ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 01/02/2012/2012 Issue 14370

 14370 الاربعاء 09 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

مواقف مع الشيخ يوسف المطلق (رحمه الله)
وليد بن صالح الحماد

رجوع

 

افتقدت أسرة المطلق علمين بارزين من أعلامها جمع الله لهما محبة الناس, كما اجتمعت فيهما صفات حميدة وأخلاق عالية من صلة الرحم وحب الخير للغير والسماحة والتواضع والكرم، وأشهد الله على محبتهما.

إنهما الخال الشيخ يوسف بن محمد المطلق والعم الشيخ عبدالرحمن الصالح المطلق -رحمهما الله وجمعنا ووالدينا وإياهما بالفردوس الأعلى من الجنة.

وسبحان الله، ما إن أنهيت تدوين بعض المواقف لي مع الشيخ يوسف إلا وفجعت بخبر وفاة العم الحبيب عبدالرحمن، ذلك الرجل البار بوالدته والصابر المحتسب فما استطعت مواصلة الكتابة وخاصة عن حياة العم (أبوصالح) رحم الله الجميع.

مواقف مع الشيخ يوسف المطلق (رحمه الله)

1 - سلمت على الشيخ بعد كلمته في مسجد بالملز وبعد أن قبلت رأسه قبل رأسي وكان عمري آنذاك خمسة عشر عاما فعجب رفقتي لتواضع الشيخ وهنأني أحدهم على ذلك.

2 - كنت وإياه في مناسبة وبعد أذان صلاة العصر، تواضع الشيخ وذهب معي بسيارتي لمسجد ليلقي كلمة كعادته بعد كل صلاة، وأثناء العودة سألته كأنك أوجبت على نفسك الوعظ بعد كل صلاة، فقال : إني أحيانا أذهب لصلاة الفجر بالسيارة لأجل هذا، ثم قال لي ماسرني وأذكرها من باب الشكر له -رحمه الله -: هل رأيت كأس الماء إذا امتلأ ثم فاض الماء من جوانبه، قلت : نعم , فإذا به يهدي لي أفضل هدية منه لي،إذ قال:حبك عندي قد فاض كذلك، جمعنا الله وإياه ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا في ظل عرشه.

3 - كذلك؛ مما خصني به واستحيَيت أنه في زواج إحدى بناته في بيته قام الشيخ إبراهيم الغيث -حفظه الله- الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -سابقا-وألقى كلمة طيبة، ثم جاء الشيخ إليّ وطلب مني أن ألقي كلمة، فأكبرت ذلك له وعلمت أنه كان متواضعاً ومربياً ومعلماً واعتذرت له لوجود أهل العلم.

4 - حضوره للرقيا على والدي وحبيبي -رحمه الله- في المستشفى ودعاؤه لنا وللوالد -رحمه الله - وتسليته لنا، وقد سألته ذلك الوقت عن حديث (داووا مرضاكم بالصدقة) فأيّد ذلك -رحمه الله -.

5 - لا أنسى مواساته لنا في وفاة والدي -رحمه الله- فقد وصل لبيتنا بعد علمنا بخبر الوفاة بساعة تقريبا، وبقي يعظنا، وكان لذلك الأثر الكبير في نفوسنا، وأذكر مما كان يعزينا به أن قال: هنيئا لمن مات على الإسلام في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن.

6 - كان -رحمه الله - عابداً مشجعاً على العبادة، حيث وعظ عن فضائل الحج وقدم بلفتة لطيفة وهي استشهاده بقوله تعالى (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما) النساء 147، ويؤكد أن من أفضل الشكر التقرب الى الله تعالى بالحج، ثم سأله رجل: هل يجوز أن يحصل على تصريح للحج وقيمته 200 ريال عند بعض الحملات ؟ فقال له : إن كنت ستدفع ذلك للموظفين المختصين فهذه رشوة وحرام، وأما إن كنت ستدفع ذلك للحملة النظامية فادفع لها 200 ألف ريال ولا تفوت الفرصةالعظيمة، ولا يخفى أن الشيخ كان ممن يستثمر مواسم الحج في الدعوة إلى الله.

7 - كان -رحمه الله - مجيبا للدعوة حتى في أحلك الظروف فقد تشرفت بدعوته لحضور حفل زواج أختنا وكان ذلك الوقت في بدايات مرضه, فحضر -رحمه الله -وكان يهادى بين أبنائه، وتعجب الناس من تضحيته وحضوره. ولا أشك أن هذا إجلالا منه لوالدتي حصة الرميان -حفظها الله- ولجدتي نورة المطلق -رحمها الله-, ولتلك المكانة كان يقوم لها بزيارات خاصة وكنت أحظى بالجلوس معه ثم خلفه في ذلك ابنه الاخ الدكتور عبدالمجيد، وكذلك ابنته الأخت الفاضلة أم ماجد المطلق، وهذا تخصيص لما رأيته وإلا فكل ولد الشيخ أهل خير وإحسان، وقد دعته الوالدة يوما على العشاء وكانت الاتصالات تنهال عليه لتعبير الرؤيا ورأيته يرد على الجوال ويعطيه الأخ د. عبدالمجيد، ويطلب منه أن يعبر الرؤيا للمتصل.

9 - أعمال الخير والبر ومتابعته للفقراء -رحمه الله- كانت كثيرة وقد كان يرسل السيارات المملوءة بالبطانيات وأحيانا الأرزاق ليتم توزيعها على الفقراء عن طريق جدتي نورة - رحمهما الله جميعا-.

10 - كان -رحمه الله- كثيرا ما يستشفع به عند التجار لسداد الديون عن المعسرين، وكان لي معه تجربة في ذلك لأحد المديونين.

11 - أما تعبيره للرؤيا فهذا أمر مشهود له، وأحب أن أضيف أنه كان يراعي حال السائل، كيف لا وقد سألته عن رؤيا تكررت كثيرا وكان يقول، إنها خيرا إن شاء الله، فلما سألت عنها عدة معبرين من بعده وكان فيها ابتلاء، علمت أن الشيخ كان يصرف الأمر عن التعبير، ولا شك أن ذلك من فقهه وواسع علمه في ذلك.. فياليت بعض معبري زماننا وخاصة الفضائيات أن يستفيدوا منه.

ختاما.. أقول: أحسن الله عزاءنا جميعا، بفقد الشيخين -رحمهما الله - وأخص بالعزاء أبناء الشيخين وبناتهما وزوجاتهما، كما أخص أخوي الشيخ يوسف لأمه الشيخين الجليلين، الشيخ حسين آل الشيخ, والشيخ محمد آل الشيخ.

ولا شك أنه بفقد الشيخين افتقدت أسرة المطلق علمين من أعلامها (ومما يؤيد ذلك تعبير رؤيا لخالتي لولوة المطلق حفظها الله بأن وفاتهما ذهاب ثمرة من ثمرات المطلق)، وهذه سنة الله في خلقه، فقد افتقدت من قبلهما العلم الأول الخال الشيخ علي بن محمد المطلق، كما افتقدت علم النساء جدتي نورة محمد المطلق رحمهم الله رحمة واسعة ورحم والدي صالح بن عبدالعزيز الحماد، وجمعنا وإياهم في الفردوس الأعلى، إنه سميع مجيب.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة