة فتقف فجأة بعصبية قائلة.. «أنا طيبة والله العظيم طيبة».

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة