ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 22/01/2012/2012 Issue 14360

 14360 الأحد 28 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

طوال مسلسل «الحيّالة» الشهير، كان الفنان «حسين عبد الرضا»، يُردد للمرحوم «خالد النفيسي»، عبارة «يا ريّال صف النية»..!.

طبعاً «النوايا الصافية» سمَات لكثير من «الأجيال» التي سبقتنا، واليوم أصبحت عبارة «صف النية»، خاتمة لأي «مقطع « أو «نكته», قد يُفهم منها شيء «سيئ», ويتبادلها «جيل الماسنجرات»، لتقرأ في «نهاية الرسالة» عبارة: يا جماعة «صفوا النية»..!.

باحثون «أمريكيون» وجدوا أنّ «النوايا الحسنة»، تُخفف «الآلام» عند زيارة المريض، خصوصاً «أولئك» الذين تبدو حالتهم «ميؤوس «منها؟!.

للأسف الشديد في «مجتمعنا»، أناس نُزعت منهم «لباقة» الحديث «بلطف» عند زيارة المريض، أو المشاركة في التخفيف من «الآمه», التي قد يشعر بها، فهناك من «تتطاير» شرارات «الصدّمات الكهربائية» من عينّيه، دون «تحديد نوايا» طبعاً، فتسمعه يقول «لأهل المريض» وعلى مسامعه: «الله يخلف عليكم»، لا والله إلا «راح الرجال» !!.

وآخر بمجرد «رؤية» المريض يُطلق تلك «التنّهيدة الصاروخية « ليُغرد « وهو «يبحلق» في عيون «المريض»: والله كأنّي أشوف «عمّي فلان» الله يرحمه، خويكم «موّات» إلا أن يشاء الله، يا جماعة «جربتوا» الطب الشعبي؟!.

طبعاً «لا تسأل» عن «نفسية المريض» في تلك اللحظات؟!.

فقد «يتمنى»، أنّه «مقطوع من شجرة», بدلاً من «سماع» مثل هذه «العبارات» التي من «المُرجح» أنها خرجت من «أفواه أصحابها «على «السليقة»، ودون قصد، ولكنّها «بالتأكيد» لا تتوافق مع «النوايا الحسنة», التي أكد «الباحثون» أهميتها، للتّخفيف عن «المريض»..!.

أظنّ «الأفضل»، والواجب، هو «التعاطف» مع المريض في «محنته»، والتأكيد على الوقوف «بجانبه»، من خلال «العبارات الرقيقة» التي ترفع «معنوياته», و»الدعاء له «، وتذكيره «بعظم الأجر» عند الصبر، وأن «ما أصابه تكفير»، و»ابتلاء» يختبر به الله «إيمانه»... إلخ من عبارات «المؤازرة والمساندة»، وليس «الكلام» دون «مراعاة», أو «حساب «لنفسية المريض.

نحن نُعاني «اليوم»، من «شح»، و»ندرة»، من يقوم «بزيارة المرضى» أصلاً ، بل إنّ «مُعظمنا»، يتحجج بمشاغل «الدنيا»، و»ضيق الوقت» ,ليُبرر عدم «قيامه» بهذا «الواجب» العظيم ، إلا أنّ هذا لا يمنع من وجود «شخصيات» لطيفة من بين الزائرين، يمكن أن نُطلق عليهم: خبراء «تحليل» ,أو»استشاريين» بلا شهادات ,فهم يُفتون في «كل شيء»، تراهم «يأتون» عادة مع بداية «وقت الزيارة» بأيدٍ خالية من «الورود»، أو «الشكولا»، «يلتهمون» كل ما يرونه أمامهم، والحجة «أنّه قدم من العمل مباشرة» إلى «هنا»..!.

بمعني «غدّوني»، «عشوني», دون «مراعاة» لمشاعر المريض، بل من «المُحتمل» أن يبحث عن «الطبيب المُعالج», لا «ليسأله» عن «حال المريض»؟! بل «ليستفسر» عن «أسباب آلام المفاصل» و»علاج القرحة»... إلخ؟!.

نعود «لدراسة النوايا»، فباحثو «جامعة ماريلاند» يؤكدون أنّ «إسماع عبارات التعاطف» للمريض، حتى لو كانت «كاذبة»، يمكن أن «تخفف» الألم، وتزيد «السعادة», وتبعث «الأمل», لجعل الأمور تتجه «نحو الأفضل»..!.

شكراً «لزيارتك»، ولكن «صف النية» يا ريال، ولو «بالكذب»..!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
 

حبر الشاشة
«صف النية»..!
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة