ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 15/01/2012/2012 Issue 14353

 14353 الأحد 21 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

في هذا الجو الملبد بغيوم التآمر والأطماع الإقليمية والدولية، والتي طافت برياحها عالمنا العربي والإسلامي تحت مظلة الطائفية السياسية، يرفعون راية العمالة لهذه الأيدلوجية الجديدة، بعلم، أو دون إدراك لأبعادها الهدامة لمجتمعنا المسلم الآمن بألقاب مغلفة «ناشط سياسي، وآخر «داعية حقوق إنسان»، وأخرى «مطالبة بحقوق المرأة»، وغيرها من سلسلة ألقاب تعتمد أساساً على قاعدة «خالف تُعرف».

المواطنة - أيها النشطاء المغردون خارج السرب - لها وجهان متساويان في الحقوق والواجبات، وبلادنا (المملكة العربية السعودية) منحها الله سبحانه وتعالى تميزاً دينياً روحانياً، بأن جعل فجر الإسلام الحنيف يبزغ على الدنيا في سمائها، ويثبت وجود الحرمين الشريفين على أرضها، ويفجر خيرات باطن الأرض في ترابها، ويمنَّ علينا الرحمن بقيادة وطنية مخلصة أمينة تدير بلادنا وتؤمن وطننا بما يأمر به رب العزة والجلال، وحسب الآيات الكريمات لدستورنا؛ كتاب الله وسنّة رسوله الأمين.

وإني أعجب لهؤلاء الذين يرتدون لباساً فضفاضاً غير لباسهم تحت مسمى ظاهره «ناشط» وباطنه عمالة، لجهله وضياعه في عالمه الخارجي الذي اختاره، والذي أتمنى أن تعيده إلى صوابه دعوة الصحوة الوطنية مرحباً به في وطنه وبين أهله ومجتمعه. وأنواع أخرى من هؤلاء المدعين بالنشاط والبعيدين كل البعد عن الانتماء الوطني والولاء لمعنى المواطنة، يبثون سمومهم الحاقدة من أبواق الفضائيات التي أنشئت في أجوائنا لتعكر وحدتنا الوطنية وتخدم أهدافاً أجنبية معادية لأمتنا العربية والإسلامية، واستغلت نفوساً ضعيفة لتوجهها بتأثير الطائفية السياسية المقيتة، وانتشرت هذه الفضائيات الطائفية كالفطر السام تبثها ببرامج حاقدة ترتكز على الأكاذيب التاريخية لغسل عقول عملائها بأفكار مفرقة لمجتمعنا الموحد، وهدفها زعزعة أمننا واستقرارنا وتهديد سلامنا الاجتماعي بدعاوى مفبركة إعلامياً. وهؤلاء الحاقدون أخصائيون في قلب الحقائق وتزويغ الأكاذيب وطرحها في سوق الطائفية السياسية، وتضرب على أوتارها لتحرك شعوره المذهبي الباطن، دون إدراك بأن المجتمع السعودي قوي بإيمانه بالله سبحانه وتعالى، وبوحدته الوطنية، وإخلاصه العميق لواجب المواطنة في الحفاظ على أمن واستقرار وطنه الغالي (المملكة العربية السعودية)، ولا يؤثر فيه نباح وكذب الحاقدين الطامعين.

وطننا العزيز اتبع - ولله الحمد - قادته المخلصون وولاة الأمر فيه مفهوم التطور الاجتماعي المتوازن مع حالة التقدم الاقتصادي، وأثرت وتأثرت بكل الحراكات الإقليمية والدولية، وأوصلت سفينة الوطن إلى مراحل متقدمة كدولة ومواطن بتقديم كل الخدمات الأساسية، فالطاقة الكهربائية شملت كل شبر من أرض الوطن بربط إقليمي مع أشقائنا شعب الخليج العربي، وحققت المعجزة الوطنية بتوفير المياه وسحبها لأكثر من خمسمائة كيلومتر وتقديمها للمواطن بسعر رمزي، بل وأكثر من هذا وبلادنا لا تجري قطرة مياه على ترابه تحققت أيضاً معجزة تكميلية لتوفير المياه ببلوغ المملكة العربية السعودية حالة الاكتفاء الذاتي في الأمن الغذائي. ودخلنا بفخر بمزارعنا الوطنية مرحلة التصدير الإقليمي للخضار والفواكه والتمور والورد الطبيعي، تزامن نهضة شاملة صحية وتعليمية وخدمات اجتماعية. وللأسف دول الجوار الإقليمي المذهبي الطائفي لا زالت تحاول لسنين عديدة يعاني المواطن فيها من انعدام خدمات الطاقة الكهربائية وعلى أرضها تجري الأنهر والبحيرات الحلوة ومواطنها يشرب الماء غير الصحي، والزراعة انحسرت إلى نسب تأخر عالية يعتمد في استهلاكه الغذائي على الاستيراد الأجنبي.

المواطنة كمفهوم اجتماعي وكعقد ارتباطي ملزم لطرفيه بين المواطن والوطن، فله كل الحقوق وعليه كل الواجبات ولا يمكن الفرز أو التمييز بينهما. فالمواطن الصالح من يرخص الروح والمال من أجل الذود عن الوطن وحمايته من كل حاقد كاذب، والتحصن بمناعة المواطنة من كل صنوف العمالة للأجنبي تحت أي مسمى أو صفة، وأن لا يفتح لهذا المعتدي الطامع أي منفذ أو نافذة للتدخل في النسيج الوطني بوباء إجرامي جديد قديم تروّج له أبواق هذه القوى المعادية تحت مسمى الطائفية السياسية المقيتة. حمى الله أمتنا العربية والإسلامية من تأثيراتها الإجرامية، وحفظ الله لنا صقر العروبة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتنا الرشيدة وشعبنا العربي السعودي الوفي المحصن بوحدته الوطنية المتينة بإذن الله.

- عضو هيئة الصحفيين السعودية - جمعية الاقتصاد السعودية

 

وللمواطنة واجبات أيضاً
عبد الاله بن سعود السعدون

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة