ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 21/01/2012/2012 Issue 14359

 14359 السبت 27 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

مجالسة (كبار السن) مكسب عظيم

رجوع

 

كتب الشيخ عمر بن عبد الله المشاري خطيب جامع الداخلة بروضة سدير في صفحة وجهات نظر يوم الثلاثاء 16 صفر في العدد 14348 مقالاً موجزاً جامعاً مفيداً، عنوانه (مجالسة كبار السن الأهمية وكيفية التعامل)، وجهه للشباب موصياً إياهم بمجالسة كبار السن والاستفادة منهم. وقد أعجبني جداً منه الإشارة لهذه الفئة الغالية على قلوبنا، كبارنا الذين هم نور الحياة وأنس البيوت ومدارس الأخلاق ومنجم الخبرات، حيث سبروا الحياة بعد أن عركتهم وعاشوا سنين فيها من ضيق ذات اليد والمعاناة والجوع والتعب الشيء الكثير، ومروا بتجارب مثرية ومواقف مثيرة وأحداث خطيرة جعلت منهم جبالاً شامخة في الثبات وبحاراً زاخرة في العطاء ومشاعل مضيئة في الصلاح والتقوى، حيث مع ما مروا به من وصب ونصب وجوع ومرض إلا أنهم كانوا قريبين من الله محافظين على صلاتهم متصافين فيما بينهم لا تكاد تجد بينهم شحناء وبغضاء متواصلين متحابين، ومن جالسهم سيستمتع بهم وبحديثهم، بل وسترتقي أخلاقه وتحسن طباعه وتقوى رجولته ويسمو فكره ويتنامى عقله ويجزل حديثه ويكتسب منهم الوقار والحكمة. وقد لمستُ ذلك عن قرب، ولعلي استشهد بموقفين: الأول: كان عندي طالب يدرس في المرحلة المتوسطة ومن خلال تعاملي معه داخل قاعة الدرس وخارجه، توسمت فيه الرجولة وحسن المنطق ورجاحة العقل والأدب الجم، فأكبرتُ منه ذلك وحدَّثتُ زملائي وبعض من أعرف عنه فأخبروني أن والده - رحمه الله - له مجلس يومي بعد صلاة المغرب يجتمع عنده كبار السن يتبادلون الحديث والأخبار والخبرات، وهو من يقوم بخدمة والده وإكرام ضيوفه براً بأبيه، فازداد إعجابي به وإكباري لصنيعه، وتوقعت أن يكون له شأن. وتمر الأيام ويكون معلماً قديراً ورجلاً ناجحاً في مجتمعه، متولياً شأن والدته باراً بها راعياً إخوانه وبيته بعد رحيل والده. حقاً إن مجالسة الكبار الأفاضل تصنع الرجال بعد توفيق الله. أما الموقف الثاني فهو: أن شيخاً تقياً وقوراً يقارب التسعين عاماً زرتُه في بيته في أحد الرمضانات الماضية، وكانت زيارتي في الحادي والعشرين من الشهر، فتطفلتُ وسألتُه بغية الاستفادة والاقتداء، وقلت له: كم مرةً ختمتَ القرآن حتى الآن؟ فأجاب بعد تردد وفي ورع: ختمة اليوم هي الختمة الحادية والعشرون، فأكبرتُ له ذلك وهنأته ودعوت له بالقبول واحتقرت نفسي أمامه، وأسفت لحالنا نحن الشباب الذين منَّ الله علينا بالنشاط والقوة فمنا من يختم القرآن مرة واحدة ونا من لا يختمه بل منا من لا يفتح المصحف كلية. وكما كان كاتبنا القدير موفقاً حين وهبنا ثماني طرق في كيفية التعامل مع هذه الفئة الغالية التي أوصى بها ديننا الحنيف، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي وإكرام الحاكم المقسط).وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: (أنزلوا الناس منازلهم)، وقال أيضاً عليه صلوات ربي وسلامه: (من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا). ومن عامل هذه الفئة الغالية بالحسنى وأكرمهم فليبشر بالأجر من الله والمحبة والتقدير منهم وسيظفر بدعوات صادقات لعلها تكون سبباً في سعادته دنيا وأخرى، فقد وهنت أجسامهم وضعفت قواهم وأمسوا قريبين من الله بعيدين عمَّا حرَّم الله، ويحتاجون لمزيد عناية ورعاية سواء كانوا قريبين كالآباء والأمهات أو بعيدين كالجيران ونحوهم، فليت شبابنا يحرصون على مجالستهم ويجتهدون في تقديرهم وحسن استقبالهم والاحتفاء بهم، فهم يُسرّون بمن يطلق وجهه لهم ويُقبِّل رؤوسهم ويسألهم عن أحوالهم وينصت لحديثهم ويبالغ في توقيرهم. فهل نبادر ويبادر شبابنا لمثل هذا الخير، فهم اليوم شباب وغداً سيكونون شيوخاً وسيحتاجون لمن يقدرهم ويرعاهم، وهذه الحياة كما تدين تدان وازرع تحصد، فالله تعالى يقول: {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عند الله}، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما أكرم شاب شيخاً لسنه - أي في شيخوخته - إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه).. حفظ الله شيوخنا وختم لهم بخير وأصلح شبابنا ويسر أمورهم وجعلهم من خير إلى خير.

* عبد الله بن سعد الغانم - تمير - سدير

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة