ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 14/01/2012/2012 Issue 14352

 14352 السبت 20 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تقول الخرافات والأساطير اليونانية إن تأليه المرأة وتقديسها - فكل آلهتهم كانت مؤنثة - إنما كانت بسبب أنها تلد وتُنجب وتهب الحياة نسلاً، ولم يكن لليونانيين معرفة بسبب إنجاب النساء فهن - حسب أساطيرهم - ينجبن بمقدرتهن وعظمة ألوهيتهن.

جرت محاولات التمرد على تقديس المرأة بتدنيسها واتهامها بالفساد والخيانة؛ فأسقطت من مكانة التأليه إلى الاستعباد.

صانت الأديان السماوية مكانة المرأة، وساوى الإسلام بين البشر، وجعل المرد في التكريم هو التقوى.

لكن، هل تخلصت ثقافة المجتمعات البشرية من أساطير اليونان؟

كيف تحولت المرأة إلى رمز للشر؟ وكيف صار الخير مستوطناً لجنس الرجل؟

لماذا تحولت الحياة بكل ما رحبت إلى مساحة يرتع فيها الرجل، بينما حدد للمرأة نموذجاً عليها - إن أرادت أن تحظى بلقب العفة والنزاهة - أن تلتزم به، ولا تغادره، وإلا غادرتها كل الصفات الإيجابية، وأصبحت مستباحة، بإمكان أي أحد مهما كان خلقه وعلمه ومكانته أن يرمي بها إلى حيث منزلة لا ترتضيها الشريفة لنفسها.

ارتضت المرأة بالصندوق الصغير أملاً بأن يتسع، وتنفتح أضلاعه بهدوء، ودون أن تمضي الحياة وهي وقود لأحلام لا تجيء!!

لكن الأمور أصبحت أكثر سوءاً؛ لقد سمح الذكور لأنفسهم بأن يجعلوا من المرأة عبوة (ماء نار) يرمونها في وجه الخصوم، وتحولت المرأة دون اختيارها إلى وقود حروب ذكورية، تبحث عن الواجهة والسلطة أحياناً.

وفي كل مرة يحدث هذا يتفاقم شعور النساء بالانكماش والمهانة والتمييز.

لا شرف لرجال يتخذون من شرف النساء وسيلة للتزلف والتقرب وزيادة المريدين والأنصار.

لكن هذا لا بد أن يُبقي وعي المرأة حاضراً بأنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن المكان الذي تضع قدمها فيه، عليها أن تفكر مراراً قبل أن تكون مجرد زجاجة ماء نار يؤتى بها لدلقها في وجه الخصوم. مكانك يكون حيث تختار لنفسك!

f.f.alotaibi@hotmail.com
Twitter @OFatemah
 

نهارات أخرى
المرأة من التقديس إلى التدنيس!
فاطمة العتيبى

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة