ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 20/01/2012/2012 Issue 14358

 14358 الجمعة 26 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

إن كلمة مثقف كلمة واسعة ليست متوقفة على الإلمام بالمعرفة في الجوانب الفكرية فحسب بل هي مرتبطة بجوانب معنوية وحسية واجتماعية وسياسية واقتصادية وسلوكية وبيئية ولا تقتصر الثقافة على نخب معينة بل حتى غير المتعلمة بإمكانها أن تتأثر في الثقافة وتكتسب منها بعض المهارات حتى الالتزام بالعادات والتقاليد هي ثقافة فمن هنا يأتي ربط الثقافة بجميع التشكيلات الأخرى التي تسهم في بناء الفكر الثقافي عند الإنسان الذي تنور بتأصيل مرتبط بقيمه وثوابته وأعطاه الحصانة التي تجعله صامداً مؤثراً وناقلاً لهذه الثقافة بين الأمم وحضارتنا العربية في الأندلس انطلقت من منظومة متكاملة وأعطت درساً للمعاني السامية للثقافة ومن خلالها أسس الغرب لثقافته التي توقفنا فيها عن ثقافتنا في الأندلس والتي تعود لأسباب كثيرة سياسية واستعمارية واستبدادية وأحياناً وجود دخلاء من أبناء جلدتنا تآمروا على ثقافتنا لوجود معتقدات فلسفية وأيدلوجية وهذا من أسباب غياب ثقافتنا وتخلفها (مكانك راوح) فلهذا لابد من مراجعة لثقافتنا ومعرفة أسباب تخلفها والتركيز على ماضينا وربطه بعصرنا الحاضر الذي فيه الكثير من المتغيرات الإيجابية والسلبية ولعل الجوانب الإيجابية كثيرة ومن أهمها وسائل تقنية المعلومات التي لها دور في تنمية الثقافة في مجمعاتنا العربية والتي أتت من ثقافة غيرنا الذين صنعوا هذا الثقافة وهذا يذكرنا بحضارتنا السالفة الذكر في الأندلس عندما أسهمنا في صناعتها فلهذا هنا ممكن توظيف الحكمة (الحكمة ضالة المؤمن) في البحث في الثقافات الأخرى والأخذ منها ما يتناسب مع احتياجاتنا ويتفق مع موروثنا الثقافي بطريقة إبداعية فالموهبة والإبداع يجب أن تكون حاضرة فنظرة على مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله (موهبة) على سبيل المثال أنجبت لدينا جيلاً واعداً واستعان بتقنية مستوردة وأنتج منها براءات اختراع من خلال الإبداع وتشغيل الذهنية العقلية عند الشباب وهذه البراءات حصلت عند طلاب في مراحل التعليم العام ومسجلة محلياً ودولياً وهذه الأعمال تصب في خانة الثقافة وخصوصاً في هذا العصر عصر العولمة والانفتاح الذي أصبح فيه العالم يتسابق إلى المعرفة وتسخيرها حسب ما يؤمن به من فلسفات ولكن لن يستطيع أحد أن يستحوذ عليها إلا من خلال الفكر العلمي الناضج الذي يستند على مقومات البحث العلمي الرشيد فثقافتنا العربية من خلال عقولها العربية قادرة بعون الله أن يكون لها حضور قويين الأمم لأنها تملك القيم الحضارية والأخلاقية المرتبطة بسلوك وحياة الإنسان والتي توفر له الطمأنينة والأمان والتسامح والحوار وخصوصاً في هذا الوقت الذي طغت فيه الثقافة المادية على الكثير من جوانب الحياة ولم توظف في مسارها الصحيح.

 

رؤية في الثقافة العربية
منصور ابراهيم الدخيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة