ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 19/01/2012/2012 Issue 14357

 14357 الخميس 25 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

قراءة في نصوص حليمة مظفر (حبة عنب)
عمرو العامري

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في (نصوص) الإعلامية والصحفية والكاتبة حليمة مظفر المسماة (حبّة عنب) نجد شتات الإنسان (المرأة تحديدا) أو كما تسميه حليمة (البقايا الآدمية) في مدن قاسية (مدن بلا حنجرة) تستلب روح الفرد وتستبيح هويته فما يعود يدرك من هو ولا ماذا يبتغي, ويظل يتحايل على استنقاذ جزء من الحب والحياة, ولهذا فهي تهدي هذه النصوص للذين (يطمعون في حبة عنب وتين وبعض موسيقى ) ويعبرون على صراط نُصب بالمقلوب, متطهرين قبل الدخول بماء وسدر كما تقول.

تقول في البدء: (لطالما تذهلني تلك البقايا الآدمية الصارخة داخل أجسادنا) والتي ترى حليمة أنها لولا إبليس اللعين لبقيت في جنة الخلد, ثم تتسائل: ترى كم من إبليس «داهية» له «أذن» و»لسان» و»عين» يسكن لحومهم, وتعترف أنها غاضبة ومنفعلة دون أن تدري لماذا؟؟ لكننا كلنا نعرف لماذا!

لكنها تعود وتحدد من هم الذين يبقوننا في بقايا آدمية وتقول عنهم: (فلا آمنوا بوجوهم ولا عرفوا ملامح الراقصين أمامهم ,قصروا ثيابهم ونسوا أن يغتسلوا في ماء طهور, يسكنون أرضنا ولا يحسنون صنعا سوى ما يفقهونه من قول بليغ وبعض عبوس ثقيل, يشربون كل هذه الهرقطة مع الماء ولا يظمئون, ثم يكتبون دون بقايا آدمية).

ثم تعود في خاتمة الكتاب وتتسائل )هل هناك بقايا تاريخ لبقايانا الآدمية لم يكتب بعد؟), ولأنها تدرك أن الكثيرين قد يختلفون معها فهي وبكل شجاعة تقول للذين لا تعجبهم (تخاريفها) كما تقول (وإن أصبتك بالملل أو الغضب أعلن ثورتك كيفما تشاء, لكن رجاء لا تخبرهم عن بقايا إنسان سقط من كتب التأريخ وعاش في مدينة بلا حنجرة).

نصوص حليمة هي صرخة إنسان (امرأة تحديدا) ضد الأوهام التي تستعيد تأريخا مزوراً وتكتب تأريخاً مزوراً آخر, تكتبه الروايات الكاذبة والجرائد التي يغتالها طهر مقص الرقيب الصدىء, وهي تقول في نص (في مدن الوهم ..صخب):

(حتى قصاصات الجرائد المصفرة تلك

لاشيء يعبرها سوى ضجيج طهر المقص الصدىء

حتى الصمت في محرابك خاشع

ومعارك الفرس والإغريق والرومان

وكل أبطال تأريخك المهترىء

جميعهم خاشعون في مدن الوهم).

الكاتبة حليمة وكما نعرفها دائما مسكونة بهاجس المساواة وهموم المرأة, هذه المرأة التي يراها المجتمع عبئا ليس على المجتمع بل حتى على أهلها أحيانا.

صحيح لا أحد يختار القدر ولأن قدر الأنثى أن تكون أنثى فإن حليمة و(على غير العادة) تبدو مهزومة هنا وهي تقول:

(يا أنوثة طغت في ملامحها نسمات من وجل وطين

هبيني الماء كي أرتوي

أو السلام في تابوتي

ولا تجعلي مني قربانا يدفنه

شر

قنا

(هكذا كتبت شرقنا).

غير أن الأنثى والشاعرة والمرأة المتمردة يسقطها الحب, وهي تعترف به ولا تنكره, بل وتتوسله كما في النص (القصيدة) المسماة حبة عنب

(سأخضع لك

يا رائحة الطين في جسدي

سأخضع لك

في وجل وأنظر إليك ساعة عمر واحدة

حسبنا واحدة

أبيعك فيها تجارة أعوامي

.......

إلى أن تقول (حبيبي أشعر بالحب غنِّ لي).

لكن هذا الغناء لا يستمر طويلاً وتعود لهاجس المرأة وهموم المرأة المرأة (النطفة النتنة) (المراهقة الزئبقية) و(مجرد صور) وباقي النصوص الفاضحة لظلم الأنثى.

( أخبرته

عن يتيمة قابلتها في الحرم المقدس

توسدت بعباءتها الطريق

لا دار تملكها ولا قريب

سوى ورقة مصفرة

كتبوا فيها رقم هاتف ناقص تحت عنوان كبييييييييير

«جمعية حقوق الأنسان»

تقبضها بيد خائفة أن تضيع.

هذه هي حليمة في كتابها أو ديوانها أو نصوصها كما تقول والصادر عن دار طوى في ثمانين صفحة من الوجع, مكتوبة بالحبر ولم يشفع لها أن تسميها حبة عنب أو حبة سكر أو حبة كرز.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة