ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 30/01/2012/2012 Issue 14368

 14368 الأثنين 07 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

«يتحول المدّ الجماهيري إلى سلطة جديدة تحتشد لدعم الفكر السلطوي التقليدي وتطلعاته وفق ما يرى ابن خلدون - في أيام الحروب، إذ تستنفر السلطة كل طاقاتها المادية والدعائية من أجل الحصول على رضا الجمهور.

ويتقارب جاك دريدا من هذا المعنى حيث يرى أن السلطة تنتقل من المركز إلى الهامش. المعرفة هي الأخرى تتحول إلى سلطة يتنازعها الأقطاب ومن ذلك ما حدث في أوروبا من محاولة الكنيسة لاحتكار المعرفة حتى تتحكم بمصائر الجماهير ووعيهم.

كما تلى ذلك احتكار القوى الرأسمالية للسلطة التي استهلكت الإنسان من خلال السيطرة على العقل وتهميش الوجدان أو اللا عقل مما أفسد الحياة وجعل الإنسان يتحايل على العقل بحثا عن اللا عقل ومن هذا ما يراه هربرت ماركوز في أن العقل يتحول إلى سلطة قمعية وأن العقل يتحول إلى لا عقل حين يغيب الجانب النقدي فيه.

وتصبح بنية وجدان الإنسان مهددة، حين تكون الأولوية للقيمة والإنتاجية، حيث يصبح العقل وسيلة لتبرير الهيمنة والاستغلال باستغلال النهم الاستهلاكي للمد الجماهيري.

السلطة تتصف باللا ذاتية ولا يحتكرها أي من الأقطاب بمفرده أنها حركة دائرية تسير وفق إملاءات الجماهير التي ينجح كل قطب في مرحلة ما في الاستحواذ على تأييدها.

أشاهد اليوم برامج الحوار في الإعلام المصري كنت أتابعها سابقا وجدت أنها هي هي استبدلت نظام مبارك بنظام الإخوان, خطاب التبجيل وإظهار الطاعة والخضوع عاد مجددا لأن المد الجماهيري المصري لم يكن بحاجة إلى دولة دينية ولم يكن بحاجة إلى اللا عقل مثل بعض الدول الغربية التي ينمو لديها المد الديني نتيجة الإسراف في تغييب اللا عقل أو الروحانيات, المجتمع المصري لم ينفصل عن الروحانيات قط ولكن الفراغ الذي كان يعانيه المد الجماهيري هو الحاجة لأن يجد شيئا يستهلكه ويسد عوزه ويشعره بآدميته وحين وجد الوعود السياسية التي بإمكانها أن تفي صوت لها وجعل منها سلطة جديدة يقدسها سياسيا لا دينيا وحين لا تفي سيثور عليها مجددا ويبحث عن سلطة جديدة يتوجها على نفسه ويخضع لها مجددا ليختبرها ويقيمها.

هل هي السلطة السائلة للحقيقة التي عناها ميشيل فوكو وهي متبعثرة وتخضع لتوجهات اقتصادية وسياسية ويتم إنجازها تحت مراقبة أجهزة خاصة (الجيش - الجامعة - الكتابة - وسائل الإعلام - النظام التربوي...) التي تؤمن أيضا انتشارها واستهلاكها..

سيتمحور دور المثقف حسب فوكو في كيفية كشفه الحقيقة باعتبارها مجالاً للصلح وللتصادمات والصراع والمعارك فهل يقوم المثقف بدوره على الوجه المطلوب؟

f.f.alotaibi@hotmail.com
Twitter @OFatemah
 

نهارات أخرى
سلطة المد الجماهيري!
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة