ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 26/01/2012/2012 Issue 14364

 14364 الخميس 03 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

الشيخ علي حوفان الشمراني (رحمه الله)

رجوع

 

تربطني بأبنائه (عوض وخالد) علاقة وطيدة من الود والصداقة والقرابة، شهدت تصاعداً حيناً وفتوراً حيناً آخر، حيث كان مجلس والدهم الشيخ علي حوفان -رحمه الله- ملتقى عامراً بالحب والحيوية والوسطية والشفافية، وهو انعكاس لطبيعة وإنسانية صاحب المجلس والذي كثيراً ما ترددت عليه مع بعض شباب الحي للفضفضة والنقاش وطرح بعض الرؤى والأفكار الشبابية التي يغلب عليها الاندفاع والتهور والقلق كشباب مقبل للحياة ومتحمس للمستقبل وباحث عن الذات وفي معمعة الحوار وتبادل الأفكار وانسجام الجلسة الشبابية تسمع صوته داعياً وناصحاً لنا: «حان وقت الصلاة»؛ هكذا كان الشيخ علي حوفان -رحمه الله- ناصحاً ومرشداً وداعياً للخير.. وفي طريق العودة من الصلاة لاستئناف جلستنا الشبابية تصادفه أحياناً وتستمع توجيهاته الأبوية تستشف معها خبرته وحكمته ونظرته العميقة للحياة والوجود وقد حذرني يوماً من الجلوس مع شباب «دكة الحارة» أو ما يعرف بين شباب الحارة «مدرج الطفش» لضياع الوقت دون فائدة مع متسكعين الشوارع.

لذلك استبدلنا الجلوس في الطرقات بالاجتماع في مجلس الشيخ علي -رحمه الله- والذي دائماً ما احتوانا في كبح جماح شبابنا المتهور بحكمة الشيوخ مثلما احتوانا بكرمه وطيب معدنه، فكلما نصطدم بمجريات الحياة وانتكاساتها باحثين عن مرفأ نرسو عليه تجدنا نلوذ بمجلس الشيخ علي حوفان -رحمه الله- لسماع كلمة أو خاطرة تهدئ من قلقنا، فنجد المجلس يكتظ بالضيوف والزائرين صباحاً ومساءً وباختلاف مشاربهم وتوجهاتهم وجنسياتهم أيضاً من شيخ قبيلة ومدرسين وعسكريين كما كان الشيخ علي متسامحاً معنا ويغض الطرف عن مواعيدنا الليلية المتأخرة في حضورنا للمجلس والمزعجة في أحايين أخرى.

وعن حياته العملية نجدها قدوة حسنة ونموذجاً مشرفاً للإنسان السعودي، حيث عمل الشيخ علي حوفان -رحمه الله- في الخطوط السعودية ما يقارب 40 عاماً دون أن يأخذ إجازة سنوية، فتم تكريمه مثالاً يحتذى به وقدوة حسنة للأجيال التي أصابهم الخور والتذمر والشكوى من دون إنجاز يذكر. والعم علي حفر اسمه في ذاكرة الوطن عملياً بإنجازه وأخلاقياً بجودته في الإنجاز، فكان جندياً مجهولاً في إنكار الذات والتفاني في العمل في عصر أصبح الكل يتقاتل على المقدمة وعندما تبحث عن منجزهم لا تجد شيئاً لذلك أشارت إليه الخطوط السعودية في إصداراتها ومجلاتها كنموذج مشرف لموظفيها في عصر أصبح الكل يبحث إبراز صوره وأخباره في الصحف وسيرتهم ومسيرتهم جوفاء.. أحرج من جاء بعده في التزامه وإنتاجه وتحمله المسؤولية وكان صورة مشرقة لأبنائه ولنا وللأجيال.

إن علي حوفان رحمه الله عقلية واعية واثقة بالله متوكلة عليه حيث لاحظت وأثناء متابعتي لمسيرته في الحياة وعند التقائي بأفراد أسرته في زياراتي منذ الصغر أن له مواقف من مجريات الحياة كانت تتصف بالوضوح والصراحة والجدية والرجولية بعيداً عن التخاذل والمراوغة، فالصحيح صحيح والخطأ خطأ تعلمناه منه تلك المواقف، بل إنها سكنت وجداننا وذاكرتنا نستدعيها أحياناً في مواقف الحياة المختلفة لتصحح مساراتنا الحياتية، فالشيخ علي حوفان رحمه الله منظومة متكاملة ومتوازنة بين ما هو عقلاني وروحي وديني ودنيوي، لذلك كانت رؤيته تؤكد على الجدية والالتزام والمسؤولية وهي قصة إنسان صاحب فطرة سوية عاش بها ومات عليها وهي فطرة الله التي خلق الناس عليها.. -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته-.

عبدالرحمن المشايخ - جدة

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة