ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 15/01/2012/2012 Issue 14353

 14353 الأحد 21 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

صغار يبتكرون قصصا كل ليلة في منامهم.. يستيقظون بحكاياتها...

ولا نكاد نتخيل أن الواقع قد خص بكرمه صغار الأحياء بهذا الكم من بذور تكوينهم النفسي, والفكري, والوجداني.. حتى تأتينا قصص ما يرون في منامهم....

فهذا جندي يقتل في منامه صقرا، فتلتف عليه صغار الطيور، والأرانب, والجرابيع لتقدم له الشكر،..

فإذا الشكر وليمة ضحي فيها بعضهم بجسده، ليشويه ويأكله..

إمعانا في التعبير له عن شكرهم أن قضى على الصقر المرعب، الذي يهدد حياتهم في الحي..

وذلك غواص, يوصل تيارات كهرباء لشواطئ الأعداء ليصبحوا وقد احترقت مدنهم..

حتى إذا ما عاد لشاطئه وجد صغار الصيادين قد اجتمعوا للاحتفاء به على طريقتهم،.. وجبة سمك، وأغاني الصيد..

وتلك الصغيرة التي تنهض فزعة من نومها, وقد شاهدت فيه قصة خنق أمها على يد جارهم الشرير الذي يسرق كل يوم من حديقتهم شجرة، بعد أن يتسلل حاملا سلاحه, ويتسلق سور بيتهم.. يرتدي كما الجنود الإسرائيليين الذين تراهم..

فإذا هي بأمها نائمة في دعة، لا يقلقها واقع حلم صغيرتها...

و..و..

إن خوف الصغار من مشاهد الأخبار، وروايات الكبار عن الأنباء، والأحداث أمامهم.. قصص واقع رعب، وفقد، ودمار.. لكل شيء: الأخلاق، والقيم، والمدن، والعلاقات، والسلام، والأمن، يجعلهم لا يتذوقون واقع طفولتهم، لأنهم مع كل ما تقدمه لهم التقنية، والصناعات المتقدمة، ومنتجات الفكر البشري في إصدارات الألعاب, والأجهزة، والوسائل، إلا أنها تقدم لهم مع ما يقدمه نقاش الكبار الذي يسمعونه، ونشرات الأخبار المصورة، وبرامج الحوارات المتشنجة، ما يفيض عن استيعابهم، ويهيمن على باطن وعيهم, ويستقر في مخابئ دواخلهم، ومن ثم يمتزج, ويطبخ، ويقدم لهم من ثم في رقادهم.. ليصبح حديث الصباح..

فأي حديث...؟

وأي صباح...؟

إن كان مكنونهم على نحو هذا..

وصباحهم الذي كان مستقبلهم, يتصبحون به في كل يوم، بكل هذا الحصاد..؟

 

لما هو آت
أي حلم.. وأي صباح...؟
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة