ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 19/01/2012/2012 Issue 14357

 14357 الخميس 25 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

ما معنى أن تكون الجهة مستقلة؟ يعني أنها مستقلة في ميزانياتها ومواردها المالية، وبالتالي تكون مستقلة في قراراتها بشأن البحث وموضوعاته، والدراسات ونشرها، والسير بشكل متوازن نحو المنهج العلمي الحقيقي المستقل.

فما معنى أن تكون قيمة أوقاف جامعة عريقة، كجامعة هارفرد 32 مليار دولار، وبما يفوق ميزانيات البنوك السعودية مجتمعة؟ كما أشار الأكاديمي الدكتور إبراهيم البعيز؟ معنى ذلك أنها لا تحتاج إلى دعم من الحكومة الأمريكية لتنفيذ مشاريعها العلمية والبحثية، لا تحتاج دعماً حكومياً للتوسع في طاقاتها الاستيعابية والإنشائية، لا تحتاج دعماً حكومياً لاستضافة مؤتمر أو ندوة، لا تحتاج دعماً حكومياً لبيع أو شراء براءات اختراع، لكن المهم هو كيف يعمل الهيكل الإداري والتنظيمي في هذه الجامعة وغيرها من الجامعات الأجنبية، كيف تُدار، فما جدوى أن تتحول سطوة الصرف على الجامعة من الحكومة إلى مدير الجامعة مثلا؟

أعتقد أن استقلال المؤسسات العلمية والأدبية هو الخطوة الأهم في ثقافة المجتمع وتطوره، لأن هذه المؤسسات ستكون هي أهم مؤسسات أي مجتمع مدني، تعمل مؤسساته باستقلال ونزاهة وحرية، وتتخلص من الرقابة عليها، لكن الأهم هو كيف تبقى الرقابة المالية على موارد هذه المؤسسات، وكيف تخضع لإشراف المكاتب المحاسبية القانونية، كيف لا تضيع موارد أوقافها في دهاليز الفساد المالي.

لاشك أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك سعود، هما الجامعتان اللتان دخلتا هذا المنجز المالي أخيراً، فجامعة الملك سعود، والتي تملك الآن أوقافاً بقيمة ثلاثة مليارات ريال، وسيضاف إليها أوقافاً جديدة قيمتها ستة مليارات ريال، هي تسير بثبات في طريق الاستقلال المالي، والاكتفاء الذاتي بمواردها المالية، لكن الأهم هو كيف سينعكس ذلك على مخرجاتها خلال العقد القادم من السنوات؟

أعجبتني فكرة إحدى الجامعات الأمريكية التي طلبت من إحدى دفعاتها القديمة من الخريجين التبرع لتمويل أحد مشاريعها، فحصلت على 620 ألف دولار، وهل يمكن أن تجدي هذه الفكرة هنا، كاعتراف بالفضل من هؤلاء الخريجين على ما قدمته لهم الجامعة من فرص الدخول مبكراً إلى سوق العمل؟ أظن ذلك.

الأمر الذي يحزنني هو تباكي رؤساء الأندية الأدبية بسبب شح الإيرادات الممنوحة لهم من وزارة الثقافة والإعلام، وفي الوقت ذاته، يحاربون الوزارة ويتهمونها بمحاولة السيطرة عليهم والتحكم بهم، والأمر في منتهى البساطة، أن تستقل مالياً كي تستقل إدارياً، تماماً كما يفعل الأبناء، يكونون تحت جناح أبيهم وسلطته، إلى أن يستقلون وظيفياً، فلماذا لم تقم الأندية أو على الأقل، الأندية الكبرى، كالرياض وجدة والدمام، بالتفكير بإنشاء مقرات لها تتضمن أوقافاً تمول النشر فيها؟

أتذكّر أنني زرت مقر اتحاد الكتاب العرب في دمشق قبل سنوات، وفوجئت بعمارة كبيرة مكونة من سبعة طوابق، اتخذ الاتحاد فيها طابقاً واحداً فقط كمقر له، بينما استثمر الطوابق الأخرى في العمارة في الاستفادة من ريع إيجاراتها، ماذا لو فعلت الأندية الأدبية لدينا مثل ذلك، ومن ثم طالبت بأن لا تتدخل الوزارة في شؤونها؟ حتماً سنقف كلنا في صفِّها، بل لن تملك الوزارة حق التدخل فيما تفعله الأندية وما لا تفعله، لأن سيطرة الصرف عليها قد زالت.

 

نزهات
كيف يستقل البحث العلمي والأدبي؟
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة