ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 13/01/2012/2012 Issue 14351

 14351 الجمعة 19 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

      

شديدٌ على النفس ومضرٌ بالحياة ومقصرٌ في الأعمار أن تتحول بيوتنا لكتل من (صمت) مخيف بسبب (الزمهرير) العاطفي الذي عمّ فيها، فأضحت البيوت كالفنادق والمطاعم اختزلت الحاجة منها في المنام والمأكل فقط! فما أصعب أن لا يجد الشريك ما يشبع حاجته الجسمية والعاطفية والاجتماعية! إن العديد من البيوت تعاني من (خرس) في المشاعر والألسن حيث انقطاع التواصل الحقيقي بين أفرادها، والنتيجة مشاعر (خانقة) وهموم (تنوء) بحملها الجبال! فليس أقسى على الروح أن يجد أحد الشريكين نفسه وحيدا في عزلة شعورية وغربة نفسية في بيته! فيصبح بعدها شقيا منكوبا قد لبسه الهرم قبل أوانه، ويخيل لمن رأه أنه أوفى على الثمانين قبل أن يسلخ الأربعين!

وهذا يحدث في كثير من البيوت للأسف بالرغم من الهدوء الظاهري و عنادل التفاهم التي يُخال للناظر أنها تغرد على جنبات هاتيك البيوت والحقيقة المرة أن مرارات (القهر والوجع) تجمعت مع الأيام ببطء في قلوب ساكنيها ثم كانت لحظة (الانفجار) الرهيب من أحد الزوجين! والتي لم تكن تحولا مفاجئا ولا انقلابا سريعا بل هي تكاثف لمشاعر سلبية تراكمت كما تتراكم ذرات الجليد ثم تحولت مع مرور الأيام إلى كتلة (صلدة) يصعب تحطيمها وثمرة هذا انفجار يصعب التنبؤ بنتائجه!! فإذا كان هناك وجود لعنصر المفاجأة في الكثير من قصص الانفصال .‏ فهو يتجلى فقط في لحظة الطلاق! وهو أشبه ما يكون بالاصطدام برأس جبل الجليد الذي يبدو صغيرا فوق الماء‏، فإذا اصطدم به السفينة اكتشف قبطانها أن جبلا هائلا تحت الماء كفيل بتحطيم أعظم السفن! فقد يفضل الكثير من الأزواج (ترحيل) الحديث عن المشاكل إما لشعور زائف أن الأيام كفيلة بها أو بحجة عدم مناسبة الوقت وهو في الحقيقة لايعدو كونه (هروبا) تختزن معه المشاعر السلبية ثم في لحظة (ما) يطلق قذيفته المدوية التي اختزنها طوال السنين! والقاعدة في علم الاتصال تقول: لحظات الانفجار يسبقها صمت طويل!!!

إن التفاهم بين الزوجين ليس أمرا فطريا (بدهيا) يقع في الوجدان ويسكن الخاطر دون جهد بل هو فن ومهارات تحتاج إلى تعلم وجهد وسعي ورغبة صادقة، وإلا لما رأينا أسراً (مضطربة) وبيوتاً (مفككة) تتنفس المشكلات وأسراً (سعيدة) ترفرف عليها رايات التفاهم والود، مؤكداً هنا أن جبل الجليد لن يذاب بالنوايا بالطيبة فحسب!

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لاتجري على اليبس

بل بالمناقشة والحوار والرغبة الصادقة وتجاوز العقبات والسبيل إلى هذا المزيد من الاطلاع والقراءة والاستزادة موعدي معكم الأسبوع القادم مع حزمة من مذيبات الجليد، دعواتي

ومضة قلم:

إذا كان في وسعك أن تحب ففي وسعك أن تفعل أي شيء!

khalids225@hotmail.com
 

فجر قريب
بيوتٌ من جليد!
د.خالد بن صالح المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة