ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 19/01/2012/2012 Issue 14357

 14357 الخميس 25 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عنـد إقــرار الموازنات المالية السنوية للدول؛ فإن الحكومات لا تضع في اعتبارها مخاطر الكوارث ولا تدرج ضمن خططها التنموية مخصصات مالية للحد منها، أو لعلاج آثارها، وقد تواجه خسائر اقتصادية وبشرية لم تحسب حسابها.

يقول جيغيلوس، المنسق الإقليمي للحد من مخاطر الكوارث في برنامج الأمم المتحدة للتنمية (إن الاستثمار في مجال الحد من مخاطر الكوارث هو استثمار في التنمية).

وقد قدّر خبراء في مجال البيئة مجمل الخسائر الاقتصادية العالمية خلال عام 2011م بما يزيد على مائتين وسبعين مليار دولار، وشكلت آسيا 90% منها، والخسائر مرشحة للزيادة بحسب مجلة ميدل إيست أونلاين. وحينئذ استحقت اعتبارها القارة المنكوبة!

والحق أن الكوارث الطبيعية التي وقعت في قارة آسيا خلال العام الماضي تعد أكثر الكوارث تكلفة على الإطلاق، وربما لم يعاني العالم من قبل مثل هذه النكبات الاقتصادية.

وإذا علمنا أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الزلازل التي وقعت في نيوزيلندا واليابان والفيضانات الغزيرة في أستراليا وبقية آسيا في التسعة أشهر الأولى من عام 2011م قد بلغت حوالي 259 مليار دولار، فإن المفاجأة كانت في قيمة المؤمَن عليه التي لم تتعدَ مبلغ 52 مليار دولار، وفقاً لشركة التأمين العالمية (ميونخ ري) التي تغطي التأمين ضد الكوارث الطبيعية. وقد وصلت خسائر زلزال تسونامي اليابان فقط 220 مليار دولار وهي الجزء الأكبر من الخسائر.

وجاء في ثنايا تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة آسيا والمحيط الهادي أن الفيضانات غير المسبوقة في بلدان جنوب شرق آسيا هذا العام سببت خسارة في الناتج التراكمي تقدر بنحو 6.3 مليار دولار وهو ما يشكل 0.9% من الناتج المحلي الإجمالي لكل من كمبوديا وجمهورية لاو الشعبية الديموقراطية والفلبين وتايلاند وفيتنام!! وقُدرت إجمالي الخسائر الاقتصادية في تايلاند من جراء الفيضانات بالمليارات. وتعد الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة على مستوى العالم!!

وفي ظل التزايد السكاني واستمرار التوسع العمراني في المناطق المعرضة للكوارث فإن نسبة المخاطر الاقتصادية والبشرية في تنامٍ، بينما لا تزال التغطية التأمينية في العديد من بلدان المنطقة منخفضة للغاية لدرجة لا تتوفر معها الحماية الفعالة من المخاطر. وإذا احتسبنا تكاليف الإنعاش وإعادة التأهيل فإن ذلك يضاف عبئاً ثقيلاً على تلك الدول المعرضة لمخاطر الكوارث، ويشكل ضغطا اقتصاديا رهيبا على الحكومات التي ستتصدى للمخاطر المستقبلية.

ما يؤلم ويوجع هو أن الفقراء هم الأكثر تضرراً من الخسائر الاقتصادية، وهم يتركزون في قارة آسيا، بل إن 43% من سكان آسيا يقيمون في المناطق المعرضة للكوارث مما يستوجب توسيع نطاق التغطية التأمينية للكوارث الطبيعية.

وفي الوقت الذي لازالت دفوف سيول جدة تدق في آذاننا؛ فإن بعض الدول تقرع في قلوب شعوبها طبول الفيضانات. نسأل الله اللطف بهم.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
خسائر الكوارث الطبيعية
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة