ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 25/01/2012/2012 Issue 14363

 14363 الاربعاء 02 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم يكن الشارع العربي فضلاً عن السوري راضياً على ما أقدمت عليه جامعة الدول العـربية بإيفـاد مراقبين عرب إلى سوريـا لمراقـبـة الوضـع هـنـاك والتأكد من أن النظام السوري لا يرتكب مجازر تجاه شعبه! المراقبة العربية نالت من الأذى من النظام السوري ما نالت وعرضت حياتها لكافة أنواع الخطر.

مراقبون يخضعون -أرادوا أو لم يريدوا- لتوجيهات من النظام ذاته ومع ذلك كان نصيبهم من خطاب بشار الأسد الشتيمة والهوان.

واليوم يشق أحد المراقبين الصف ويخرج من هذه الهيئة ويقول إنه يخشى أن يتحول إلى (شبيح)!! وما ذلك إلا بسبب ما شاهده على أرض الواقع من تعنت وصلف لهذا النظام تجاه شعبه الأعزل إلا من هتافات تريد الحرية وتريد السلام وكرامة الإنسان.

خروج هذا المراقب العربي واعتذاره عن مواصلة بعثته الرقابية يدل دلالة واضحة أن الأمر لم يعد يطاق، وأن الوضع في ترد مستمر وهذا ما تؤكده المعلومات التي أشارت إلى أن النظام قتل منذ بداية المراقبة وحتى يوم خروج هذا المراقب أربعمائة مواطن سوري بين طفل وامرأة وشيخ وشاب !! هذا يدل بكل وضوح على أن نظام الأسد لا ينوي بأي شكل من الأشكال مسلك السلام وحقن دماء شعبه ! هذا الشعب الأعزل، وهذا النظام المتغطرس الذي لم يستفد من دروس أمثاله من الأنظمة التي بادت وسحقت.

إن الوضع المزري في هذا البلد الشقيق من قتل الأمن والجيش للمواطن الذي كان من المفترض أن يكون هو من يحميه وهو من يرعى مصالحه وهو من يكون السد المنيع ضد كل معتدٍ عليه، صار وبكل أسف هو من يروعه وهو من يقتله وهو من يتهمه بالخيانة والعمالة!! خطاب رئيس النظام بشار كان خطاباً هزيلاً لا جديد فيه إلا إصراره على أن من يريد التغيير هو من خارج الوطن ومن المفسدين وأنه سيجتثهم من أصولهم ليبقى الوطن كما يريده كل السوريين في قبضته المباركة!!! هذا الخطاب يذكرنا بخطابات من سبقه وكان آخر عهدهم بالميكرفون وهتافات المنافقين الهاتفين بألسنتهم واللاعنين بقلوبهم.

أعود لخروج هذا المراقب من سوريا وتبرؤه مما يقوم به النظام في حضرة مراقبي الجامعة العربية، هذا الخروج كان يجب أن يكون خروجاً جماعياً لكافة المراقبين وكان على الجامعة العربية أن تعي ما قاله هذا المراقب وتكتفي بما مضى، وتعتذر للشعب السوري أيضا لحسن ظنها بهذا النظام الماكر.

منذ أكثر من عقد كان للصديق الخبير الاستراتيجي الأستاذ الدكتور حسن وجيه نظرة كنت أعتقد أنها متشائمة تجاه جامعة الدول العربية؛ حيث كان يردد دوماً بأن هذه الجامعة إن لم تأت بمصيبة فإنها لن تأتي بغنيمة، وكنت ألومه على نظرته السوداوية هذه، فأنا دوماً أحب التفاؤل, ولكن الجامعة مع أزمة سوريا أكدت وبكل أسف مقولة الدكتور وجيه وجعلتنا نبصم له بالعشرة.

نأمل أن يكون خروج هذا المراقب إيذانا بخروج البقية وكشف سوءات النظام المتبقية لتنال سوريا العروبة والإسلام حريتها وتعيش مثل بقية دول العالم في حرية وسلام.

والله المستعان..

almajd858@hotmail.com
 

حديث المحبة
انسحاب مراقبي الجامعة من سوريا.. والدلالات
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة