ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 14/01/2012/2012 Issue 14352

 14352 السبت 20 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الزميل عبدالله الخليفة كما عرفته من سنوات هو باحث متميز وله نشر علمي كثيف، وهو صاحب رؤية علمية، وله معرفة متمكنة من المنهج والنظرية في العلوم الاجتماعية وله حضوره النوعي في اللجان والهيئات العلمية والاستشارية. وعندما فاز بجائزة الملك خالد في العلوم الاجتماعية فهو يستحقها بجدارة لما عمله من أعمال وخدم تخصصه

الدراسات الاجتماعية على المستوى النظري وعلى المستوى التطبيقي.. وعندما فاز زميلنا الدكتور عبدالله بهذه الجائزة شعرنا نحن الباحثين السعوديين بغبطة وسعادة لا يمكن وصفها.. فأخيرا أحد أبناء الجامعة السعودية فاز بجائزة ذات قيمة ومكانة مثل جائزة الملك خالد يرحمه الله..

الدكتور عبدالله خريج جامعة تكساس (أوستن) في الدكتوراة وهي جامعة عريقة في كافة التخصصات العلمية بها، وسبق أن حصل على الماجستير من جامعة كاليفورنيا الحكومية وتربى وتعلم على مدارس علمية في علم الاجتماع وهو التخصص الغائب في جامعاتنا السعودية.. وعاد مفعما بالنشاط والحيوية ليقدم لمجتمعه أفضل الدراسات الاجتماعية التي خدم بها مؤسسات مجتمعية عديدة، وساهم في بناء تصورات حقيقية عن أوضاع اجتماعية مختلفة.. وشخص بمثل هذا المجهود الفكري والعلمي والمنهجي يستحق أن يقف باقتدارأمام مثل هذه الجوائز الوطنية.

إن جائزة الملك خالد التي تميزت بمحليتها بل بوطنيتها قد ساهمت فعلا في تقدير المؤسسات والأفراد في المملكة، وتركيزها على الداخل السعودي، لأن هذا الداخل يمتلك قيما ومشروعات ومعارف على أعلى المستويات الدولية، ولهذا فإن تكريم شخصيات وباحثين هو خصوصية تميزت بها هذه الجائزة.. وهي لاشك مكملة لجوائز دولية أخرى تمنح من مؤسسات سعودية شهيرة..

وجائزة الملك خالد خطت خطوات متميزة في أهدافها وبرامجها، ولهذا فهي تستحق الثناء والتقدير من الجامعات السعودية ومن الباحثين السعوديين على تخصيصها أحد فروعها للعلوم الاجتماعية، ولكن نقترح هنا ان تتبلور الفئات لتصبح شاملة ومتعددة حتى يمكنها أن تتعدد أوسمة التكريم إلى مجالات جديدة وحقول معرفية متعددة، فالجامعة السعودية مليئة بباحثين جادين خدموا تخصصاتهم ومجتمعاتهم على أفضل السبل وبكل الطاقات.. فما نرجوه من هيئة الجائزة التي يرأسها الأمير فيصل بن خالد، ومعه شخصيات ذات ثقل أكاديمي واقتصادي هو أن تتبلور الجائزة في فئات جديدة تعزز ثقافة الوطنية التي تميزت بها الجائزة.

فإدراج تخصصات جديدة إلى جانب العلوم الاجتماعية سيضيف الكثير إلى الجائزة وحضورها على المستوى العلمي الوطني..

ونتمنى أن يكون حفل توزيع الجائزة لحظات احتفالية بالباحث السعودي في التخصصات العلمية والطبية والإنسانية والاجتماعية، وستكون الجائزة هي المرجعية التي يحتكم إليها الجميع، كما ستكون هي مركز وطني لتقدير الكفاءات السعودية في شتى المجالات.. كما ستكون محفلا تكريميا للإنجازات الوطنية التي تأتي البحوث في مقدمة مثل هذا الانجاز الكبير في مشروع التنمية السعودية الذي عايشه الملك خالد بن عبدالعزيز وعاشت خلاله المملكة فترات ازدهار كبير وتنمية شاملة في كافة المجالات..

ونظرا لندرة الآليات في تكريم الإنسان السعودي فستكون جائزة الملك خالد هي المؤسسة التكريمية الأولى في الدولة والمجتمع للمواطن والباحث والمؤسسة السعودية. وما تحتاجه جائزة الملك خالد هو بناء خارطة للتخصصات العلمية في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي واستخراج معارف مشتركة بين الجامعات وقواسم علمية يصاغ منها فئات شاملة تغطي مختلف التخصصات العلمية في الجامعات.. وستكون الجائزة مصدرا معرفيا عن النشاط العلمي بالجامعات السعودية إذ من المفترض أن يواكب مثل هذا التغير قاعدة بيانات ونشرات عن الأخبار العلمية في الجامعات..

والاحتفاء بالزميل الدكتور عبدالله الخليفة هو احتفاء بالباحث السعودي الموجود في داخل الفصول الدراسية وفي مراكز البحوث المتخصصة، والموجود في المجتمع والمتداخل مع هموم وقضايا الناس والمدرك لعمل ونشاطات المؤسسات المجتمعية.. وفوق كل شيء الباحثون (علما ودراسة) في صمت وبلا ضوضاء أو أضواء إعلامية.. فهؤلاء فعلا يستحقون منا التقدير والاحترام، لأنهم أتوا دراسة وبحثا وتعليما وتدريسا ليكونوا باحثين بالدرجة الأولى.. ولهؤلاء - والدكتور عبدالله الخليفة نموذجا - كل التقدير الذي يستحقونها منا.. وما نتمنى في المستقبل القريب أن نرى زملاء الدكتور عبدالله من تخصصات أخرى في واجهة التكريم، لأن الجامعة السعودية تمتلك شخصيات علمية وبحثية قادت التطوير المعرفي والتطبيقي والمهني في مجالات تخصصاتها..

alkarni@ksu.edu.sa
 

الباحثون في صمت: الخليفة نموذجا
د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة