ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 03/02/2012/2012 Issue 14372

 14372 الجمعة 11 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نحن في موسم ثقافي، والمملكة تحتضن هذه الأيام مهرجان الجنادرية، وهذا المهرجان يجمع بين التراث والأدب والشعر، وتبادل الأفكار، وليس أبلغ دلالة على أهمية هذه التظاهرة الثقافية من أن تتم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وجمع من أبناء الشعب الكريم، وجميل أن عدداً من المثقفين في عالمنا العربي يشارك في هذا المهرجان، ونحن ننتظر منهم أن ينقلوا عبر قنواتهم ووسائلهم ما يشاهدون من واقع حال في المملكة، لكي يعلم أكبر عدد ممكن ما هو قائم في المملكة.

مهرجان الجنادرية، مهرجان استثنائي لنوعيته المتميزة وتعدد نشاطاته، وحسن تنظيمه ومستوى المشاركين فيه من الداخل والخارج، وتعدد مشاربهم ودولهم، مما يجعله مهرجاناً للتحاور وتبادل الآراء المتباينة وليس بالضرورة المتطابقة، وإن كان هناك تطابق فلعله يكون من باب التطابق التلقائي.

ومن المؤكد أن التنظيم واختيار المواضيع والمشاركين أداة مهمة من أدوات نجاح هذا المهرجان، وقد يشاركني الكثير أن القائمين عليه قد تراكمت خبراتهم لتظهر ذلك المهرجان العربي بثوبه الجميل الذي عهدناه يرقى فيه كل عام، في مواسم جميلة من فصول السنين المتعاقبة.

وفي نفس الفترة وبفارق يومين فقط يقام معرض الكتاب في المغرب الشقيق والمملكة هي ضيف شرف في هذا المعرض العربي المعروف الذي يرعاه جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، وسيشارك عدد كبير من المسؤولين والمثقفين من المملكة العربية السعودية بإلقاء محاضرات هامة ومتنوعة في هذا المعرض وفي عدد من الجامعات المغربية. وهذه قناة أخرى من قنوات التواصل بين المسؤولين والأدباء والمثقفين السعوديين ونظرائهم في دولة شقيقة.

وطالما إننا نتحدث عن الأدب والأدباء والمثقفين، فقد يكون من المناسب إيراد قصة جرت في الأندلس بين شاعرة مشهورة هي فاطمة الغرناطية وشاعر مشهور آخر هو ابن قزمان.

فاطمة الغرناطية، كانت ظريفة زمانها وأديبة أوانها، جمعت الحسن والظرف والأدب والفقه، وكان لها مجلس بمنزلها تقرأ فيه النحو واللغة والبديع بحضرة جماة من الطلبة، ولها فكاهات ودعابات. روي أن ابن قزمان الأديب لما دخل مدينة غرناطة لقي فاطمة هذه في بعض الطرقات فأعجبه حسنها، وكان ابن قزمان أسمح أهل زمانه، فسلم عليها، فردت عليه السلام، ثم قالت له: ما حاجتك؟ قال لها: أنا والله أحبك، قالت له: فإذن فأت معي، فتقدمت وهو على أثرها حتى وصلت إلى حانوت صائغ فقال له: الحاجة التي كلفتكها أعملها على مثل هذا، وأرته ابن قزمان، ثم انصرفت فانغمست في الناس فلم يدر أين سلكت، فرجع أبو بكر قزمان إلى الصائغ، فقال له: من تكون المرأة التي أتت بي إليك؟ وما الصورة التي تصنع لها على مثالي؟ فقال: أما المرأة فهي أشهر من الشمس، تلك فاطمة الغرناطية، أديبة وقتها وفقيهة النساء في عصرها، وأما الصورة التي طلبت مني فإنها كلفتني أصنع لها صورة عفريت من الفضة، فطلبتُ منها مثالاً فأتتني بك، فقال له: صف لي منزلها أعزك الله تعالى، فوصفه له، فأتى المنزل ودق الباب، فوقفت له جارية، فقال لها: قولي لسيدتك: رجل من الخواص بالباب، فدخلت الجارية وعرفتها بمقالته، فأمرتها بدخوله، فدخل وعليه طاشور أصر مع سماحته فأتى منظره شينعاً، فاستقبلته، وقالت له: يا ابن قزمان، أراك كبقرة بني إسرائيل إلا أنك لا تسر الناظرين فخجل من مقالتها، ثم قالت له: من أين عرفت منزلي؟ فقال: والله يا فاطمة لقد طفت جميع المدينة (ثم قال كلاماً لم أستحسن إيراده لفحشه) حتى وصلت إلى باب هذه الدار، فعلمت أنه منزلك، فقرعت الباب فقالت واحدة بواحدة، إلا أنك ادعيت محبتي لحسني وجمالي، قال لها: نعم، قالت: وأنا ادعي بغضك لقبح صورتك، ثم قالت لجاريتها: يا فلانة، ناوليه المرآة ينظر وجهه فيه، فإن رأى أنه أهل لأن يعشق فليفعل، فأخذ المرآة ونظر وجهه وشناعة منظره، وقال: صدقت، والله يا فاطمة، ثم رمى المرآة من يده وخرج وهو يقول:

جارية أعجبني حسنها

ومثلها في الناس لم يخلق

خبرتها أني محب لها

فأقبلت تضحك من منطق

فالتفتت نحو فتاة لها

كالرشا الوسنان في قرطق

قالت لها: قولي لهذا الفتى

انظر إلى وجهك ثم اعشق

 

نوازع
مهرجان وأدباء
د.محمد بن عبد الرحمن البشر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة