ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 20/01/2012/2012 Issue 14358

 14358 الجمعة 26 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

الإسلام حث على الفرح والسرور بين الحضور
حفلات الزواج بين «الصمت المطبق» و»الثرثرات الجانبية»!!

رجوع

 

الرياض - خاص بـ(الجزيرة)

يلاحظ على مناسبات الزواجات في السنوات الأخيرة أنها أصبحت جامدة لا تعبر عن مظاهر السعادة والفرح التي من المفترض أن يعيشها الحاضرون للزفاف والمحتفلون به سواء من أهل الزوجين وأقاربهم أو المدعوين لهذا الحفل، بل إننا يمكن تشبيه كثيرٍ من حفلات الزواج هذه الأيام بالمآتم، نظراً لما يشاهد على وجوه الحاضرين لها، وأنه لابد أن نعيد لهذه الحفلات رونقها ومظاهر الفرح والسعادة التي غابت عنها، وفق ما شرعه الله، وبيّنه صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى إظهار الفرح والسرور في المناسبات التي يحتفل بها المسلمون ومنها حفلات الزواج، عدد من ذوي الاختصاص تناولوا هذه القضية.. فماذا قالوا؟!

مناسبات فرح وسرور

يؤكد الشيخ محمد بن سليمان الهاجري مأذون الأنكحة وإمام وخطيب جامع المقرن بالبديعة: أن الأعراس من المناسبات والمواضع التي يجب أن يعلوها الفرح والسرور والمؤانسة.. ومما يساعد على ذلك: احتساب الأجر في الحضور وعدم الحضور مجاملة أو على مضض, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حين أخبره أنه تزوج: «أوِلْم ولو بشاة» (متفق عليه) ولقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا دُعي أحدكم إلى الوليمة فيأتيها) متفق عليه، وقد يكون الحضور واجبا وقد ذكر فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله شروط إجابة الوليمة فقال: يجب على من دعي لحضور وليمة العرس أن يجيب الدعوة إذا توفرت فيها هذه الشروط:

الشرط الأول: أن تكون هي الوليمة الأولى، فإن تكرر إقامة الولائم لهذه المناسبة، لم يجب عليه حضور ما زاد على الأول، لقوله صلى الله عليه وسلم «الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث رياء وسمعة» (رواه أبو داود وغيره). وقال الشيخ تقي الدين: «يحرم الأكل والذبح الزائد على المعتاد في بقية الأيام، ولو العادة فعله، أو لتفريح أهله، ويعزر إن عاد»، والشرط الثاني: أن يكون الداعي مسلماً، والشرط الثالث: أن يكون الداعي من غير العصاة المجاهرين بالمعصية الذين يجب هجرهم، والشرط الرابع: أن يعينه الداعي بالدعوة ويخصه، بأن لا تكون الدعوة عامة، والشرط الخامس: أن لا يكون في الوليمة منكر، كخمر وأغان ومزامير ومطربين، كما يحصل في بعض الولائم في هذا الوقت. فإذا توافرت هذه الشروط وجبت إجابة الدعوة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «شر الطعام طعام الوليمة، يمنعها من يأتيها، ويدعى إليها من يأباها، ومن لا يجب، فقد عصى الله ورسوله» (رواه مسلم) أ.هـ

كذلك مما يشرع للنساء الضرب بالدفوف في الأعراس. لقوله عليه الصلاة والسلام: فصل ما بين الحلال والحرام الصوت بالدف. رواه أحمد وغيره، وحسنه الألباني. وقوله عليه الصلاة والسلام: أعلنوا النكاح. رواه ابن حبان وغيره، وحسنه الألباني. وروى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها زفّت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة أما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو، كما أن جزء من السعادة في الأفراح أن تعلو الابتسامة محيا الحاضرين وعدم البخل بها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) رواه الحاكم وغيره، وعن جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال: (ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم، ولا رآني إلا تبسم في وجهي) رواه البخاري، إضافة إلى أن من أعظم ما يجلب السرور والفرح في الأعراس البعد عن المحرمات والمخالفات الشرعية ولا شك أن للمعاصي أثر على العاصين ومن تلك المحرمات: الإسراف والتبذير حيث تهدر في بعض هذه الحفلات أموال كثيرة من غير فائدة، وقد قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف.

الإسراف في الولائم

وقد سئل الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ما رأي فضيلتكم فيما نراه من إسراف شديد في الأطعمة التي تقدم في الحفلات؟

فأجاب: تقدمت الإجابة عن هذا الأمر في أنه لا يجوز؛ لأن الإسراف لا يجوز، لا في الولائم بالزواج {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف، ولا من المحرمات والمخالفات الشرعية التي تظهر في بعض الأعراس ولها أثر مباشر أو بعد حين الموسيقى والاختلاط. وما يتخلل بعض الاحتفالات من أغان ومزامير، حيث يجلب لها المطربون، على سبيل الفساد والإفساد، فليتق الله من يعملون هذه الأعمال، وليخشوا من عقوبته، وقد قال تعالى: {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (60) سورة البقرة.

ومن أعظم ما يصلح النفوس ويسعدها في الدارين ذكر الله والبعد عن الغفلة ومن ذلك إلقاء كلمة تذكيرية مع مراعاة عدم الإطالة والحديث المناسب.

) وقد سئل الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله هل يشرع تذكير الناس في حفلات الزواج....؟ جزاكم الله خيراً.

- فأجاب: من المناسب جداً تذكير المجتمعين في حفلات الزواج، من الرجال والنساء، بما يجب عليهم من حق الله، وطاعته، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق، والحذر من كل ما نهى الله عنه، مع التشجيع على الزواج، والحث على تقليل التكاليف، حتى يكثر الزواج والإعفاف للرجال والنساء.

كذلك مما يعيد السرور والفرح في هذه المناسبات صفاء النفوس وعدم الحقد والحسد مستشعرين قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر، ولما مدح الله عز وجل المؤمنين أشار عز وجل أن من أعظم صفات المؤمنين هو أن لا يحقد أحدهم على الآخر: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} (47) سورة الحجر.

ويستحب فيها: أن يُدعى الصالحون من الأهل والجيران والزملاء ولو كانوا فقراء، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يأكل طعامك إلا تقي) والوليمة من الطعام، وتأمل قوله: (إلا تقي) وبعض الناس هذه الأيام يحرص أن يأتي الأغنياء والوجهاء والكبراء وأهل المناصب، ويفتخر عند الناس بهم، وإن أتاه الفقراء ولو كانوا مصلين أصابه الضيق والحسرة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (شر الطعام طعام الوليمة يُدعى إليها الأغنياء، ويُترك الفقراء).

كذلك مما يجلب البركة والخير أن يفعل ويقول ما يُستحب كأن تدعوا بالسنة، فتقول: بارك الله لك وبارك عليك، وجمع بينكما في خير. وغيرها من الكلمات التي اعتادها الناس، وليس فيها محظور شرعي.

دعائم ومرتكزات

ويرى الشيخ ناصر بن فهد الجوهر خطيب جامع طلعة عليشة والمأذون الشرعي لعقود الأنكحة: أنه لتحقيق الفرح والسعادة المنشودة في مثل هذه المناسبات أن يكون للأفراح دعائم ومرتكزات تقوم عليها أُبرزها.. أن لا يُخصّ بالدعوة عِليةَ القومِ وأثرياءهم ووجهاءهم ويؤكد على الأغنياء والأعيان ويُهمل الفقراء والمساكين، بل تكون الدعوة عامة للأهل والأقارب والأصدقاء والجيران أيًّا كان مستواهم الاجتماعي وحالهم المادي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شرّ الطعام طعام الوليمة؛ يُدعَى لها الأغنياء، ويُترك الفقراء، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله) متفق عليه، ومراده عليه الصلاة والسلام بقوله: (شر الطعام طعام الوليمة) أي: طعام الوليمة التي يُدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء، ولم يرد أن كل وليمة طعامها شرّ الطعام، فإنه لو أراد ذلك لما أمر بها، ولا حثّ على الإجابة إليها، ولا فعلها، وعلى من توجه له الدعوة أن يجيب ويشارك أهل الزوجين فرحهم وسرورهم أو يقدم اعتذاراً تطيب به النفوس وأن يلتمس العذر من لم توجه له دعوة أو اقتصرت الدعوة عليه دون أفراد أسرته حفاظاً على صفاء النفوس حتى لا تجتمع الأبدان والأفئدة مختلفة، وتتعارف الأجساد والقلوب متنافرة فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دُعي أحدكم إلى طعامٍ فليجب، فإن شاء طعِم وإن شاء ترك) رواه مسلم، كما أنه يجب البعد عن الإسراف والتبذير الذي يحصل في كثير من الأفراح، مما يترتب عليه من تكاليف باهظة، ونفقات مذهلة، وعادات اجتماعية فرضها كثير من الناس على أنفسهم، تقليدًا وتبعية، مفاخرة ومباهاة، إسرافًا وتبذيرًا يقول سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (27) سورة الإسراء، إضافة إلى الضرب بالدف للنساء مع الغناء المعتاد الحسن الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم ولا مصاحبة لآلات اللهو المحرمة، وذلك مشروط بشروط شرعية أهمها أن يكون بين النساء خاصة، وأن يكون بمعزل عن الرجال، وأن لا تكون أصواتهن عالية، قال الشيخ ابن باز رحمه الله: «الغناء في العرس والدف في العرس أمر جائز بل مستحب إذا كان لا يفضي إلى شر، لكن بين النساء خاصة في وقت من الليل، ثم ينتهي بغير سهر أو مكبر صوت، بل بالأغاني المعتادة التي بها مدح للعروس ومدح للزوج بالحق أو أهل العروس أو ما أشبه ذلك منلكلمات التي ليس فيها شر، ويكون بين النساء خاصة ليس معهن أحد من الرجال، ويكون بغير مكبر، هذه لا بأس بها كالعادة المتبعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة، وأما التفاخر بالمطربات وبالأموال الجزيلة للمطربات فهذا منكر لا يجوز، وهكذا بالمكبرات لأنه يحصل به إيذاء للناس» انتهى كلامه رحمه الله.

تعاون الآباء والأمهات

ويضيف الجوهر قائلاً: إن مما يدخل الفرح والسرور على الزوجين وأهلهما تقدير كل منهما للآخر بالتيسير والبعد عن المغالاة في الإعداد والتجهيز للزواج ابتداءً بالمهر وانتهاءً بمراسم الزواج فينبغي أن يتعاون الآباء والأمهات، فيكونوا عوناً للشباب على الزواج، ويسعون بكل وسيلة إلى تسهيله وتيسيره والتخفيف من أعبائه فالإسلام لم يحدد مقداراً للمهر وكميته، وذلك لتباين الناس واختلاف مستوياتهم وبلدانهم وعاداتهم، ولكن الاتجاه العام في الشريعة الإسلامية يميل نحو التقليل فيه، فذاك أقرب لروح الدين، فيكون حسب القدرة وحسب التفاهم والاتفاق بين الأب والزوج، أو الزوج والزوجة، وتراضيهما في تحديده مع مراعاة حال الخاطب وقدرته، قال تعالى: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (24) سورة النساء، والمتأمل في حال الصحابة رضوان الله عليهم يجد أنهم كانوا يمهرون ملء الكف من الدقيق أو السويق أو التمر، أخرج أبو داود: (2110) بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعطى في صداق امرأة ملء كفيه سويقاً أو تمراً فقد استحل)). وقد تزوج عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على وزن نواة من ذهب، أخرجه أبو داود: (2019) بسنده عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عبد الرحمن بن عوف ردعُ زعفران، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مهيم) أي مالك؟ فقال: يا رسول الله، تزوجت امرأة. قال: (ما أصدقتها)؟ قال: وزن نواة من ذهب، قال: (أولم ولو بشاة). ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام هو الأسوة والقدوة لهذه الأمة فلم يكن يزيد في مهر نسائه أو بناته عن خمسمائة درهم، أخرجه أبو داود: (2106) بسنده عن أبي الجعفاء السلمي قال: خطبنا عمر رحمه الله فقال: ألا لا تغالوا بصداق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية. أما في الوقت الحاضر فقد ظهر في المجتمع التغالي في المهور والتباهي في نفقات الزواج، كل هذه زيادات على ما قرره الشارع الحكيم، وسرف بيّن وخيلاء ظاهرة، يضاف إلى ذلك الولائم المرهقة وقصور الأفراح الفخمة، كل هذا حدا بالشباب وأوليائهم إلى تحمل تكاليف باهظة من أجل مجاراة الآخرين مماترتب عليه آثار سلبية على نفسية الزوج والمقربين إليه وربما كان له أثر أيضا على الزوجة ووليها.

وختم الجوهر حديثه بالمسؤولية الملقاة على عاتق أهل العلم والرأي في المجتمع، والتي تحتم عليهم القيام بواجب النصح والإرشاد والمحافظة على النسيج الاجتماعي المترابط وأنه دعامة من دعائم سعادة المجتمع واستقراره، وركيزة من ركائز نموه وازدهاره.

الأناشيد الإسلامية

أما الدكتورة الجوهرة بنت صالح الصقر المحاضرة في علم التربية بجامعة الملك فيصل فقالت: إن غياب الفرحة سببها البعد عن المنهج الرباني في أفراحنا فقد أصبحت مكان تفرخ فيه الشياطين وتبيض بما نراه من بذخ وإسراف في المأكل والمشرب أثناء الاحتفال إضافة إلى التجرد من الحياء بكامل صوره في ملابس النساء والتعري الفاضح من الكثير منهن إضافة إلى وجود الآلات الموسيقية والمغنيات إلى ما بعد صلاة الفجر ولا ننسى المهور المبالغ فيها والتي ترهق كاهل الشاب المقدم على الزواج مما يضطره إلى الاستدانة من هنا وهناك لتغطية تكاليف حفلة الزفاف وطلبات أهل العروسة وتكاليف السفر لقضاء شهر العسل وكل هذا من جيوب الناس التي ما أن يمضي أسبوع إلا والجميع يطرق بابه كل يريد استرجاع ماله والمسكين لا حول له ولا قوة ولا مال فقد يودع في السجن جراء ذلك أو يمكث في بيته مغلقاً عليه باب داره فلا يخرج حتى لا يواجه الدائنين وقد يصل به الأمر إلى طلاق زوجته لأنها السبب وراء ذلك كله أو أنه يلجأ للاقتراض من أشخاص آخرين لسد ديونه فيدخل في دوامة السداد من هنا وهناك لهذا غابت الفرحة عن أفراحنا ولكي نعيد الفرحة إليها علينا بالآتي: العودة إلى كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع أمور حياتنا، واتباع النهج النبوي في أفراحنا ويشمل ذلك: تيسير المهور فقد حث الرسول عليه الصلاة والسلام على تيسير المهر فقال: (خير النساء بركة أيسرهن صداقاً) فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما تزوّجَ عليٌّ رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطها شيئًا»، قال: ما عندي، قال: «أين درعك الحُطَمِيّة؟». أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، والضياء في المختارة ومعنى الحطمية: أي الثقيلة التي تحطم السيوف وتكسرها، وجاءت في روايات يصحح بعضها بعضًا أن قيمة تلك الدرع لما بيعت ثمانون وأربعمائة درهم، أو أربعمائة درهم، وفي خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: «ألا لا تُغالوا بصُدُقِ النساء؛ فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةً من نسائه، ولا أُصدقت امرأةٌ من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية ولذلك استحب الإمام أحمد أن يكون المهر أربعمائة درهم للواجد له والمتيسِّر عليه، وهو ترجيح شيخ الإسلام ابن تيمية، والرهم (975.2) جرامًا من الفضة، أي نحو ثلاثة جرامات. وقيمة الجرام في هذه الأيام نحو (1.5) ريال سعودي. فتكون الأربعمائة والثمانون درهما تساوي هذه الأيام نحوا (2160) ريالاً سعودياً تقريباً.

وكذلك البعد عن البذخ والإسراف في حفلات الزواج، والاقتصار في الحفلات على الأناشيد الإسلامية والتي تدعو إلى الخير وتحث على الفضيلة والبعد عن اللهو المحرم من الأغاني الماجنة والآلات الموسيقية المحرمة، والاستغناء عن المغنيات والمطربات والتي قد يصل تكلفتها في الليلة الواحدة فوق الثلاثين ألف، وإذا كان لابد من قضاء شهر العسل فيكتفى برحلة إلى الديار المقدسة أو في ربوع الوطن الغالي، والالتزام باللباس الساتر من قبل النساء فوالله إن ما يرى في حفلات الأعراس من التبذل والعري لشيء يندى له الجبين وإنك لتعجب كيف أن الأم أحيانا تكون بلبس محتشم وساتر وابنتها بجانبها عليها من اللباس يظهر من جسدها أكثر مما يخفي أو يستر تراها الأم وتفتخر بابنتها وبلباسها وهي لا تدري أنها تذبح الحياء في ابنتها (فما كان الحياء في شيء إلا زانه وما نزع من شي إلا شانه) وأنها مسؤولة أمام الله عن ذلك (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، كما أنه ينبغي الإكثار من الصدقة فهي والله البركة، وكثرة الدعاء وطلب التوفيق من الله سبحانه في الحياة الزوجية، واختيار الزوجة الصالحة التي تعين على الخير، والابتعاد عن البذخ والإسراف في الولائم، والاتصال بالجمعيات الخيرية التي لديها مشاريع خاصة بالاستفادة من المأكولات المتبقية بعد الانتهاء من حفلة الزفاف لتوزيعها على الفقراء والمساكين ففيها الأجر العظيم بدلا من أن يكون مأواها صناديق القمامة، إضافة إلى شكر الله على نعمائه ومن أجل النعم نعمة الزواج ففيه تحصين للفرج وطلب العفة والولد الصالح بإذن الله تعالى وتكوين أسرة صالحة مؤمنة تعبد الله على بصيرة ويلحقه أجرهم حتى بعد موته (أو ولد صالح يدعو له).

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة