ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 17/01/2012/2012 Issue 14355

 14355 الثلاثاء 23 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

في أمسية وفاء فردية نادرة
الضويحي يحتفي بمديريه من الا بتدائية حتى الجامعة

رجوع

 

كتب - فيصل العواضي / تصوير - مترك الدوسري:

الوفاء صفة إنسانية من أنبل الصفات وأجل مكارم الأخلاق بل هي زينة الأخلاق ودرة تاج المكارم وأول ما تباكى ويتباكى عليه الناس هو الإحساس بغياب الوفاء وافتقاده وسيادة المفاهيم العكسية من غدر وخداع وما شابه بدعاوى مبررة أحيانا وبدون حياء ولا خجل أحيانا أخرى.

ومن أعظم الوفاء الاعتراف بالفضل لأهله ممن صنعوا تاريخاً وتركوا بصمات واضحة في حياة بلدانهم وأبناء أوطانهم من مبدعين في شتى المجالات وفي مقدمة أولئك المعلمون الذين قال فيهم أمير الشعراء أحمد شوقي

أرأيت أنبل أو أجل من الذي..... يبني وينشئ أنفسا وعقولا

ولطالما شكى المعلمون الغبن واشتكى المربون من التجاهل والنسيان ونجد البعض منا ينساهم حتى إذا توفي أحدهم قالوا كان وكان وكان لكن ليلة من ليالي الوفاء خالفت المألوف وأعادت لهذه المنقبة الإنسانية بريقها، هي ليلة تجلى فيها الوفاء المتبادل بين تلميذ وأساتذته من الابتدائية حتى التخرج من الجامعه تلك هي الليلة التي كرم فيها الزميل الصحفي الأستاذ عبدالله الضويحي أساتذته واحتفى بهم مع وقفات من ذكريات مقاعد الدراسة في الابتدائية ثم المتوسطة فالثانوية والجامعة.

في إحدى صالات نادي ضباط قوى الأمن بالرياض التقى مجموعة من المربين الفضلاء بمناسبة فاض فيها الود وخلت من أي تكلف لأنها جسدت لقاء تلميذ بمدرسيه ومربيه وسط حضور مشهود.

بدأت الأمسية بكلمة قدم فيها عبدالله الضويحي مدير مدرسته الابتدائية الأستاذ والمربي سعد بن عبدالله الدلقان مدير مدرسة الخالدية الابتدائية وخاطب من كرمهم قائلا الحمد لله الذي أمد بعمر أساتذتي ومنحني هذا الفضل بتكريمهم والحمد لله الذي أمد بعمري وهداني إلى هذا الموقف الذي أقف فيه اليوم متذكراً وقفتي بين أيديكم أستمطر معلوماتكم وأستلهم توجيهاتكم، واليوم أسدي لكم الشكر وأقف هنا شاكراً لكم تلطفكم بمنحي هذا الشرف بقبول دعوتي إلى هذا الموقف الرمزي لأقدم بعض الواجب.

وأعاد إلى الأذهان موقف وفاء اغرورقت فيه عيناه بالدموع وهو يتحدث عن والدته هيلة بنت عثمان المنيع رحمها الله التي وصفها بالحافظة المجودة وقال بأنها كانت أستاذه الأول في تعليم القرآن والتعامل مع الحرف مما أهله لاختصار المرحلة الدراسية الابتدائية في سنوات أقل ووالده الشيخ محمد الضويحي مثله الأعلى في كثير من جوانب حياته، ثم انتقل إلى وصف أسلوب أستاذه سعد الدلقان الذي كان يقيم الطالب من خلال قراءته للقرآن الكريم ومعرفته للحساب فإذا أجاد هذين فبقية العلوم تحصل وقد أمضى الأستاذ الدلقان قرابة الأربعين عاماً في سلك التربية والتعليم ثم سلم الضويحي الأستاذ الدلقان درعاً تكريمياً بعدها ألقى الدلقان كلمة حيا في مستهلها أستاذه عبد الرحمن بن عبد الله العبد الكريم مدير مدرسة شقراء الذي قال إنه عندما كان تلميذاً صغيراً في المدرسة التي يديرها العبد الكريم كان يلعب مع زملائه لعبة المدرسة ويقلد المدير وكانت أمنية حياته أن يصير مدير مدرسة مثله وقد حقق الله أملي وصرت مديراً ووصف مهنة المعلم بأهم مهمة كون أغلى ما يملك الناس أبناؤهم يضعونهم بين أيدي معلميهم وقد كنت أحرص على التربية قبل تعليم الحرف والرقم وسجل الشكر للأستاذ الضويحي الذي قال إنه كمل بوفائه تقصيرنا.

انتقل بعدها الضويحي إلى الأستاذ عبد الرحمن بن عبد الله الشويعر مدير مدرسة ابن خلدون الابتدائية الذي وصفه بصاحب أقدم مشروع تغذية مدرسية في المملكة حيث كان الطالب يحصل على ساندوتش وكوب من الحليب بأربعة قروش باليوم، ومن القصص الطريفة التي أتمنى من أستاذي عبد الرحمن الشويعر أن يحدثنا عنها أنه جاءه الطلاب ذات يوم وقالوا له يا أستاذ في واحد أسمر طويل يجيء كل يوم يشتغل معنا يجهز السندوتشات ويطلع وما ندري من هو؟ وتم تكريم الأستاذ عبد الرحمن الشويعر بدرع تذكاري وتحدث الأستاذ عبد الرحمن قائلا: كم هو جميل أن نلتقي في هذه الأمسية الجميلة في لفتة وفاء كريمة مع إخوة أعزاء جمعتنا رسالة نبيلة هي رسالة التعليم أما ما أشار إليه الأستاذ عبد الله الضويحي فقد كان الأستاذ محمود عابد يأتي من الوزارة ويشارك الطلاب إعداد طعامهم ويذهب رحمة الله عليه وقد كانت مدرسة ابن خلدون مبنى طيني وأخذنا 3 غرف من المعهد العلمي وفي السنة الثانية أخذنا المبنى كاملاً وكان من أحدث المباني.

اليمامة الثانوية هي التي احتضنت الضويحي طالباً والتكريم هنا للأستاذ عبد الرحمن بن سعود العجاجي مدير اليمامة الثانوية الذي قال عنه الضويحي حازم في أوقات الشدة لين في حالات اللين وكان لا يميز بين طالب وآخر وكانت ثانوية اليمامة إبان إدارته لنا مقصد الكثيرين من الطلاب وأولياء أمورهم من كافة أنحاء مدينة الرياض وكان له موقف حاسم في الحفاظ على موقع ثانوية اليمامة بمكانها الحالي بعد إزالة مبناها السابق فقد كانت ستنقل إلى مكان بعيد وألمح الضويحي إلى موقف لا يعرفه الكثير وهو أن الأستاذ العجاجي ضحى بدراسته العليا من أجل اليمامة وتحدث الأستاذ عبدالرحمن العجاجي وأثنى على بادرة الضويحي وقال لئن كان عبدالله تلميذاً لنا فقد كنا تلاميذ له من خلال كتاباته الشقية الشيقة وقال إن موقع اليمامة هو الذي أهلها إلى أن تكون عامل جذب وليس مديرها إلى جانب توافر الإمكانات والمدرسين الأكفاء حيث كان بها 8 معامل وكان العلمي في الثانوية 14 فصلاً بينما الأدبي فصلان فقط وفي كثير من الأعوام كان نصف العشرة الأوائل من اليمامة.

ووصل التكريم إلى معالي الدكتور محمد الأحمد الرشيد الذي كان عميداً لكلية التربية أبان دراسة عبد الله الضويحي بها والدكتور الرشيد غني عن التعريف من خلالا مسيرته التعليمية إلى أن وصل إلى رتبة وزير للتربية والتعليم وقد تحدث الدكتور الرشيد عن الوفاء وأجاد التأصيل له كما تحدث عن كلية التربية وأشار إلى بعض المبادرات التي قامت بها ومنها اقتراح مقرر الثقافة الإسلامية واللغة العربية على طلاب الجامعات بمختلف تخصصاتهم وقدمت مذكرة من الكلية وتم الاستجابة لهذا المقترح بدءا بجامعة الملك سعود ثم عمم على جميع الجامعات.

على هامش الفعالية تحدث الأستاذ إبراهيم الصقعوب وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون الإذاعة عن ثقافة الوفاء فقال: للأسف أن ثقافة الوفاء تغيب طويلا ثم تستيقظ فجأة في بعض الأحيان وعندما تستيقظ يدرك الجميع أهمية المحافظة عليها، ثم تعود تغفوا من جديد وبالتالي فإنه من المهم أن يكون هناك آلية واضحة للتكريم في كل المواقع الحكومية والتعليمية والثقافية والرياضية لأننا عندما نكرم شخصاً نحن نكرم أنفسنا ونكرم القيم التي تربينا عليها وبالمحافظة عليها يظل المجتمع متماسكاً وقوياً ويحترم رموزه، الآن اختفاء الرموز من أصعب الأشياء في أي مجتمع.

الدكتور فهد العليان شارك من جانبه بالحديث قائلاً مثل هذه الفعاليات والمبادرات لو كنت في وزارة التربية والتعليم لاخترت هذه الأمسية كنموذج يعمم على الطلاب من خلال قصص موجودة على أرض الواقع ويعيشها جيلنا المعاصر لا نقول كان زمان ويا ليت الوزارة تفعل هذا وننمي في نفوس أبنائنا في مختلف مراحل التعليم حب المعلم واحترامه وأنه أيضا بمثابة الأب وفي نفس الوقت أيضاً أتمنى أن يقوم المعلمين بدورهم لأننا لا نريد منهم أن يكون ناقلوا معرفة وإنما مربين وإن شاء الله هم أهلا لهذه المسؤولية ولكن نحتاج مزيداً من ترسيخ قيم التربية والتعليم.

انتهى برنامج الاحتفال لينتقل الجميع لتناول طعام العشاء وسط جو من الاحتفال العفوي حيث التقى البعض وهم منقطعون منذ زمن وكان الجميل احتفاء الجميع بالأستاذ عبدالعزيز المنقور الملحق الثقافي السعودي في أمريكا لسنوات بداية البعثات التعليمية.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة