ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 28/01/2012/2012 Issue 14366

 14366 السبت 05 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لأن المملكة بلدٌ يتقدم ويصبح يوماً بعد يوم أكثر عصرية فإن حيّز الاستفادة من كل البدائل التنموية يجب أن يتسارع.. ففي السابق كان ثمة تردد في خوض تجارب جديدة خوفاً من السلبيات أو الآثار الثانوية غير المرغوبة التي قد تفرزها هذه التجارب.. ولكن من الثابت، ومن المقبول أيضا، أن مثل هذه الآثار يجب أن لا تمنع أحداً من المحاولة والتجريب ثم التصحيح إذا لزم الأمر.. كما أن ما قد نطلق عليه «تجارب» ربما يكون في واقع الأمر مُجرَّباً من الآخرين، ولذلك يجب أن لا نعيد اختراع العجلة من جديد - كما يُقال - بل نستفيد من تجارب الآخرين فنوفر الوقت والجهد والمال.. وخصوصاً الوقت الذي حين يفر من أيدينا فإن من الصعب على كل أموال الدنيا شرائه أو استعادته.

* أقول ذلك لأننا تأخرنا كثيراً في التوسع في الخدمات الجوية.. فلا زالت الخطوط الجوية السعودية تناضل من أجل معالجة مشاكلها ولا زلنا نحن معشر المسافرين نناضل من أجل حل مشاكلنا مع هذه الخطوط. ونحن لسنا بحاجة إلى «اختراع» حل لم تأت به الأوائل.. فالمشكلة أولاً وأخيراً هي مشكلة اقتصادية، ولم تهتد البشرية إلى حل لمشكلاتها الاقتصادية مثلما اهتدت حين اكتشفت سحر «المنافسة» وكفاءتها.. والمقصود هو المنافسة العادلة وليس الممارسة الاقتصادية التي تتمظهر بمظاهر المنافسة بينما هي في الواقع ليست إلا احتكاراً مبطناً مثل حالتنا مع بعض وكلاء المنتجات العالمية ممن يكيلون المديح للاقتصاد الحر بينما هم في الواقع يضعون العراقيل أمام آليات الاقتصاد الحر كيما تعمل لصالح المستهلك والبائع في ذات الوقت.

* أجل.. لقد تأخرنا كثيراً في إعادة تنظيم النقل الجوي. والنتيجة هي ما نراه من نقص في مستوى الخدمة رغم الإقبال الكبير من المواطنين والمقيمين على استخدام خدمات النقل الجوي بسبب تباعد أنحاء المملكة وتركز الخدمات الصحية وغيرها في بعض المدن الكبرى مما يجعل السفر جواً من الأمور الضرورية الملحة.

* لقد فرحنا عندما نشرت بعض وسائل الإعلام مؤخراً ما يدل على قرب إتاحة الفرصة لشركات جوية غير سعودية لدخول سوق النقل الجوي في المملكة وتقديم الخدمة بين المطارات السعودية. إن هذه الخطوة تحمل من الإيجابيات الشيء الكثير، لكن أبرز إيجابياتها أنها ستفتح الباب واسعاً أمام المنافسة بين الشركات الجوية.. وفي حال وجود هيئة تنظيمية كفؤة لشؤون النقل الجوي فإن ذلك - قطعاً - سيعني خدمة أفضل وأسعاراً أقل للمستهلك.

* وإذا أردنا أن نكون منصفين فإننا جميعاً نعرف فداحة الأعباء الملقاة على الخطوط السعودية.. فهي ليست شركة تجارية خالصة بالمعنى الاقتصادي المعروف.. ولذلك فإن الحل هو فتح المجال لشركات أخرى لا تعاني من المعوقات الاقتصادية التي تعاني منها الخطوط السعودية، ولكن علينا أيضا أن نتلافى الأخطاء التي حدثت عندما دخلت شركة «ناس» وشركة «سما» الخدمة..

* وفي الوقت الذي يجب فيه الإسراع في فتح المجال لشركات سعودية وغير سعودية لتقديم خدمات النقل الجوي فإن من الضروري أيضا في هذه المرحلة فتح مسارت جديدة للنقل بين المطارات السعودية الداخلية من جهة ومطارات الدول المجاورة من جهة أخرى.. فما الذي يمنع من تسيير خدمات جوية، على سبيل المثال، بين مطارات الجوف والقريات وعرعر ومطار عمَّان إذا ما ثبتت جدواها الاقتصادية وأظنها في حكم الثابتة إذا ما أخذنا في الحسبان كثافة حركة المسافرين بين هذه المناطق الشمالية والأردن بسبب الأعداد الغفيرة من المواطنين الذي يراجعون يومياً المستشفيات الأردنية ووجود أعداد كبيرة من السعوديين والسعوديات الذين يتلقون التعليم في الجامعات الأردنية..

* دعونا نشعل المنافسة في سوق النقل الجوي.. فقد ثبت أن المنافسة العادلة لا تأتي إلا بخير وهي علاج تلقائي لكثير من العلل الاقتصادية.

alhumaid3@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
المنافسة تأتي بخير
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة