ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 23/01/2012/2012 Issue 14361

 14361 الأثنين 29 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

المجتمعات الإسلامية في الحياة المعاصرة تنازعها تيارات متعددة تبعدها عن شواطئ الأمان وبسرعة هائلة من خلال وسائل الإعلام المختلفة ولا يخفى على القارئ الكريم المتابع لهذه الوسائل آثارها على الشعوب الإسلامية وبأسماء ودعايات جذابة وفي النهاية الفوضى وضياع الدين والأمن ويتحمل العلماء والكتاب الإعلاميين المسؤولية في الوقت الحاضر وذلك بتوجيه المجتمعات إلى النهج الصحيح وبأساليب تتناسب والحياة المعاصرة وذلك بالإعداد الجيد والعمل الدؤوب فإن هذا هو الجهاد لإنقاذ المجتمعات الإسلامية وتحصينها عن المذاهب الهدامة وانسلاخها عن دينها وقيمها فالآخرون يعملون ليل نهار وينفقون الأموال لتحقيق أهدافها ونشر مذهبهم والقضاء على أهل السنة ونبدأ بتحصين أفراد المجتمع من الداخل وإيقاض روح الانتماء الديني والمذهبي وحب الوطن والولاء للقيادة الرشيدة حفظ الله قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وفي الختام أتطرق إلى أحد الحكماء في العصور السابقة وهو الإمام إبراهيم بن أدهم وله توجهات جماعية وفردية وشخصية تلمس أحاسيس المجتمعات والأفراد في عقائدهم وفي حياتهم الاجتماعية ومنها التوجيه الجماعي: أنه في يوم من الأيام جاء أهل البصرة إليه يسألونه عن قول الله تعالى {ادعوني أستجب لكم} الآية. ونحن ندعو الله من مدة ولم يستجب لنا فأجابهم رحمه الله قائلاً يا أهل البصرة ماتت قلوبكم بعشرة أشياء.

1- عرفتم الله ولم تؤدّوا حقه.

2- قرأتم كتاب الله ولم تعملوا به.

3- ادعيتم حب الرسول وتركتم سنته.

4- ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه.

5- قلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها.

6- قلتم نخاف النار ورهنتم أنفسكم بها.

7- قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له.

8- اشتغلتم بعيوب إخوانكم وتركتم عيوبكم.

9- أكلتم نعمة الله ولم تشكروها.

10- دفنتم أمواتكم ولم تعتبروا بها.

أما التوجيه الفردي فإنه أتى رجل إلى إبراهيم بن أدهم قال يا أبا إسحاق إني مشفق على نفسي فأعرض على ما يكون لها زاجراً ومستنفذاً قال له: إن قبلت خمس وقدرت عليها لم تضرك المعصية.

الأولى: إذا أردت أن تعصي الله, فلا تأكل من رزقه قال فمن أين آكل وكل ما في الأرض رزقه؟ قال له: يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه.

الثانية: إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاده قال الرجل هذا أعظم وأين أسكن قال له أيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه قال لا.

والثالثة: إذا أردت أن تعصيه وأنت تأكل من رزقه وتسكن بلاده فانظر موضعاً لا يراك فيه فاعصيه فيه. قال الرجل كيف وهو المطلع على ما في السرائر قال له أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ما تجاهر به وما تخفيه.

أما الرابعة: إذا جاءك الموت ليقبض روحك فقل له أخرني حتى أتوب توبة نصوحاً وأعمل صالحاً قال الرجل ملك الموت لا يقبل . قال له كيف ترجو الخلاص.

أما الخامسة: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار فلا تذهب معهم قال الرجل إنهم لا يدعونني ولا يقبلوا ذلك قال له كيف ترجو النجاة إذاً . فعاش الرجل طائعاً لربه.

والتوجيه الشخصي ففي سنة من السنوات خرج إبراهيم ابن ادهم قاصداً الحج ماشياً على قدميه فرآه رجل راكبا على ناقته فقال له إلى أين يا إبراهيم ؟ فقال أريد الحج قال الراكب فإن الطريق طويلة فرد عليه قال له لي مراكب كثيرة لا تراها قال ما هي؟

قال : إذا نزلت بي مصيبة ركبت مراكب الصبر.

وإذا نزلت بي نعمة ركبت مراكب الشكر.

وإذا نزل بي القضاء ركبت مراكب الرضاء.

فقال الرجل سر على بركة الله فأنت الراكب وأنا الماشي.

إن التذكير وربط الإنسان بخالقه له دور فاعل في تبصير المجتمعات وإيقاظها من غفلاتها ويزيد التمسك بمبادئها والذود عن قيمها والله أسأل أن يحمي ديننا وقيمنا وحكومتنا إنه القادر على ذلك. والله الهادي للخير.

- جامعة الأمير سلطان

 

مواقف في حياة المجتمع المسلم
د. سليمان محسن العريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة