ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 27/01/2012/2012 Issue 14365

 14365 الجمعة 04 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قصصُ وحكاياتُ كفاح تُوِجتْ بالنجاح... وتَنعمَ فيها أبطالُها بنعمة التغيير الإيجابي الذي لم يصلوا إليه إلا بجديةِ وإيجابيةِ القناعات الذاتية فتحول مسارُ حياتهم من اللاممكن إلى الممكن...

ولعل في قصة المرأة السبعينية العمر... مثالاً بسيطاً جَسَدَ النجاح الذي حققته لإيمانها التام وقناعتها الحقيقية بأن لا شيء اسمه [المستحيل]..

هذه المرأة التي وصلت إلى خريف العمر لم تكن تُجيدُ القراءة والكتابة تمنت ذات يوم أن تكتب بيدها اسم [الله] حتى لا تموت وهي لا تعرف كتابة لفظ الجلالة [الله] فتعلمت القراءة والكتابة... ثم قررت أن تحفظ كتاب الله عز وجل كاملاً فتمكنت من ذلك... لم يمنعها كِبَرُها ولا ضعفُها لأن تكون ماضية في طريقها لتحقيق هدفها الذي تمثل في قناعة إيجابية نحو التغيير.

ومن يقرأ كتاب [هذه حياتك..لا وقت للتجارب] لمؤلفه جيم دونوفان.. يرى كيف تحول هذا الرجل من الإدمان إلى الصحة، ومن الفقر إلى الثراء، ومن الفشل إلى النجاح... ورغم العديد من المصاعب التي مر بها.. إلا أنه استطاع تجاوز المحنة لأنه أدرك أن التغيير رغم صعوبته ليس خيالاً أو وهماً أو مستحيلاً.. إنما هو ضرورة لازمة لمتابعة مسيرة الحياة بروح سوية متصالحة مع ذاتها ومع من حولها.

الإنسان بطبيعته وفطرته يُقْدِمُ على فعل الأشياء تلبية لاحتياجاته المختلفة.. والعقل هو المحرك الأساسي لتصرفاته وسلوكه وحتى طريقة تفكيره... وما يأتي بعد ذلك من ردود فعل هي مبنية على مدى قناعاته إلى ما هو مقدِمٌ عليه.. إما إيجاباً أو سلباً فذلك نابعٌ من نتاج تجارب ومواقف مر بها في حياته أكسبته هذه القناعات بغض النظر عن كنهها.

جميعاً كبشر نحمل قناعاتٍ متعددة ومختلفة.. بعضُها محدد وواضح المعالم والآخر قد يكون مبهماً ومتداخلاً.. لكن هناك من يحاول في مواجهته للحياة وتقلب الأحوال والظروف أن يتمسك بما يملك من قناعات ويرفض التنازل عنها حتى ولو كانت سلبية أو غير صحيحة.. هي بالنسبة له جزءٌ منه ومن ذاته ومن خلال تمسكه بها ومهما كانت يعتقد أنها تثبت وجودَه وذاتـه أمام الآخرين.. ومن الناس أيضا من يقع في جوانب من حياته أسيراً لقناعاتٍ تتراوح مابين عبارات.. [لا أستطيع أن أنجز مستحيلا.. صعب.. أو حاولت وفشلت ولن أكرر التجربة] إلى غيرها من مجموعة عبارات سلبية مغلوطة تُنبِئُ عن قناعات تشكلت وتكونت بفعل تراكم تجارب ومواقف مر بها خلال مراحل حياته المختلفة... وبالتالي لا يحاول أن يُخرِج نفسه من هذه البؤرة، بل يصر على التقوقع في قوقعة [المستحيل] فتباً للمستحيل الذي يُسْقِط التغيير الإيجابي من حياتنا حال الاصطدام بوقائع مريرة أو تجارب فاشلة.. تباً للمستحيل لغة الانهزام عندما يسري في دواخل الاهتزاز عند من يفقد الثقة حتى بنفسه ليبقى في إطار محدودية رؤيته التي تبنت قناعاته المختزنة في بواطن العقل بفعل تراكمات الأحداث وتكرار المواقف.

إن مجانبة الصواب والنجاح في كثير من أمور حياتنا أمرٌ لا مفرَ منه.. لذلك لا بد لقناعاتنا السلبية أن تتبدل وتتغير مع مرور الزمن.. ومقولة إنه فوق طاقتي أن أعمل ذلك.. أو من ينعت نفسه بمقولة أنا هكذا لا أستطيع أكثر من ذلك، إلى غير ذلك من المقولات المرافقة للتفكير النابع من القناعات السلبية.. ومحدودية القابلية للتغيير يكشف على الفور الأنماط السلبية التي تقف حائلاً أمام تحقيق النجاحات.

في بعض الأحيان لا يكون التغيير بحجم القدرات والإمكانيات إنما يكون بحجم[من نكون نحن]. حدث أن أَوهَمَ أحد المعلمين شريحة من الطلاب الضعاف في دراستهم بأنهم الأكثر موهبة من غيرهم.. وأطلق عليهم اسم الموهوبين فكان لهذا الاختبار نتائج مذهلة عندما اتضح أن درجات هؤلاء الطلبة تفوق من كان أكثر منهم جدية وذكاء... إذن نجاحهم لم ينبع من قدراتهم ومهاراتهم بقدر ما نبع عن قناعاتهم الإيجابية نحو التغيير.

ما أحوجنا أن نغوص داخل أعماق ذواتنا وعقولنا.. نغربل ونخلخل تلك الأفكار السوداوية.. فابتداع التغيير في حياتنا وسلوكنا يحتاج منا تغيير القناعات السلبية التي تشدنا إلى الخلف.

 

عود على بدء
تبــَّـاً للمستحيل
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة