ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 24/01/2012/2012 Issue 14362

 14362 الثلاثاء 01 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

المرأة والمؤسسات الرسمية والمتنورون في التأزم سواء!! ينطبق عليهم القول: يبقيه في الماء مغلولا ويرعبه: إياك إياك أن تحرك الماء الراكد.

ولا يمكننا حتى إجراء مقارنة عادلة بأوضاع المرأة الخليجية في دول مجلس التعاون حيث أعداد المواطنين والمواطنات هناك قليل جدا مقارنة بـ20 مليونا أو أكثر من مواطني السعودية بينهم على الأقل 10 ملايين مواطنة 7 ملايين منهن تحت سن 25 والغالب أنهن متعلمات بل إن عدد خريجات الجامعات لا يقل عن عدد الخريجين. مما يعني أن حضور المرأة السعودية لا يتناسب مع وجودها الفعلي إحصائيا حيث نسبة المرأة في التعداد السكاني وكمتخرجات من مؤسسات التعليم هو 50 % أو يزيد. ولكن 70 % من الباحثات عن عمل جامعيات مقارنة بأقل من 20 % من الذكور الخريجين ما زالوا عاطلين عن العمل.

والملاحظ حتى الآن أن إدخال المرأة كعضو فاعل بالمؤسسات الرسمية بما في ذلك الوزارات -كما هو في أي موقع آخر في المجتمع- لا يتحرك إلى الأمام إلا بقرار حاسم من صانع القرار وينفذ ببطء وبمشقة. فحتى الآن المحاولات الرسمية لجعل المرأة حضورا حضاريا موازيا لحضور الرجل ترتطم بعقبات يراكمها الرافضون من الجنسين؛ يختلقونها ويصدقونها؛ متعذرين بأن حضور الأنثى مخاطرة تهدد استقرار المجتمع, مهمشين دور المرأة باختزاله في فروق البيولوجيا, أو متعللين بأن أحقية الحضور لا تشملها لأن الأفضلية للذكور الذين ما زالوا ينتظرون تحقق طموحاتهم. رؤية متحيزة تختزل المرأة حين تصورها -مهما تأهلت وتعلمت وأبدعت- ليس قدرة واعدة وطاقة عمل مطلوبة كأخيها بل جسدا يجب تغطيته، وصوتا من الأفضل ألا يسمع إلا حين يأتي من واعظة تقنع غيرها من النساء بأن هذا الحكم المجتمعي بتغييبها هو الأمثل. ومن ترى غير رؤيتهم ناشز معقدة تفتقد الأنوثة، أو جاهلة غسل دماغها بمؤامرة غربية.

إلا أن النخبة من النساء اللاتي أثبتن تميزهن عبر إنجازاتهن في كل الميادين المهنية والتخصصية بالرغم من العقبات الكأداء تؤكد قدرة المرأة على الإنجاز متحررة من تصنيفات الإطار الخانق.

الحمد لله أن الأطر الثقافية في التاريخ الإنساني لا تحتفظ بصلادة دائمة فصلاحيتها فعالة فقط لمرحلة محدودة وقد تغيب ثم تعود ثم تغيب. ولذلك فهي تعجز عن منع حركة التطور, وإن حاول البعض تسميرها.

وهي مسألة وعي: كل من يؤكد أننا كمجتمع رجالاً ونساء نفتقد الوعي وقدرة التصرف الملتزم المتحضر،كما هي قيم ديننا, يؤكد في الحقيقة كونه لا يمتلك بصيرة تؤهله أن يتحكم في ثقافة المجتمع أو مسيرة المستقبل.

هل يأتي الإثمار والازدهار والاستقرار والأمن المجتمعي عبر أن يتولى ريادة ثقافة المجتمع المؤهلون والمؤهلات بالوعي والعلم ومنهج الاعتدال؟ أو عبر ترك الزمام للمتمسكين بثقافة الترهيب وأنانية المصالح الفئوية الخاصة, يعرّضون حاضر ومستقبل الوطن للخطر؟

الجواب واضح؛ وللمرأة الرائدة دور تقوم به ومسؤولية إنجاح المنهج.

 

حوار حضاري
المرأة وأطر الثقافة 4-4
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة