ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 21/01/2012/2012 Issue 14359

 14359 السبت 27 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

=1=

** دائماً نسمع قول بعض الناس: «فلان تغير علينا»..»قريبي ما عاد كالسابق».. «صديقي فلان بدلته الدنيا..» وأمثالها من هذه المقولات.

ونحن نستمع إلى هذه التعبيرات.. أو بالأحرى هذه «الشكاوى» ونصيخ السمع إليها.

ولو فكرنا لرأينا أشياء كثيرة من شأنها أن تغير الناس وأخلاقياتهم وليس سبباً واحداً.

أحياناً يكون التغير بسبب أننا نحن الذين تغيرنا عليهم دون أن ندرك أو نشعر بذلك, وفي آونة قد تكون للآخرين أسباب وظروف أجبرتهم على الابتعاد, ولا يدخل فيها أدنى سبب مما وضعناه في مخيلتنا.

وأحياناَ يكون تبدلهم لهشاشة في أخلاقهم, وضعف وفائهم.. وبالأخص بعض من أقبلت عليهم الدنيا..

وبالطبع ليس كل الناس كذلك..

فكرام الناس لا ينسون من عاشوا معهم, ورافقوهم في بداية الطريق.. إن هؤلاء كما قال عنهم الشاعر الحكيم:

إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا

من كان يألفهم في المنزل الخشن

وهؤلاء وإن كانوا قلة فإنهم موجودون !

أعود إلى تقلب بعض القلوب.. وتغير بعض الأشخاص..!

وأرى - وأستشرف ألا أكون مخطئاً - إن هذا أمر طبيعي, وعلينا ألا تذهب أنفسنا حسرات على أمثال هؤلاء.

إنهم الخاسرون في النهاية عندما يرجعون إلى أنفسهم..!

سيرون أن المنصب زائل..

وأن المال بدون معايشة الآخرين لا يحقق السعادة التي ينشدونها..

إن الحياة أيامها قصيرة ولا تستحق أن يبتعد فيها الإنسان عما يفترض منه الاقتراب منهم بالسراء بعد أن كان لصيقاً بهم في الضراء..! ولكي يرتاح الإنسان من هؤلاء الذين تنكروا لجميل الأيام التي جمعتهم, فعليه أن يأخذ بنصيحة ذلك المجرب القديم الذي قال:

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً

فدعه ولا تكثر عليه التأسفاً

ففي الناس إبدال وفي الترك راحة

وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة

فلا خير في ود يجيء تكلفاً

لا يهون على الإنسان ألم الجحود إلا معرفته بطبيعة البشر التي وضع الله فيها قلوباً متقلبة..!

من قبل مئات السنين قال الشاعر العاشق كثير عزة لمعشوقته:

«ومن ذا الذي - أي عزّ - لا يتغير»؟

أجل من الذي يا عزّ لا يتغير سواء كانوا أصحاباَ أو أحباباَ أو أقرباء أو جيراناً؟!

وعلى الإنسان أن يوطن نفسه على تبدل الآخرين, وانعدام الوفاء لدى بعضهم حتى لا يصدمه هذا التغير والجفاء..!

=2=

- وكم كاتب أثنى فعابا -

** الشاعر أو الكاتب أو المتحدث عندما يبالغ في ذكر أو إطراء شخص فإنه قد يسيء إليه أكثر مما يحسن، فهو لن يصدق من قبل المتلقي، وقد لا يرضي ذلك الممدوح هو أيضاً.

ولذا كم كان صادقاً ذلك الحكيم الذي قال: (وكم كاتب أثنى فعابا).

لكن هذا لا يعني أن نبخس الناس أشياءهم علينا - فقط - أن ننصفهم إن أثنينا أو نقدنا.

=3=

أصدق إجابة.!

لم أجد أبلغ حزناً من إجابة تلك الإعرابية عندما سئلت عن مدى حزنها على فقد ولدها الوحيد، حيث أجابت بكلمات فيها الأمل لكن فيها كل الألم: «لقد آمنني الله بفقده مصائب الدنيا فصرت لا آبه بها»...!.

=4=

آخر الجداول

للشاعر الراحل غازي القصيبي:

(قفي! فالكون لولا الحب قبر

وإن لم يسمعوا صوت النواح

قفي! فالحسن لولا الحب قبح

وإن نظموا القصائد في الملاح

قفي! فالمجد لولا الحب وهم

وإن ساروا إليه على الرماح)

hamad.alkadi@hotmail.com
فاكس: 4565576
 

جداول
لماذا يتغير الناس؟
حمد بن عبد الله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة