ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 27/01/2012/2012 Issue 14365

 14365 الجمعة 04 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

السرقات الأدبية لا تقل حرمة ولا خطراً عن السرقات المالية، فكلاهما أكل لحقوق الناس بالباطل, والاعتداء على النتاجات الفكرية للآخرين لا يبرره أن من قام به من علية القوم, أو من مشايخ الدين والدعاة والذين هم دائماً في مكان القدوة، ويفترض فيهم أنهم يتمثلون تعاليم الدين الحنيف التي تدعو إلى الأمانة بكافة أشكالها وصورها، ومنها الأمانة العلمية.. لذا كيف يسمح شخص لنفسه بالسطو على أفكار الآخرين ونسبتها لنفسه والاستفادة منها ماديّاً ومعنويّاً.

شغلنا في الشهور الماضية بقضية خطيرة أتمنى ألا تمر مرور الكرام بعد أن أثبتت بكافة تفاصيلها وهي قضية مصنفة ضمن السرقات الأدبية، تقدمت بها الكاتبة سلوى العضيدان ضد الشيخ عائض القرني متهمة إياه بسرقة كتابها (هكذا هزموا اليأس) ونسخ ما فيه من معلومات والحذف منها والإضافة إليها وإصدار كتاب جديد باسم الشيخ القرني بعنوان: (لا تيأس).

الكاتبة هزمت اليأس فعلاً لا تنظيراً فقط, ونافحت حتى أصدرت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الثقافة والإعلام حكمها بتغريم الشيخ القرني مبلغ ثلاثمائة ألف ريال تعويضاً للكاتبة، وثلاثين ألف ريال تدفع للحق العام مع سحب الكتاب (لا تيأس) من الأسواق ومنعه من التداول محليّاً ووضعه على قائمة الكتب الممنوعة من دخول المملكة.

لا أدري ما هي ردة فعل سلوى العضيدان وهل هي راضية تماماً على هذا الحكم أم أنها تراه حكماً ناقصاً يحتاج إلى زيادة قيمة الغرامة وإضافة عقوبات آخري؟.. وفي نفس الوقت فأنا أعرف أن ردة فعل المجتمع ستأتي كالعادة متباينة لأن المكانة التي يستقر فيها الشيخ يراها البعض غير قابلة للاقتراب أو المساس غير من يرى أن شخصاً بحجم عائض القرني لا يمكن أن يقدم على هذه الأفعال، وهذا ما سيدفع فئة معينة من أتباع الشيخ أو جمهوره أو المعجبين به للتشكيك بالحكم واتهام المؤيدين له والناطقين به أنهم من أعداء الدعوة ومن يتربصون برجالها ويفخمون أخطاءهم, قلة ستكون لديها الجرأة والشجاعة على قول الحق والوقوف بحزم والمطالبة بحماية الحقوق الفكرية للعلماء والأدباء والمؤلفين ونشر تفاصيل مثل هذه القضايا، كي يستفيد الجيل الجديد فلا يقع في الفخ مثل ما وقعت سلوى العضيدان والتي دفعتها ثقتها المتناهية لتقديم الكتاب لشخص كي يراجعه قبل النشر, مع أن المفترض في مثل هذه الحالات أن يقوم المؤلف بهذه الإجراءات دون الاعتماد على أحد!.

ردة فعل الشيخ القرني وردت برسالة نشرتها صحيفة عكاظ يوم الثلاثاء الماضي ذكر فيها الكاتبة العضيدان بأنه وإياها لم يخترعا أفكاراً حصرية, فهو يرى أن الأفكار الأدبية ليست كالاختراعات العلمية وعلى هذا الأساس يمكن للكاتب أخذ أفكار غيره لأنه يرى أن الغير ليس لهم ملكية على ما تبدعه عقولهم من أفكار.. ثم يلمح إلى نوع من الاعتذار للكاتبة حين يقول: «عفا الله عني إن اجتهدت فأخطأت وسامحك الله على اجتهادك».. ويبسط كتبه أمامها لتأخذ ما تشاء إلى آخر الرسالة الطويلة.

لا أوافق الشيخ عائض على أن أفكار الآخرين مشاعة لمن شاء, وليس أمامه إلا التوثيق الذي يحفظ للآخرين حقوقهم ولا أعتقد أن الكاتبة بحاجة لأن تأخذ من كتب الشيخ، فهي تطالب بحقوقها، وأتمنى أن يبادر الشيخ بالاعتذار الصريح غير المبهم كما ورد في رسالته فالاعتذار من شيم الكبار.

shlash2010@hotmail.com
تويتر abdulrahman_15
 

مسارات
اعتذار الشيخ القرني
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة