ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 19/01/2012/2012 Issue 14357

 14357 الخميس 25 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

في مقالتنا السابقة وعدنا القارئ أن نبين له الفرق بين التأصيل والماضوية أو بمعنى أكثر وضوحاً الفرق بين الأصالة والرجعية لاسيما حينما انتقد أحد الأصدقاء اهتمامي بـ(العرضة) بقوله: إلى متى نبقى مأسورين للفنون التي تنهض على أدوات وآلات ومعانٍ متخلفة؟! لذا أقول له اليوم إننا لسنا أكثر تطوراً وتقدمية من الشعب الأمريكي والذي كان جله ضد الفنون الريفية باعتبارها فناً متخلفاً لا لزوم له في عالم (الراب والبلوز والغتيار والبوب) وكان الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء يتفقون على كراهية (موسيقى الكاونتري) أي موسيقى الريف التي كانت تذكر الأمريكان بالكاوبوي أو (راعي البقر) العنجهي المترنح الذي يطلق النار كيفما اتفق وبكل الجهات وإن لم يجد ما يتحرك على الأرض صوب مسدسه للفضاء لإسقاط النجوم(!!) ولكن الشعب الأمريكي انتبه أخيراً إلى هذا الفن المهجور والمهمل عندما نظم الرئيس الأمريكي أوباما وزوجته مهرجاناً لفن الكاونتري في البيت الأبيض وإعادة الاعتبار لذلك الفن الأمريكي (الأصيل) بعد ذلك تسابق الفنانون التقدميون إلى إحياء هذا الفن أمثال مغني الراب (ايمينام) وتايلور سويفت اللذين باعا أكثر من عشرين مليون إسطوانة!! الأمر الذي جعل الكثير من نجوم الغناء الأمريكي يتجهون إلى هذا الفن (الرعوي) والذي حسب نقاد الفن هو (الدرع في وجه انحلال الهوية الأمريكية) لذلك اختيرت المغنية (تايلور سويفت) فنانة العام في جائزة أمريكان ميوزك للعام (2011م) لأنها أعادت للروح الأمريكية الجليدية قصص الحب السعيدة والريف الجميل والضمير النقي والإنسان البسيط ولكن مغنّي الراب الشهير (كاين وست) اعترض على شرعية هذه الجائزة مما حفز رئيس البلاد أوباما نفسه أن يدين هذا التصرف لأن (هذه الفنانة غير المدعية هي الوجه البريء الذي أجمع عليه عمق البلاد) الذي يؤوي ملايين المواطنين الذين ضربتهم الأزمة الاقتصادية وصلف (النافذين) حين ينصتوا إلى موسيقى شعبية ذات لازمات حنينية يجدون فرصة مناسبة للاحتفال بـ(أمريكانيتهم) حسبما جاء في صحيفة الـ(موند ديبلوماتيك) وفي عددها المترجم الأخير.

يبقى القول إن (الكاونتري) كانت بالأخص هي موسيقى الجنوب باعتباره الموئل القديم للرجل الأبيض ولما أصبح هذا الرجل هو المسيطر على أمريكا الآن فقد أصبحت تعني الشعب الأمريكي كله لذا فإن العرضة النجدية والقزوعي الجنوبي والهولو الشرقي والدحة الشمالية والكسرة الحجازية هي فنون (خالدة) لأنها تعبر عن روح الوطن مهما اختلف الإيقاع ولا نقول (تخلّف الإيقاع كما قال صاحبي)!!

 

هذرلوجيا
دحة (كاونتري) عرضة (2)
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة