ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 14/01/2012/2012 Issue 14352

 14352 السبت 20 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

طرح الدكتور السعيد الورقي نموذجاً من الشعر الجديد، وجعله أصدقَ مثالٍ على حركة القافية الداخلية أو النهائية كوقفات موسيقية (يعني بصفتها وقفات).. وهذا النموذج مقطوعة للشاعر العراقي شاكر عاشور عن الميلاد والثورة من ديوانه (في حضرة العاشق والمعشوق)(1)، وسأثبتها كما كتبها وبعلامات الترقيم التي وضعها، ولي إن شاء الله عودة إلى كيفية كتابتها، وإلى معنى حركة القافية الداخلية أو النهائية، وإليكم النص:

قدماك الآن لا تعرف الأرض، على طول المسافات، ارتخاء،

وأنا من فرحة العينين، والشمس التي تسقط في كفيك..

.. أستشرف أيامي، ولا أبكي على ما فات،

ضُمِّيني لهيباً طالعاً من حرقة الماضي،

ونهراً صاعداً من عطش الأرض إلى صدرك

.. وعداً وغَناء.

ثم حلَّل القيمة الموسيقية بهذا اللغو: (فسيتضح لنا من خلال تأملنا لهذه الوقفات التي حدَّدها الشاعر بعلامات التنقيط على أنها وقفات موسيقية بديلة لنظام القافية التقليدي.. سيتضح لنا من خلال تأملنا لهذه الوقفات أن القافية في الشعر الحديث أصبحت أنسب وقفة موسيقية يستدعيها السياق المعنوي والموسيقي والنفس كما أدركها الشاعر، وسيتضح كذلك أن القافية بهذا المفهوم أصبحت تعتمد في المرتبة الأولى على الحاسة الموسيقية الكامنة في الألفاظ كأصوات لها (يعني بصفتها) دلالات عند الشاعر)(2).

قال أبو عبدالرحمن: تذوُّق معاني الشعر لإدراك قيمته الجمالية لا يكون إلا بعد فهمها؛ فالتفسير مطلبٌ نقديٌّ في البداية؛ ولهذا سأقوم بهذه المهمة.. إن الكلام عن ميلاد ثورة تموز - وكلها ثورات فاجعات غير مباركات، بل مُدَمِّرات.. إن الخطاب مُوَجَّه إلى الثورة، وقوله: (قَدَماكِ الآن لا تعرف الأرض) كناية عن سرعة نجاحها، والفرس السابح لا تعرف قدماه الأرض.. وقوله: (على طول المسافات ارتخاء) جملة مستأنفة يُؤكد بها أن ارتخاء المسافات وإن طالت جعل قَدَمَيْ الثورة لا تعرف الأرض؛ فلا معنى لوضع الفاصلة قبل (على طول) بل تُوضع النقطتان الأفقيتان(..) دلالةً على انقطاع كلام واستئناف كلامٍ آخر.. وفرحة العينين كان برؤيتهما الشمس، وأن الدموع لم تحبس امتداد نظرهما، وأكد هذه الفرحة بقوله: (ولا أبكي على ما فات)، وسقوط الشمس في كفَّي الثورة كناية عن هِمَّة عالية مضيئة أدركت الأمل البعيد في الأعالي، ولا معنى للفاصلة بعد (ما فات)؛ وإنما المناسب نقطتا القطع والاستئناف؛ لأنه استأنف الكلام مخاطباً الثورة أن تضمه مع لهيب الثوار هاجياً ما قبل الثورة بأنه حريق.. والثورة عنده غيث طال عطشُ الأرض في انتظاره؛ وبهذا يصعد الشاعر من عطش الأرض بفعل الثورة؛ فيكون نهراً.. وإذا نظرت إلى هذه المعاني جمالياً -بغض النظر عن كونك تقرأ شعراً أو نثراً - وجدتها مجازات عربية عادية سوى ارتخاء المسافات كناية عن تقريب البعيد؛ فهذه كناية جميلة في سياقها، وأحسب أنها جديدة تُضاف إلى المجاز الأدبي في التراث، وهكذا (فرحة العينين) فهي إضاءة جميلة وليست جديدة وإن كان الفرح للقلب، وأن العين أداة إدراك لما يُفرح القلب، ولكنَّ باب المجاز الجميل وسيع؛ ولهذا ذكر الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى دلالات للعين كثيرة؛ فقال: (الإشارة بلحظ العين؛ وإنه ليقوم في هذا المعنى المقام المحمود، ويبلغ المبلغَ العجيب، ويُقطَع به ويُتواصَل، ويُوعد ويهدَّد، ويُنتهرُ ويُبسَط، ويُؤمَر ويُنهَى، وتُضرَب به الوعود، ويُنبه على الرَّقيب، ويُضْحَك ويُحْزَن، ويُسأَل ويُجاب، ويُمنَع ويُعطَى.. ولكلِّ واحدٍ من هذه المعاني ضَرْبٌ من هيئة اللَّحْظِ لا يُوقَف على تحديده إلا بالرؤية، ولا يمكن تصويره ولا وصفُه إلا الأقل منه، وأنا واصفٌ ما تيسَّر من هذه المعاني:

فالإشارة بمؤخَّر العين الواحدة نهيٌ عن الأمر، وتفتيرُها إعلامٌ بالقبول، وإدامةُ نظرها دليلٌ على التوجُّع والأسف، وكسرُ نظرها آيةُ الفرح، والإشارة إلى إطباقها دليل على التهديد، وقَلْبُ الحدقة إلى جهةٍ ما ثم صرفها بسرعةٍ تنبيهٌ على مشارٍ إليه، والإشارة الخَفيَّة بمؤخَّر العينين كلتيهما سؤالٌ، وقَلْبُ الحدقة من وسط العين إلى المَأَقِ بسرعةٍ شاهدُ المنع، وترعيدُ الحدقتين من وسط العينين نهيٌ عام، وسائر ذلك لا يُدْرَك إلا بالمشاهدة.. واعلم أن العين تنوب عن الرُّسُل، ويُدْرَك بها المراد.. والحواسُّ الأربع (بل الخمس)(3) أبوابٌ إلى القلب، ومنافذُ نحو النَّفس.. والعينُ أبلغها، وأصحُّها دلالةً، وأوعاها عملاً.. وهي رائدُ النفسِ الصادقُ، ودليلُها الهادي، ومرآتُها المجلوَّة التي بها تقفُ على الحقائق وتحوزُ الصِّفاتِ وتفهمُ المحسوسات، وقد قيل: (ليس المُخبَر كالمُعايِن)، وقد ذكر ذلك أفليمون صاحب الفِراسة، وجعلها معتمدةً في الحكم)(4)؛ ولهذا تجاوز بها العرب؛ فقالوا عن الجميل: (تشربه العين)، وقالوا عن الـمُبغِض بصيغة اسم الفاعل والحاسد: أكلني بعينه.. وأضافوها إلى ما أدركته؛ فقالوا: عين الرِّضى، وعين السخط.. وسقوط الشمس كناية سيئة عن نزول عالي المنزلة، ولكنه رفع مستوى هذه الكناية فكانت جميلة؛ لاقترانها بهمة الثورة التي اجتذبتها بضيائها، ولكونها كناية عن زوال الظلام.. وفي بقية مجازاته تجسيد هو في المستوى الدون جمالياً، وهو استعارة القدمين والكفين والصدر للثورة.. والقصيدة بعد هذا تفاؤل، وليست تعبيراً واقعياً عن غيث أروى الأرض وأينَعَها؛ ولهذا عبَّر من شعور باطني عن المتوقَّع لا الواقع؛ فقال: أستشرف، ووعداً؛ فالثورة إذن واعدة.. وما رأى العراق ولا غيره خيراً من ثورات مسوَّقة مؤدْلجة مُسبقاً من غير كيان أمتنا الديني والتاريخي، وأما هيئة الكتابة وعلامات الترقيم التي رسمها الشاعر نفسُه ونقلها الدكتور الورقي عنه فهي من العبث، ومن أجل إخفاء نثرية الشعر السطري الذي يقطع النفَسَ قبل الوصول إلى وقفة موسيقية، وهي من شعر التفعيلة تعتمد على العروض لا على اللحن والغناء، وهي على وزن فاعلاتن، وكتابتها على منهج الشعر السطري هكذا:

قدماك الآن لا تعرف الأرض..

على طولُ المسافاتِ ارتخاءُ(5)

وأنا من فرحة العينين والشمسِ التي تسقط

في كفيكِ أستشرف أيامي

ولا أبكي على ما.

فات.. ضُمِّيني لهيباً.

طالعاً من حرقة الماضي ونهراً.

صاعداً من عطش الأرض إلى صدرك وعداً.

وَغَناءُ.

كما أن كتابة الشاعر تُخفي عجزه عن وقفات تُعوِّض عن القافية الواحدة ولو على الازدواج مثل (لهيباً ووديداً ونصيراً) إذا عجز عن مثل (لهيباً وحبيباً وكئيباً).

وأما لغو الناقد فهو للتشويق إلى المقطوعة بما ليس فيها؛ فأي موسيقى في الوقوف على كفيك وصدرك، وأي دلالة لبعض الفواصل التي وضعها وهي مخالفة للبيان العربي، بل للاصطلاح الأوربي الذي ورثه المعاصرون تقليداً أعمى.. وأين قافية الشعر الحديث التي هي وقفة موسيقية في هذه المقطوعة، وأين الحاسة الموسيقية الكامنة في ألفاظ وأصوات هذه المقطوعة، وأين هي دلالتها عند الشاعر؟.. ألا ما أرخص الهذر والتمَعْلُم والتشاعر بلا بيِّنة!.. وحركة القافية لو وُجِدت فإنما هي موسيقى خارجية؛ لأنها من كيان اللحن الخارجي وليست من شفيف مفردات المقطوعة المُوحِية، وهي نهائية لأنه يقف بها لحن الشطر.. وأَعدُّ الشعر السطري ذا التفعيلات الكثيرة (التي ينقطع بها نفس أعلى الناس دَرجة في الطبقة الصوتية) قبل وقفةِ قافيةٍ أو ازدواجٍ في حكم الشعر المنثور، ولن يتأتَّى نظمه إلا بتقطيع وزنيٍّ بصريٍّ وتنقير، ولن يكون غِناءً فكرياً عن إبداع بلا تكلُّف.

***

منذ إطلالة نابليون على شرقنا العربي والطلائعُ الثقافية والعلمية في الفنون المعرِفيَّة في صراعٍ فكريٍّ جعلها من ناحية الانتماء فِرَقاً وأحزاباً؛ مما أضعف الأمة لا من ناحية امتدادها وحسب، بل من ناحية حمايتها نفسَها؛ وعندما أتساءلُ هل الخصومة الفكرية نِعمةٌ أو نِقمةٌ؟: فإن جوابي يأتي جازماً حازماً بأن الخصومةَ الفكريةَ نِعمةٌ، بل هي من أكبر النِّعَم، ولكن بشرط صِدق المفكِّر مع نفسه بأن لا يُسْقِطُ من العقل ما فيه من معرفةٍ يقينيَّةٍ أو رُجحانيَّةٍ أو احتماليَّة يجب التوقُّف فيها، وبأنْ لا يفتري عليه ما ليس فيه.. ودافعُ الصدق مع النفس في التفكير لا بد أن يكون بحثاً عن القيم الثلاث التي لا يخرج عنها كلُّ مَطْلَبٍ نفيسٍ، وأن يكون ذلك رحمةً بالأمة وإشفاقاً عليها؛ لأنَّ غيرَ المعقول (اللامعقول بلغة القوم) يُشتِّتُ الأمة، ويتساقطُ أكثرُ أفرادها في جحيم الغثيان والعدمية.. والخصومة الفكرية إذا تحقَّق الشرطان المذكوران آنفاً لا بد أن يتغذَّى فيها العقل في تفكيره بمصادر المادَّة التي يبحث فيها عن مسألته وبُغْيته بفهمٍ جيِّدٍ واستقراءٍ مُضْنٍ.. وَوَجْهُ أنَّ الخصومةَ الفكريةَ بهذه الصفة نِعمة: أن الطرفين صادقان في تفكيرهما، وأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يُكَمِّلُ الآخر؛ فيضيؤه بمعلومةٍ لم يستوعبها استقراؤه؛ ويَرْفد لـمَّاحِيَّته بملاحظةٍ على سهوٍ فكريٍّ وقع فيه؛ ومن ثَمَّ يلتحم الفريقان بعد الخصومة، وينهجان في سلوكهما طريقاً مستقيماً عن فكرٍ غربلهُ النظر وأثْرَتْه المعرفة.. وما رأيتُ منتهى الطرفين الذميمين في جهة إلا وله مُصادمٌ عنيدٌ من جهةٍ أخرى يكون منتهى الطرفين فيها أبعدُ مسافةً.

قال أبو عبدالرحمن: وأما الخصومة الفكريَّة التي هي نِقْمةٌ وعذابٌ فإنما تكون حينما يكون الفكرُ مخَّاخِياً، وأعني بالمخَّاخي التفكير العادي من غير تخصُّصٍ في المادة التي يبحثها غير المُفكِّر حقاً، وحين لا يكون ذا رصيدٍ من الخبرة العامة من المعارف المختلفة والمشاهدات الحسية التي لا يزكو فيها التخصص إلا بالله ثم بها.. وتكون الخصومة الفكرية نِقمةً حينما تكون المعارفُ والثقافاتُ خَطَّافِيَّةً؛ وأعني بالخطَّافيَّة أنْ يكون مصدرُ التأمُّلِ المخَّاخيِّ بَعْرَةً من هنا و بَعْرَةً من هناك؛ وكل تلك البعرات لا تُكوِّن معرفةً تخصُّصِيَّةً يَعْمُرها التأصيل الجادُّ في استقرائه العلمي الحصيف في فهمه وتمييزه من ناحية النظر الفكري؛ وإنما يبعر بقلمه بَعْراً؛ فهذا أقولُ له: (بِعيدْ عَنَّك)، ولا أقول له: (أغداً ألقاك؟)؛ لأن بُعْدَه ليس عذاباً!!.. ولهذا استأنفتُ حياتي العلمية بإهمالي الردود عليَّ بثقافة خطَّافيَّة وفكر مخَّاخي بعد أن أقمتُ براهيني ولم أجد الخطافيَّ المخاخيَّ قادراً عليها؛ وإنما عنده استجداءُ خصومي ثقافياً مُذكِّرهم ببعض الخصومات؛ ليرفدوه.. ثم يكذب فيجعل ملاطفاتي الوُديَّة مع معالي الدكتور محمد عبده ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة خصومات.. رحمنا الله جميعاً، والله حسيب على الخطَّافيِّ، وأدعو الله له بالتوفيق والعلم النافع والـمُباح، وأقول: (الله يهيدك)، ولا أقول: (زادك الله بَعْراً).. والمرجَّح لديَّ أنني في هذا الوسط الثقافي الذي أعيشه في فَضْلَة هذا العمر أعيش أيضاً في خصومةٍ عريضةٍ أَحْسَبُ أن أكثَرَها نِعمةٌ بالنسبة لي، وأَحْسَبُ أن أكثَرَها نِقمةٌ على من يعارضني وإن كان فوق مستوى مَن يبْعر بعراً؛ لأنه لم يقنعني بمنطق الخصومة الأولى التي حكمتُ بأنها من أكبر النِّعَم.. وسعةُ هذه الخصومة يكاد يتسرَّب من خِضَمِّها قِلَّةُ الـمُوافِق، ومَن هذه صفته قد يحكم أهل بلده عليه بالشذوذ؛ لأنه لم يرضَ تقليدَهم غيرَهم؛ مما عطَّل مواهبهم؛ فأنا في بلدٍ مذهبه الفقهي حنبلي، ويتحرَّى المنهج السلفي عن طريق أهل الحديث الذين هم من جملة التابعين، ولكنني لستُ حنبلياً ولا حزمياً وإن كنتُ أحب ابن حزم، ولا شافعياً وإن كنتُ أحب الشافعي، ولا جريرياً وإن كنت أحب ابن جرير.. ولستُ حنفياً ولا مالكياً.. ولستُ تابعياً بالعرف في بلدي، ولستُ بدعياً بعرف أهل بلدي في حكمهم على ما يشهدونه في بعض الآفاق.. ولستبصرياً في النحو ينصرف بتحليقه الفكري الحرِّ بإطلاق عن دلالة المادة النحوية، ولا كوفياً (ومذهبهم أحبُّ إليَّ)؛ لاعتمادهم المأثور وتعطيل ضرورة العقل التي تجعل من المأثور نمواً لغوياً هو من أصول اللغة وبنائها ومقاصدها.. ولستُ بغدادياً يُلفِّق أو يُوفِّق بين المذهبين، والأَوْلى الترجيح من مذهبيهما أو من خارج مذهبيهما؛ انقياداً لهداية البرهان.. ولستُ على منهج ابن مضاء القرطبي في الرد على النحويين.. وفي اللغة والتفسير وشرح الحديث وأصول المعارف كعلم الكلام وأصول الفقه لستُ على طريقة المتكلمين ولا على طريقة الحنفية (وفي طريقتهما خيرٌ كثيرٌ يُثري العقل البشري)، ولا على طريقة الحشويين الذين يُسَوِّدُون الصحف بما لا طائلَ تحته كبعض كتب التفسير الموصوفة بالتفسير بالمأثور، وكأكاذيب نسبت إلى ابن دريد في الجمهرة، وكهفوات أبي المظفَّر الليث في كتاب (العين) المنسوب ظلماً وزوراً إلى العبقري الفذ الخليل بن أحمد رحمهما الله تعالى.. ولستُ أُرْخي عنان الفكر التأمُّلي الحرِّ غيرَ مُثقَلٍ بأصول الفن المعرفي عن استقراءٍ كما في منهج ابن جني وشيخه أبي علي الفارسي في أصول اللغة والنحو (وفي تأصيلهما ثراءٌ للفكر في غير موضع تأصيلهما)، وكما في تهويمات الفخر الرازي في تفسيره، وكما في صُداع المغني للقاضي عبدالجبار بن أحمد المعتزلي رحمهم الله تعالى جميعاً.. لستُ هذا كلَّه، ولستُ أدَّعي لنفسي - وأنا الضعيف العاجز - أنني فوق هذا كله.. وستحار أين ستجدني إذن؟!.. والجواب يسير؛ فستجدني إن شاء الله من حيث لا تجد الأعباء التي ستأتي مناسبة للحديث عنها إن شاء الله تعالى، وهي الأعباء التي قيَّدتْ مَن أُصيب بها، وهي التي أدمت قلبي، وهي التي أشعر فيها بالغبن لبعض حملة العلم والقلم في بلادي بالدرجة الأولى، ولولا ما منَّ الله به عليَّ من العزيمة لأُصِبْتُ بالإحباط.. ومن أَهَمِّها: أننا في عصرٍ غَزُرَتْ فيه منابع الفكر، وهي تحتاج من العالم المسلم: أن يكون رحيماً بالأمة الإسلامية، مُريداً الخيرَ لكلِّ البشرية بأن يَدُلَّها على الحقِّ.. وهذا يحتاج إلى عقلٍ متدبِّرٍ ثريٍّ مصدرُه بالخبرة في تخصُّصه، والخبرةِ بما يخدم تخصُّصَه، ويحتاج إلى بناء معلوماته قبل ذلك على تدبُّر الكون في الآفاق والأنفس كما أمرنا الله، وأن يكون قارئاً جيِّداً الفكرَ الطارئَ على عصره: بفهمٍ نيِّرٍ، وأسلوبٍ فصيحٍ بلاغيٍّ يشدُّ الآخر بلا فضولٍ ولاتاكمٍ مملولٍ؛ وهذا يعني أننا بحاجةٍ إلى علماء مفكرين يكونون جزءاً من عموم العلماء الربانيين امتثالاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}التوبة122.. وهذا الفقْدُ لفكرٍ علميٍّ موهوب محايِد إلا عن الحق من الأعباء التي أسلفتها ووصفتها بأنها تُدمي قلبي، ولستُ مقتصراً على كثرة العلماء منذ فَتْحِ كلية الشريعة ودار التوحيد، بل أذكر الكمَّ الهائلَ من طلبة العلم منذ فُتح المعهد العالي للقضاء وفُتحت أبواب الدراسة لأصحاب الألف المهموزة والدال في الأزهر وغيره؛ فما وجدنا إلا ظاهرة التراكم الثقافي على نحو ما كان يردده الدكتور صالح الناصر رحمه الله تعالى، وهو قولهم: (خذ من هذا اللنق(6)، وضع في هذا اللنق، وقل ألَّفه أنا)؛ فهذا هو التراكم البغيض يرددون العلوم المستقرَّة.. ولا سيما كتب الفروع (الفقه)؛ فمنذ استقرت على سبيل المثال موسوعة الفقه الحنبلي في كتاب المغني لابن قدامة رحمه الله تعالى كان ما بعده من مؤلفات تكراراً تراكمياً سوى إضافاتٍ للاستدلال للمذهب، أو ترجيح الروايات فيه، أو إيضاح ما غمض من مقاصد علماء الحنابلة؛ فكثير من طلبة العلم أمناء مع المذهب لا مع البرهان؛ وإنك لتجد مِن هؤلاء الخريجين الكُثُر مَن كان تَخَصُّصُه في النحو أو اللغة وعلومها أو البلاغة أو أصول الفقه.. وهذه العلوم تهبه بإذن الله علماً تخصُّصياً مستقلَّاً عن الانتماء المذهبي الفقهي سوى أصول الفقه؛ فكل فقه مذهبي له أصوله، ولكن الجوامع المشتركة بين مذاهب الأصوليين أكثر منها بين المذاهب الفقهية كالقياس؛ فالمذاهب الفقهية الأربعة متفقة على الأخذ به في الجملة.. وكذلك الفوارق بين أصول المذاهب أقل منها في مذاهب الفقهاء التفريعية؛ ولهذا تجد في بعض المسائل الفقهية ما ينيف على عشرين قولاً.. وهذه الأمور التخصُّصيَّة التي أسلفتُها يصدر عنها المتخصِّص بعلمٍ تخصُّصيٍّ مستقلٍّ عن الانتماء إلى مذهب فقهي، ولكن أصحاب هذه التخصُّصات إذا اتجهوا إلى المسائل الفقهية جعلوا تخصُّصَهم المستقلَّ محكوماً بإرادة الانتماء للمذهب الفقهي؛ فهذا من الأعباء التي تُعطِّل شمول واستقلال المعرفة التي هي معرفة بشرية مصدرها الحواس التي توصِّل الظواهر الكونيإلالعقل، وهي معرفة بشرية شرعية؛ لأن قوامها من الناحية البشرية خصوصيات تلك العلوم المستقلة كالنحو الذي هو تأصيل واستنباط من المسموع من لغة العرب، ولأنها تخدم العلوم الشرعية فهماً وتأصيلاً؛ فهي شرعية من هذا الجانب.. وهؤلاء الخِرِّيجون الفضلاء لا أغمطهم حقهم في التفكير؛ فهم يحسنون الإدراك والفهم لبعض المسائل العويصة في أصول الفقه وعلم الكلام على سبيل المثال، ويحذقون البناء الفكري للمسألة، ولكنهم لا يتعدَّون ذلك بعقلٍ محاكِم، بل يستخدمون هذا الفهم في سبيل الترجيح للمسألة الفقهية أو العقدية على المذهب.. والعقل المحاكِم يسيطر على التخصُّص كالتخصُّص في علم الكلام أو الأصول، وتلك السيطرة بالله ثم بتكوينه العلمي من نظرية المعرفة البشرية، ومن الخبرة التخصُّصيَّة في الفروع التي أسلفتُها، ثم يجعل هاتين المعرفتين حاكمتين على الانتماء المذهبي الفقهي لا العكس؛ وبيان ذلك أن المفكر الحاذق يبدأ تكوينه العلمي بتحريره المعرفة البشرية (بالباء قبل الشين)؛ فيرصد خبرته الشخصية بالعقل الذي يمارس تفكيره: كيف يُدْرك، وكيف يختزن إدراكه، وكيف يُميِّز ويفكِّر ويقارِن بين مخزون معرفته العريضة، وكيف يُكَوِّنُ أحكامَه، وما مقدار ما تصل إليه معرفتُه المحسوسَ، أو ما يصل إليه علمه بأحوال المحسوس وما هو وراء الحس، وما الذي يمتنع تكييفه وتقديره بالكَمِّ، وما حدود المتعيِّن والمحسوس والممكن، ومتى يتوقف ومتى يجزم بالإثبات أو النفي عن يقينٍ أو رجحانٍ؟.. كل هذه الأسئلة التي تقتضي الأجوبة مع أشياء أخرى تركتها كدلالة التخييل والتجريد: هو الذي يُكَوِّن المعرفة البشرية، ويتكون منها العلم بالمعايير وآداب البحث، وهذه الأصول هي التي يجب أن يكون حِذْقها مُقدَّماً على معاناة المعرفة التخصُّصيَّة، وأجلُّ التخصُّصات العلم الشرعي فقد مهَّد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا الرسل قبله عليهم الصلاة والسلام - بالمعرفة البشرية (بباء قبل الشين) وَفْق فطرة المخاطَبين؛ فالبرهان على النشأة الأخرى وأنها على الله أهْون وكلٌّ عليه هيِّن جلَّ جلالُه، وهكذا استبدالُـهم وإنشاؤهم فيما لا يعلمون، وإثارةُ ما يشاهدونه من الآثار المحسوسة كالآيات من سورة الواقعة ابتداءً من قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ }الواقعة58 إلى قوله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ }الواقعة73، وهكذا الآيات البينامن اآفاق والأنفس التي تجدونها في سورة الروم وسورة الطور وسورة النحل وسورة الأنعام وسورة الإسراء ومجمل السور المكية: فكلها إقامةُ حجَّةِ الله بالدلالة على وحدانية الله بصفات الكمال والتقديس وعظمة شرعه وصدق أنبيائه ومسؤولية العقل؛ فهذه هي نظرية المعرفة البشرية التي سبقت نزول معظم الأحكام الشرعية التي توالى نزولها في المدينة المنورة؛ فالناس يُتْقِنون المعرفة البشرية (بالباء قبل الشين) بفطرتهم من جرَّاء إثارة الشرعِ تفكيرَ عقولهم بسليقتهم العربية ومعايشتهم التنزيل؛ فلما ذهبت السليقة احتاج المسلمون إلى علم استنباطي تأصيلي لفهم لغة العرب، وبنوا على ذلك علماً تأصيلياً آخر لفهم دلالة النص الشرعي.. ولما بَعُد العهد عن معايشة التنزيل احتاجوا إلى تدوين التاريخ وتأصيله، واهتموا في الدرجة الأولى بالتأصيل لما هو ثابت النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط اتصال النقل بالعدول الثقات ديانةً وحفظاً، وبشرط خلوِّ المتن من القوادح.. وهكذا نظرية المعرفة البشرية كان يجب أن يؤصَّلَ لها بعد أن أصبح العرب قُرَّاءً كتبةً بعد أن كانوا أمِّيِّين، وبعد أنْ كَثُر الدخيل من تشكيك الأمم المغلوبة بكتبٍ فلسفية وكلامية مكتوبة محرَّرة كثيرة الجدل والتشكيك؛ فإذا كان العلم بالحقيقة أمراً فطرياً في العقل إذا أحسن التفكير فإنَّ ردَّ تشكيك الأمم المغلوبة يحتاج إلى تدوين العلم الحاصل بفطرة العقل بتأصيلٍ لمعارف العقل كتأصيلنا لِما كان يُعرف من اللغة بالسليقة.. ومع الأسف لم يُعْنَ التراث الإسلامي بتدوين المعرفة البشرية (بالباء قبل الشين) والتأصيل لها؛ وإنما وُجِدت أشلاءَ مُبَدَّدةً في علم الكلام وفي علم أصول الفقه وكتب المنطق وغيرها.. ثم وُجِدَتْ لمحات غير كاملة اصطنعت الشك التَّوَسُّليَ أو الذوق الصوفي كالمنقذ من الضلال والقسطاس المستقيم وكلاهما لأبي حامد الغزَّالي رحمه الله تعالى؛ فلما حصلت الفتوح العلمية في الهيئة والأحياء والكيمياء والطب والمنتجات الاختراعية تأصَّلت المعرفة البشرية (بالباء قبل الشين) بتحليل العقل البشري وتحليل مصادره وحصر معايير أحكامه.. وخيرها ما كتبه أهل المذهب العقلي كديكارت مع ما عليها من ملاحظات، ولا التفات لمن اصطنع المذهب العقلي تضليلاً كالفيلسوف اليهودي اِسبينوزا، ثم تفرقت في هذه المعرفة المذاهب ما بين تجريدية وحسية ووضعية واسمية ومثالية ووجودية، ولكن المسلم اليوم يستفيد منل تلك امذاهب بما عنده من زكاءٍ شرعيٍّ (بالزاي) إذا كان عقله حصيفاً موهبةً و تدريباً؛ فهو يمخضها ويستخرج منها (في إطار هداية الله خالق العقول بتنزيله الشرعي) النظريةَ الصحيحةَ التي تُبرز دور العقل بكل مصادره في المعرفة، وترصد بالاستقراء آفاق وحدود معرفته كأن نرصد معرفته وعلمه الذي هو أشمل من المعرفة، ونتبيَّن هل معرفته معرفة إدراك حسي، أو هي علم من الاستنباط الحسي، وهل هي معرفة كَميَّة أو معرفة وصف أو معرفة بالاستنباط من الآثار المحسوسة؟.. وقد رأيتُ بعض الكتب لبعض المثقفين ولبعض رجال العلم الشرعي عن تلك المعرفة؛ فأما الأولى فاحتواءٌ مَحْضٌ بلا محاكمةٍ.. وأما ما كتبه بعضُ رجال العلم الشرعي عن نظرية المعرفة البشرية فوجدت أكثرها على قِلَّته سطحيَّـاً، وليس فيه جُهد للعقل؛ وإنما هي تحليل لبعض النصوص الشرعية، ومن المعلوم أن المعرفة البشرية يُقنَّن لها من تحليل الفكر والحس ثم يكون الشرع مُقَنِّناً للصحيح منها إذا صحَّ دلالةً وثبوتاً؛ ومُؤكِّداً فطرة العقل على ما هي عليه؛ لأن مُنَزِّل الشرع هو خالق العقول سبحانه وتعالى.. على أنَّ كتاب الله آيات بيِّنات هي من حجج العقول، ولكن جاءنا أكثرها بصيغة الخبر أو الاستفهام التقريري أو الإنكاري؛ فهي هداية في بناء نظرية المعرفة، وقد ذكرت كثيراً أن مثل قوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }لقمان11، وقوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}فاطر3، وهكذا أدلة التمانع من سور الإسراء والأنبياء والمؤمنون كلها عن هيئةٍ عقليَّـةٍ لبناء نظرية المعرفة البشرية التي هي نظر العقل وَفْق فطرته التي فطره الله عليها في إدراكه المحسوس، وعلمه ببعض أحوال المحسوس؛ فالمعرفة إدراك مباشر، والعلم تجريب واستنباط؛ فالعلم أبلغ؛ لأنه معرفة وزيادة للمشاهَد، وعلم بوجود المغيَّب بآثاره أو خبرٍ معصوم عن صفاته.. وفطرة الله العقلَ على ما هو عليه هي التي جعلها الله السبيل لتلقِّي الشرع، وقد بيَّنها ربنا غاية البيان: بأن لا يُعَطِّل حِسُّه؛ فهو مسؤول عن السمع والبصر والفؤاد، وأن لا يَقْفُو ما ليس له به علم رجماً بالغيب، وأن يحذر تعطيل فطرة العقل الجالبة للعناد؛ (وذلك بالعصبية والحمية والشهوات)، وإلغاءَ المحكَم بالمتشابِه، والغفلةَ عن النظر في عوالم الشهادة من الأنفس والآفاق آمراً بالهتداء ببان الشرع بالتشمير عن ساعد الجد في تحقيقه دلالة وثبوتاً.. ومن يحمل الشهادة الجامعية مثلاً في علوم الشريعة فالحجة قائمة عليه بسلوك مسلك الاجتهاد بالارتواء من علوم أهل التخصُّص في فروع الشريعة وعلومها المساعِدة، ولا يتوانى ولو لم يَتَّسع عمره إلا لمسائل معدودة، ويتلقَّى ما لم يحقِّقْه من أهل العلم أمواتاً وأحياء بالترجيح وَفْق أصوله التي حقَّقها؛ فإن لم يكتمل اجتهاده في الأصول فهو عامي فيما لم يُحقِّقه فلا يسعه إلا استفتاء أهل عصره مِمَّن نصبهم الإمام للفتوى أو مَن علم بمشاهدته وَرَعه، واستفاض عند أهل عصره عِلْمُه.

قال أبو عبدالرحمن: والفتوى اليوم على الهواء في المذياع أو التلفاز مُحرجة؛ لأن جواب المفتي جاهز، وقد يتحقَّق حضور الجواب في مسائل حقَّقها مما تعمُّ به البلوى.. وهناك مسائل أخرى تحتاج إلى تحقيق؛ فماذا على المفتي لو قال للسائل: (فهمتُ سؤالك، وأعِدُك بالجواب بعد أسبوع أو أسبوعين إن شاء الله.. أو سأُحيل سؤالك إلى أحد الزملاء المتخصصين في هذه المسألة)، وقد غاظني كثيرٌ من الفتاوى بلا علم كالإصرار مع الاستكبار على الحق الذي لفتُّ النظر إليه في هذه الجريدة مُنَبِّهاً مَن زعم أن (الزواج بنية الطلاق جائز)، ولم يُفصِّل للسائل ما يلزمه؛ فيقول: (الأصل في الزواج استدامة العقد ما لم يطرأ ما يقطع استدامته؛ فإن الله أوصى الزوجين المختلفين بوصايا لاستدامة العقد، وآخر الأمر الحَكَمان).. ثم يُبَيِّنُ له: أن الزواج بنية الطلاق حرام بالحكم التكليفي، والزواج صحيح بالحكم الوضعي؛ فهو آثم بنيته مُـحَرَّمة عليه تلك النية، وزواجه صحيح ليس نكاحاً فاسداً ولا سفاحاً.. والإنسان مباح له الطلاق حال الضرورة دون أن يُضمِرَ نيةً قبل وجود الضرورة؛ فإن صارحها بنية الطلاق، وصارحته بنيةِ طَلَبِ الخلع: فذلك من الأمور المشتبهات التي نُهينا عنها، ولا أجزم بأن ذلك هو المتعة المحرَّمة، ولكن أقول: إنه موشك أن يقع في الحِمَى، وحِمَى الله محارمه، وإلى لقاء إن شاء الله، والله المستعان.

الهوامش

(1) قال أبو عبدالرحمن: هو شاعر مغمور، ولكنه في سياق النشرات الشعرية التي ألمح إلى بعضها محمد الجزائري في كتابه (ويكون التجاوز) ص 65/ الصادر عن وزارة الإعلام بالعراق، وهو دراسة نقدية معاصرة للشعر العراقي الحديث.

(2) لغة الشعر العربي الحديث/ مقوماتها الفنية وطاقاتها الإبداعية/ دار المعرفة الجامعية في السويس عام 1998م ص 237 .

(3) قال أبو عبدالرحمن: لعله رحمه الله أدخل الذوق في اللمس؛ لأنه لمس باللسان.

(4) مختصر طوق الحمامة (الذي لم توجد له بعد نسخة كاملة) ص 192 - 193/ دار بن حزم ببيروت/ طبعتهم الأولى عام 1423هـ بتحقيق الأخ الشيخ عبدالحق التركماني حفظه الله.

(5) قال أبو عبدالرحمن: وضعي بقية الشطر في غير أول السطر للدلالة على أننا لم نصل بعد إلى وقفة موسيقية، ووضع النقطة آخر الشطر دليل الوقفة.

(6) قال أبو عبدالرحمن: اللنق عند العامة يعني الشكل والعيِّنة من النوع.

 

ابتسامات ثقافية وفكرية 2 - 4
ابو عبد الرحمن بن عقيل الظاهرى

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة