ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 31/01/2012/2012 Issue 14369

 14369 الثلاثاء 08 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

مع يقيني وإيماني الشديد بمكانة المملكة دينياً واقتصادياً في العالم، وأنها تحتضن قبلة ملياري مسلم في أصقاع الدنيا، وتحت أراضيها خزان وقود العالم وطاقته، وتأثيرها بسبب ذلك على كل مجريات ما يحدث عربياً وعالمياً، بل إنه لا جديد أن المملكة تقود أسعار النفط في العالم، وتسعى إلى توازنها، ولا جديد أن أهم موسم في العالم، يحتضن ما يقارب ثلاثة ملايين إنسان هو موسم الحج، ولكن ماذا عن هذه البلاد؟

هذا هو السؤال الذي يبحثه الغربيون عن بلادنا، وهكذا أصبحت منذ مئات السنين مزاراً للباحثين والمغامرين منهم، وهكذا قرأنا انطباعات الرحالة حول جزيرة العرب في أزمان مختلفة، هكذا انتزعوا من الأرض والإنسان ما ينسجم مع رؤاهم المسبقة، لكننا لم نفكّر كيف نقدّم أنفسنا كأهل حضارة وتاريخ، لم نطلق حرية الحضارات كلها التي توالت على بلادنا، طبقات من الأمم القديمة كانت هنا، لكن من سيكشف عنها ويطلقها؟

لم يعد العالم يأتي، بل قافلة (روائع آثار السعودية عبر العصور) هي ما ذهبت وتجولت في روسيا وبرلين، قطع نادرة من أمم قديمة مطروحة لشعوب مهووسة في فهم الآن من خلال الماضي، فكيف إذا كانت الآثار النادرة قد جاءت من جزيرة العرب عبر العصور القديمة، وقبل الدول السعودية الثلاث؟ أكاد أجزم أنها ستثير فضول العالم واهتمامه.

لا شك أن هيئة السياحة والآثار قد أنجزت شيئاً مهماً، ومن الظلم أن نلوم هذا الجهاز خاصة في جانب الآثار، لأن هذا الجهد يحتاج إلى علماء وباحثين في علم الآثار، ومختصين في ممالك شبه الجزيرة العربية، والبحث عن الممالك المطمورة يحتاج إلى سنوات، وليست بعيدة عنا مصر التي حتى اللحظة تكتشف الجديد من الآثار الفرعونية، رغم أن السياحة والآثار في مصر تشكل المورد الاقتصادي الأول. لذا علينا أن نؤمن بقيمة وثراء من تحت الأرض، ليس النفط فحسب، بل الأمم التي سادت في قرون ما قبل الميلاد، فكيف نمنحها الضوء كي تظهر وتكشف عن حضاراتها؟

علينا أن نتخلص من الخوف من الكشف عن آثار الأمم، ألا نطمس شيئاً من حضارة الإسلام، أو ما قبله، أن نمنح الهيئة كافة الصلاحيات للعمل، ونهبها الموارد التي تجعلها تنجز ما نحلم به، فمجرد أن تكتشف موقعين مهمين، أحدهما يخص القرن الثالث قبل الميلاد، والآخر في القرن الهجري الأول، هو أمر مهم ويجب الوقوف بجانبه، بل علينا أن نتباهى باكتشاف أول نقش هيروغليفي في الجزيرة العربية، وأننا جئنا من عمق التاريخ، ولسنا كائنات طارئة جاء بها الذهب الأسود، أعني النفط.

حتماً يجب ألا نكتفي بأن نذهب إلى الآخرين بروائع آثارنا، رغم أهمية هذا الأمر، ولكن علينا أن نجلب هؤلاء إلى بلادنا، أن ننفتح بشكل كامل للسياح الأجانب، أن نوجد مورداً مهماً في موازنتنا، بأن نضع بين أيديهم ثروة العالم القديم، وأن نتخفف من الخوف من الأجانب ومحاصرتهم بسبب تكويننا الاجتماعي، نعم علينا أن نخطط إلى أن نعمة النفط لن تدوم، وأن علينا منذ الآن، التفكير بمصير الأجيال القادمة، بتحويل البلاد إلى استثمار المعرفة، واستثمار السياحة والآثار.

 

نزهات
نحن هنا من برلين!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة